كتب /عبدالناصر محمد
منظمات بلا سيدات أعمال على خطى نائلة علوية مجتمع بلا نبض ولا ابتكار
تركت العمل في الصحافة لوجود رقابة صارمة وقتها على الصحف ولم تستطع التعبير عن آرائها وأفكارها فقررت العمل في البزنس فأسست أول شركة تجارية لها عام 1971 …. إنها نائلة علوية رحمة الله عليها
كانت الراحلة نائلة علوية صاحبة رؤية وسباقة في طرح الأفكار لتنمية القطاع الخاص فكانت من أوائل من أسس جمعية رجال الأعمال المصريين أقدم وأعرق منظمات الأعمال وبادرت بفكرة تصدير المنتجات المحلية و أنشأت لجنة التصدير وكانت صاحبة فكرة إنشاء مجلس الأعمال المصري العربي حقيقة أن رحيل السيدة نائلة علوية أفقد مجتمع الأعمال النبض والابتكار وتاكدت هذه الحقيقة بعد ما يقرب من خمس سنوات على رحيلها فإن مجتمع أعمال بلا سيدات أعمال على خطى نائلة علوية مجتمع بلا نبض ولا ابتكار
ترجع عائلتها إلى جذور صعيدية إذ أنها من محافظة أسيوط فعندما أغلق المستعمر الانجليزي جميع المدارس ولم يبق غير أربع مدارس فقط فقرر جدها أن يرسل والدها وكان عمره 9 سنوات إلى القاهرة للحصول على التوجيهية ثم الجامعة
لعبت عائلتها دوراً سياسياً على المستوى المحلي والعربي فعمها هو محمد علي علوية خرج في ثورة 19 وكسب هو ومجموعة محامين قضية حائط المبكي المعروفة بقضية ” البراق ” و أعاد الحائط لملكية العرب
بدأت نائلة علوية عالم البزنس وكيلة لشركة فرنسية صاحبها رجل أعمال فرنسي الجنسية وكان رجلاً عصامياً يفخر دائماً بأن وكيلة شركته في الشرق الأوسط سيدة وكان رجال الأعمال الأجانب يتعجبون عند علمهم أن أنثى تقود الشركة في مصر والشرق الأوسط
كانت مع سعاد الصواف أول سيدتي أعمال أسسا جمعية رجال الأعمال المصريين مع كل من سعيد الطويل وعبد الرحمن الشاذلي وحسين صبور ومصطفى رمضان
اقترحت فكرة تصدير المنتجات إلى الدول الأجنبية لجذب العملة الأجنبية وترأست لجنة التصدير واقترحت مع أعضاء الجمعية وقتها إنشاء مجالس أعمال أجنبية
في عام 1982 رغم أن العلاقات العربية كانت مفككة إلا أن نائلة علوية اقترحت إنشاء مجلس الأعمال المصري العربي وكان اقتراح ينم على فكر وعمق قيادة نسائية رائدة في البزنس و العمل الإجتماعي فتمت الموافقة وأظهر هذا المجلس شعور التعاطف العربي بشكل يفوق التصور
فتوجهت بدعوة إلى جميع رجال الأعمال العرب لحضور مؤتمر في مصر وحضر 167 رجل أعمال و أثرياء العرب وجاؤا على هيئة مظاهرة على طائرة واحدة برئاسة رجل الأعمال أحمد الصباح الدعيج الذي بدأ حديثه قائلاً : ” إذا لم يكن لدينا وفاء فيما بيننا كعرب فلا نستحق أن نعيش ” .
وقالت لي نائلة علوية في أحدى حواراتي الصحفية التي أجريتها معها ونشرتها في العديد من الجرائد المصريه والعربية أن مجلس الأعمال المصري العربي لعب دوراً كبيراً إعادة الشعور الوطني العربي وفتحوا العلاقات السياسية مع مصر مرة أخرى كما أسسوا شركات مصرية عربية منها أول شركة قابضة برأس مال 500 مليون دولار وخرجت منها شركة النخلتين ” للزيوت والسمنة ” وشيدوا جراج البستان وأقاموا الكثير من الشركات
واستمرت نائلة علوية في أداء دورها في جمعية رجال الأعمال المصريين وتم الاستعانة بها كمستشارة للجمعية بآرائها ورؤيتها الثاقبة السباقة
ووجهت رسالة إلى دولنا العربية في إحدى حواراتي معها وكأنها تقرأ المستقبل تقول فيها لابد من توثيق الصلة مع البلاد العربية فمصلحة العرب فى تكاملهم وتكاتفهم وعلينا تحليل الموقف الحالى محلياً ودولياً والتعرف على كيفية الخروج من الأزمات بالمنطقة العربية وعمل دراسات متأنية حتى نحقق الإستفادة منها وتحويلها إلى فرص لنمو الإقتصاد العربى خاصة وأن هذا عصر التكتلات والكيانات الإقتصادية الكبيرة وهى التى تستمر فى ظل الأزمات وأطالب بزيادةالأستثمارات البينية وعودة الأموال المهاجرة إلى داخل المنطقة العربية مما يزيد من فرص التكتل العربى الذى لن يسمح بأى ضغوط خارجية أو سياسية على المنطقة
أما رأيها في سيدات الأعمال تقول رحمة الله عليها أرى أن المرأة فى مجال البيزنس تمارس حقها الشرعى والقانونى فالذمة المالية منفصلة فى شرعنا وقوانيننا وسيدات الأعمال الأوربيات كن يتعجبن عندما يعلمن أننا نكتسب حقوقنا منذ الولادة وهن كافحن حتى يحصلن عليها فالمرأة العربية مولودة بحقوقها وإن لم تمارسها وأعتقد أنه لايوجد فرق بين سيدات الأعمال العربيات والأوربيات إلا فى شىء واحد وأن التقاليد قد تعيق الأولى بعض الشىء ولكنها تتغلب على ذلك بالعلم والعمل الجاد
وواجهت الراحلة نائلة علوية صعوبات كثيرة منها قرار منع تصدير الأرز ووصفته بالقرار الخاطئ وأنه تم اتخاذه فجأة وبدون إنذار تسبب في افتقادنا أسواقاً خارجية وعطلت مضارب الأرز المحلية موضحة أن القرارات كأنها تخرج أحياناً لخدمة مصالح شخصية ولأنها تعلم السوق جيداً فاقترحت الحل في ضبط السوق المحلي ومعرفة مقدار ما تم زراعته ومن المسئول عن تخزينه ومحاسبة الطبقة التي استغلت الموقف لحسابها