كتب :عبدالناصر محمد
نتحدث اليوم في مقالي هذا عن أحد أكبر منتجي ومصدري العنب إلى الإتحاد الأوروبي , استطاع تطوير إنتاج العنب وصولاً إلى التصدير باتباعه التكنولوجيا والالتزام بالمعاملات العضويه…. أنه محمود القيسي
بداية قام والده بزراعة العنب في الستينات وكان رائداً في هذا المجال في وقت كانت الناس تستغرب زراعته بدأ مهندس محمود القيسي الارتقاء بزراعة العنب من التوريد إلى السوق المحلي فارتقى بمستوى زراعته بتقنياتها والفرز والتعبئة وصولاً بالمنتج إلى المستوى العالمي فحقق انتشاراً واسعاً في أقرب الأسواق لمصر وهو الإتحاد الأوروبي
توجه القيسي إلى هذا التطوير في زراعة العنب عام 1999 لتحقيق عوائد اقتصادية فاسعار العنب بالسوق الأوربي أعلى بكثير من السوق المصري بعدما
تواجد بالسوق المحلي على أعلى مستوى واستحوذ على نسبة كبيرة فيه وهذا يرجع إلى أن كافة معاملات العنب معاملات عضوية وليس بها كيماويات أو مواد تضر بصحة الإنسان فخلق تكنولوجيا محلية في محافظة المنيا للمعاملات المختلفة لعنب التصدير والتي تستمر من 7 إلى 8 شهور من السنة
دراسته كانت وراء نمو فكره في العمل الحر حيث حصل مهندس محمود القيسي على المعهد العالي التجاري بالزمالك عام 1974 هذا إلى جانب إدمانه القراءة في الإدارة التجارية منذ تخرجه وحتى الآن
وبدأ مجال البزنس في مقتبل عمره مع أخيه مدحت وبدأ نشاط التصدير و التوسع في تنمية مشروعه
تغلب في بداية عمله على كثير من الصعوبات بداية من كيف يخلق مجموعة من المهندسين والفنيين والعمال يكونوا قادرين على الزراعة بفكر يختلف تماماً عن السائد في المجتمع فمنطق التصدير يبنى على انتقاء أقوى وأكبر العناصر من الثمرة وليس الكثرة فتنتقى 50% من الثمار والباقي نتخلص منه حتى تصل إلى العنقود القابل للتصدير و يأتي بعائد مضاعف من حيث الكمية والنوعية والشكل هذا إلى جانب مواجهة الأمراض المتواجدة في الوادي وتؤثر في بعض الأحيان على النبات أو الثمرة خاصة لوجود محاصيل أخرى مزروعة بجوار العنب وقد تؤثر عليه سلباً إضافة إلى البنية الأساسية للتصدير خاصة وأن هذا المنتج يحتاج إلى عبوات للتعبئة وطباعة بشكل مختلف عن السوق كما تحتاج إلى وسائل نقل مبردة من مناطق الإنتاج إلى المفردات الكبيرة وتحتاج إلى مقومات لمواجهة الحشائش إضافة إلى المصاريف والعمال والعبوات الجيدة التي توافق طلبات المستورد
فالمثابرة والتدريب واستقدام الخبراء من الخارج والتحقيق في النظافة والنواحي الصحية والالتزام الكامل بشروط التصدير في الاتحاد الأوروبي والتأكد من الإدارة السليمة واتباع النظام في جميع مراحل حياة المنتج منذ بدء الموسم إلى تصديره ووصوله للمستهلك
كل هذا جعله في صدارة مصدري العنب
فاستطاع القيسي اجتذاب عملاء كثر محلياً ودولياً بالاتحاد الأوروبي خاصة في دولتي انجلترا وهولندا
حبه للمنتج والزراعة جعله يتغلب على أي مصاعب إضافة إلى الإلتزام الكامل واستخدام التكنولوجيا بشكل سليم
يرى القيسي أن العمل الحر بلا مبادئ وأخلاقيات يتحول إلى شيء خطير وينصح الشباب بالدراسة والمتابعة وعدم الانحناء للرياح العاتية
ومع اقتراب القمة العربية الاقتصادية كانت له آرائه التي تعد في غاية الأهمية فيقول القيسي إن التعاون العربى الإقتصادى لايتواكب مع أحلامنا وطموحاتنا وقد يكون أسباب هذا ضعف الثقة الواجب توافرها بين الدول العربية والخلافات السياسية ووجهات النظر المختلفة التى إنعكست على الواقع الإقتصادى
ويطالب بأن تتم المباحثات العربية لمواجهة الأمور العاجلة والملحة والتى لاغنى عنها مثل التعليم وكيفية إنتاج فرد متعلم قادر على المنافسة وخلق مشروعات ويطالب الحكومات العربية بإقامة المشاريع التنموية القادرة على إستيعاب عمالة لخلق مستقبل إقتصادى قوى وأتسائل كيف يكون عندنا خليج وبحور تحيط بالمنطقة ولاتكون لدينا أعظم موانى فى العالم وأين نحن من صناعة الخدمات وهذا الكم الكبير من التجارة العربية التى تدور فى فلك المنطقة العربية إذ يصل حجمها 20 فى المئة من التجارة العالمية ويشدد على الإسراع فى الربط الكهربائى والسكك الحديدية والطرق ويأتى بعد ذلك تشكيل القطاع الخاص وإعطائه حوافز وتسهيلات لتحقيق ما نرجوه .
ويرى القيسي أنه بدون تكتلات إقتصادية لن تكون للدول العربية أى قوة إقتصادية بل لم يتحصلوا على حقوقهم وواضح جداً أن التكامل الإقتصادى لم يصبح رفاهية ولم تستطيع أى دولة مهما أوتيت من ثروات أن تتحمل أى أزمة مقبلة ما لم يكن هناك مساندة واضحة وترابط عربى موحد ولننظر إلى قطر التى أقامت أكبر مشروع مشترك للغاز المسال فى العالم والسعودية أقامت أكبر مشروعات بتروكيماويات من الممكن أن تحصل على مركز عالمى ودبى أنشئت أكبر مطارات وموانئ فى العالم فنجد أن كل دولة عربية لها ذاتية كبيرة لو أستعملت مع سائر الدول العربية لتضاعفت كثيراً أما إذا بقيت منعزلة خاصة فى حالة التقلبات الإقتصادية ستتقلص وتزول