-
كتب رامز حاتم
- حسام حسن تولى قيادة منتخب مصر يوم 6 فبراير خلفًا للبرتغالي فيتوريا
- مدرب “الفراعنة” يطارد حلم كأس العالم واستعادة اللقب الإفريقي الغائب منذ 24 عامًا
- حسن يروي ذكريات مونديال 90 وهدف التأهل التاريخي
أجرى حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر حوارًا مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، للحديث عن طموحاته مع منتخب مصر، وأبرز التحديات، وأهدافه في المرحلة المقبلة.
أحد أبرز النجوم السابقين في تاريخ مصر، والعرب وأفريقيا، وأفضل من ارتدى القميص رقم “9”، حسام حسن صاحب الـ 57 عامًا، بعد أن علّق حذاءه، دفعه حبه للعبة إلى الاستمرار في الملاعب، ليقرر بدء رحلة جديدة في عالم التدريب. رحلة قاد خلالها العديد من الأندية المحلية، بالإضافة لتجربة دولية واحدة مع الأردن، قبل أن يحقق حلمه وحلم الكثيرين بتدريب منتخب بلاده.
الهدّاف التاريخي لمنتخب مصر، يقود “الفراعنة” في مرحلة صعبة مليئة بالتحديات خاصًة بعد عدم النجاح في التأهل إلى قطر 2022مع مغادرة كأس أمم أفريقيا 2024 من دور الستة عشر، لتتجه الأنظار إلى المدرب الوطني في محاولة لاستعادة الأمجاد الغائبة منذ عهدي محمود الجوهري، وحسن شحاتة.
وتسيطر حالة من التفاؤل الممزوجة بالأمل على الجماهير المصرية، التي تحلم بالعودة من جديد للظهور في كأس العالم المقبل، خاصًة بعد صدارة المنتخب لمجموعته حتى الآن، ويخوض “العميد” حسام حسن اختبارًا حقيقيًا في التصفيات عند مواجهة بوركينا فاسو، وغينيا بيساو خلال يومي 6 و10 يونيو المقبل.
وجاء نص الحوار على النحو التالي:
في البداية، حدثنا عن رؤيتك لمنتخب مصر بشكلٍ عام بعد توليك المهمة، وما هي خططك القادمة؟
منتخب مصر من المنتخبات الكبيرة في القارة الأفريقية، والفريق صاحب الألقاب السبعة لبطولة كأس أمم أفريقيا، ويضم لاعبين كبار، وبالتعاون كجهاز فني ولاعبين نستطيع تحقيق طموحات الجماهير المصرية العاشقة للكرة، بالتأهل لكأس العالم والعودة للتتويج ببطولة أمم أفريقيا. وخططي مع المنتخب هي بناء فريق قوي، يضم أكثر من لاعب مميز من مختلف الأعمار، وإعادة الروح والحماس للفريق وتحقيق الألقاب، وإسعاد الشعب المصري.
قدمت مسيرة أسطورية كلاعب على مستوى الأندية والمنتخب، وتعمل كمدرب منذ عدة سنوات، ما هو طموحك كمدير فني، وماذا يمثل لك تدريب منتخب مصر؟
من يجتهد يجني ثمار اجتهاده، وهذه رسالتي للاعبين من مختلف الأعمار، وفي الحقيقة أنا سعيد للغاية بجميع الألقاب التي حققتها خلال مسيرتي، رفقة زملائي والمدربين السابقين سواء في الأهلي أو الزمالك أو المنتخب، وسعيد أيضًا بحب الجماهير وتقديرهم لي في كل مكان أتواجد به.
وطموحي هو تحقيق الألقاب مع منتخب مصر، وعودته لمنصات التتويج، وبناء جيل يضم لاعبين كثيرين. وتدريبي لمنتخب مصر هو حلم، مثلما يحلم كل لاعب بارتداء قميص المنتخب، وبالتالي تدريب المنتخب أمر رائع لأي مدير فني. وشرف كبير لي، وأتمنى رد جزء صغير لبلدي ولهذا الشعب.
حسنًا، بدأت مهمتك بخوض مباراتين أمام نيوزيلندا وكرواتيا، ضمن سلسلة FIFA، كيف استفدت من هذه التجربة؟
لقد توليت تدريب المنتخب يوم 6 فبراير، قبل بطولة كأس العاصمة بأيام قليلة، وتم عرض إلغاء البطولة، ولكنني تمسكت بخوضها، والاستفادة من المباراتين، وفضلت أن نلعب المواجهتين أمام منتخبات كبيرة وتحديدًا كرواتيا، وأيضًا نيوزيلندا المنتخب القوي الذي نجحنا في الفوز عليه 1-0 خلال أول تجربة ودية لي مع الفريق، ثم واجهنا الفريق صاحب المركزين الثاني والثالث في أخر نسختين من كأس العالم، والذي يمتلك مديرًا فنيًا مستمر في منصبه منذ عام 2017، ولكن التجربتين مهمتين للغاية وبداية لتعرف اللاعبين على طريقة اللعب.
وهل استقريت على طريقة لعب منتخب مصر أم سيكون هناك تغييرات في الفترة المقبلة؟
كل مدير فني يمتلك أسلوبًا وطريقة في اللعب، ولكن كل معسكر يكون له ظروفه الخاصة. نتعرض لغيابات كثيرة في كل معسكر، على سبيل المثال، لقد افتقدنا جهود محمد صلاح أحد اللاعبين الكبار المُهمين والمؤثرين في تشكيل المنتخب خلال معسكر مارس الماضي، وجوده رفقة أحمد سيد زيزو ورمضان صبحي ومحمد الشناوي وأخرين، كان سيمنح المنتخب قوة إضافية كبيرة.
منتخب مصر أخفق في التأهل للنسخة الماضية من كأس العالم، في وجهة نظرك ما هي أسباب ذلك، وهل الطموح المقبل هو التأهل لمونديال 2026؟
بالطبع عدم تأهل منتخب مصر لكأس العالم 2022 كان محزنًا للجميع، فهي البطولة الأهم والأقوى في العالم، وتحظى باهتمام إعلامي وجماهيري واسع، خاصًة أن مصر تغيب لفترات طويلة عن تلك البطولة؛ حيث كانت آخر مشاركتين في عامي 1990 ثم 2018، والفارق الزمني بينهما كبير، وصل إلى 34 عامًا. طموحنا بالطبع التأهل لكأس العالم، وأتمنى تحقيق ذلك مع الجيل الحالي الذي يضم أسماء كبيرة، وتطمح هي الأخرى في إسعاد شعبها بهذا التأهل، خصوصًا وأن بينهم من تواجد في بطولة 2018، ولاحظ مدى أهمية وقيمة المونديال.
هل ترى أن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم في صالح منتخب مصر؟
هدفنا الأساسي هو التأهل لكأس العالم سواء مع زيادة المنتخبات أو بدونها، ونبذل قصارى جهدنا من أجل ذلك. الكرة في أفريقيا لم تعد سهلة كما كنا في الماضي، الجميع يتطور ويتقدم من الناحية الفنية والبدنية، ولكننا جاهزون. بالنسبة لي، أمتلك جهازًا مميزًا، ولاعبين على مستوى عالٍ يقدّرون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وسنعمل معًا بروح واحدة لإسعاد المصريين، والتواجد في المكان الطبيعي وسط الكبار.
هل صدارة المجموعة حاليًا تُقربكم أكثر من التأهل؟
لقد مرت جولتان فقط من أصل 10 جوالات في التصفيات، والمباراتان المقبلتان هما الأصعب أمام بوركينا فاسو وغينيا بيساو، أصحاب المركزين الثاني والثالث، وسنلعب من أجل الفوز بهما والحفاظ على صدارة المجموعة.
على ذكر بوركينا وغينيا، ما هو رأيك بهذين المنتخبين، وكيف تقيم المواجهتين القادمتين؟
بالتأكيد تنتظرنا مواجهتان صعبتان أمام بوركينا وغينيا بيساو، إذ تتطور المنتخبات الأفريقية بشكل مذهل، والدليل على ذلك بطولة أمم أفريقيا 2023 الأخيرة، ولكننا فريق كبير، وقادرين على العودة لمكاننا الطبيعي، وهذا يحتاج جهد كبير من الجميع، والتكاتف معًا على قلب رجل واحد. وفي الواقع، أنا سعيد بروح اللاعبين في المعسكر الماضي، ورغبتهم في التواجد في بطولة كأس العالم، وتحقيق النجاحات لهم ولبلدهم. وسنبدأ معسكر الإعداد يوم 28 مايو، خاصًة أن الدوريات التي يشارك فيها لاعبونا المحترفون قد انتهت مبكرًا، إلى جانب انضمام اللاعبين من أجل التجهيز للمباراتين.
كأس أمم أفريقيا أحد الألقاب الغائبة أيضًا عن منتخب مصر منذ عام 2010، هل الوصول لمنصة التتويج في العام المقبل بقدر أهمية التأهل لكأس العالم؟
منتخب مصر يعاني منذ عام 2010 من الغياب عن منصات التتويج في بطولة أمم أفريقيا، وهي إحدى بطولاته المفضلة، والذي يعد صاحب الرصيد الأكبر من ألقابها. وكان لي شرف التتويج بـ 3 ألقاب للبطولة مع منتخب مصر، وكنت قائد الفريق في بطولتي 1998 و 2006، وبالطبع من ضمن أهدافنا كجهاز فني هو الفوز ببطولة أمم أفريقيا والتي تتطلب أمورًا كثيرة ومهمة، ولكننا قادرين على التتويج والعودة للمنصات، فاللاعب المصري يمتلك إمكانيات كبيرة، وفي حالة الإصرار وعودة الروح، المصريون قادرون على فعل الكثير.
لقد تأهل الجيل الحالي من منتخب مصر لكأس العالم 2018، بعد غياب دام 36 عامًا، ما انطباعك عن هذا الجيل بوجود محمد صلاح وتريزيغيه؟
من تواجد مرة في كأس العالم يطمع في المشاركة مرة أخرى، والجيل الحالي يمتلك لاعبين كبار على رأسهم بالطبع صلاح وتريزيجيه، والكثير من اللاعبين الرائعين، وأتمنى لهذا الجيل التتويج مع المنتخب بالألقاب والبطولات والتأهل لكأس العالم.
هناك العديد من المحترفين في الدوريات الأوروبية المختلفة لم يحظوا بفرصة الاستدعاء لمنتخب مصر، هل من الممكن رؤية بعض الأسماء الجديدة في الفترة المقبلة؟
نتابع العديد من الدوريات، والعديد من اللاعبين المحترفين المصريين، ونتواصل مع بعضهم. اللاعب الأفضل ومن سيفيد منتخب مصر، ويحب اللعب بقميص المنتخب، هو الذي سيتواجد في الفترات المقبلة.
وما هي التحديات التي تواجهها في تدريب منتخب مصر؟
نواجه العديد من التحديات أبرزها عودة منتخب مصر لمنصات التتويج، وبناء جيل قوي يضم العديد من اللاعبين المميزين مع الأسماء الحالية الموجودة في الفريق، وعودة الجماهير لدعم ومؤازة المنتخب من جديد، وهذا الأمر قد بدأ من مباراة نيوزيلندا ثم كرواتيا، حيث حضر مباراة كرواتيا أكثر من 70 ألف مشجعًا باستاد العاصمة، ونالت إشادة FIFA وقتها باعتبارها أكثر مباراة ودية تشهد حضورًا جماهيريًا على مستوى العالم في يونيو الماضي.
بهدف حاسم وتاريخي في مرمى الجزائر، لعبت دورًا أساسيًا في تأهل مصر لكأس العالم 1990 وقدمت أداءً رائعًا، ما ذكرياتك عن هذه البطولة؟
من أغلى وأسعد اللحظات في تاريخي، عندما أحرزت هدف التأهل لكأس العالم 90 في مرمى منتخب الجزائر العريق، والذي أعاد مصر إلى المونديال بعد غياب 56 عامًا، وأتذكر لحظات وأحداث هذا الهدف بدايًة من تسديدة توأمي إبراهيم حسن، وعرضية أحمد الكأس، و إحرازي للهدف. إنها من اللحظات التي لا تنسى للاعب كرة القدم، خاصًة أن المنتخب تأهل لكأس العالم 3 مرات فقط، وهذا أمر محزن بالنسبة لي، ولكني سعيد بالطبع لأن هذا الهدف كان من ضمن الأهداف المؤثرة في التأهل للبطولة الأغلى على مستوى العالم.
وماذا تنتظر من الجماهير المصرية في الفترة المقبلة؟
أضع دائمًا الجماهير صوب عيني، وأعرف مدى عشق وحب الجماهير المصرية لكرة القدم، حيث أن هذه اللعبة تمثل الكثير لهم، وهي سبب كبير في سعادتهم، وشاهدنا هذا في العديد من البطولات التي حققها المنتخب، وفرحة الجماهير في الشوارع، وسأبذل قصارى جهدي مع الجهاز واللاعبين لتحقيق آمال وطموحات هذا الشعب العظيم.