كتب /احمد المالكي
الصين دولة كبرى ناجحة استطاعت ان تعبر حدود العالم من خلال اتفاقيات ما يعرف بطريق الحرير ولها تعاون اقتصادي مع اكثر من ٤٠٠ دولة حول العالم وتقوم ببناء مشروعات كبرى في دول عديدة ولها مشروعات في افريقيا ويأتي التوسع الصيني في دول عديدة بسبب تراجع الولايات المتحدة واستغلت الصين هذا التراجع لصالحها لكن الدبلوماسية الصينية قوية وتلتزم بالقوانين الدولية وتحترم قرارت الامم المتحدة رغم الفيتو الصيني المساند لروسبا والذي يعطل الكثير من التحركات الامريكية في مجلس الامن وهذا هو الصراع الذي نعيشه اليوم وليس القادم بل صراع اليوم واعتقد ان الصين قادرة على حسم الصراع ويمكن ان تحتل القوى الاولى في العالم باقتصادها واستعدادها العسكري .
الصين استطاعت ان تتجاوز ازمة كورونا وقامت بوضع استراتيجية صارمة لمواجهة الوباء بينما فشلت الولايات المتحدة في مواجهة الوباء وواجهت مشاكل كبيرة في المنظومة الصحية لها وعدم رضا المواطن الامريكي عن المنظومة الصحية الامريكية في مواجهة الوباء.
انسحاب الولايات المتحدة من مناطق وجبهات الصراع في الشرق الاوسط وانسحابها المخزي من افغانستان جعل العالم يتنبأ بان هذا العصر لم يعد عصر الولايات المتحدة بالإضافة إلى تخبط القرار السياسي في اروقة البيت الابيض وايضا تركت الولايات المتحدة لروسيا الشرق الاوسط واليوم فشلت الولايات المتحدة في مواجهة التوسع الروسي في الشرق الاوسط بالإضافة إلى الحرب الروسية الاوكرانية تقف الولايات المتحدة موقف ضعيف وتصريحاتها عن الحرب مجرد فرقعات إعلامية ورغم ان تهديدات روسيا باستخدام النووي قائمة الا ان الولايات المتحدة تريد إطالة عمر الصراع في محاولة لانهاك روسيا عسكريا والولايات المتحدة لاتريد لهذه الحرب النهاية وتريد ان تستمر وكانت تحاول استخدام البترول سلاحا سياسيا واتخذت موقف غير مفهوم مع قرار اوبك بلس وخرجت تصريحات تؤكد ان الولايات المتحدة تتراجع بتصرفاتها وافعالها الصغيرة التي لا ترتقي إلى مستوى الكبار وان حديثها حول إعادة تقييم علاقاتها مع المملكة العربية السعودية يضع تاريخ طويل بين البلدين امام وضع جديد وتحديات جديدة في ظل التضامن العربي مع المملكة العربية السعودية وهذا دليل على ان الولايات المتحدة لم تعد تحرص على علاقاتها بالحلفاء والشركاء .
قرار اوبك بلس اقتصادي بحت والسعودية اكدت إن القرار لم يتخذ منفردة بل كان بإجماع دول اوبك بلس وان السعودية لاتستخدم النفط سلاحا ضد احد .
الولايات المتحدة عقدت الصفقات مع إيران عام ٢٠١٥ في ظل الاتفاق النووي مع ايران والذي ولد ميتا وجاء الرئيس ترامب فرض العقوبات الامريكية وقرر الخروج من الاتفاق ليعود بايدن للتفاوض مع إيران لكن ماذا فعلت الولايات المتحدة مع تهديدات إيران في الخليج العربي والبحر الاحمر وباب المندب ؟.
التواجد الامريكي قائم في الشرق الاوسط لحماية حركة التجارة العالمية ورغم هذا التواجد الا ان ايران نجحت في تفجير واستهداف السفن ونجحت في تهريب السلاح الى الحوثيين في اليمن .
ايران تساند روسيا في الحرب الروسية الاوكرانية وتستخدم روسيا طاىرات إيرانية الصنع ووصول الصواريخ والطائرات البالستية الإيرانية يؤكد في فشل السياسة الامريكية تجاه إيران .
بايدن سياسي فاشل والحزب الديمقراطي يكره الاستقرار السياسي في الشرق الاوسط وعلاقته مع الإخوان والجماعات الإرهابية قديمة منذ عام ٢٠١١ بعد ان اطلق اوباما ثورات الخراب العربي ويحاول بايدن النعسان والرجل العجوز الاستمرار بنفس النهج وتغذية الصراعات ونشر الفوضى والخراب في الدول العربية .
الشعب الإيراني يناضل من اجل حريته والمظاهرات في شوارع ومدن إيران وفي اهم المناطق الكبرى في إيران وهناك ثورة المرآة الإيرانية والتي وصفها بايدن بالنساء الشجاعات لكن ماذا عن شجاعة الولايات المتحدة في مواجهة إيران ؟.
الولايات المتحدة تتراجع كثيرا وتفقد مكانتها التي بنتها منذ سنوات طويلة وهذا التراجع واضح جدا منذ عهد اوباما ورغم ان ترامب جاء يصلح ما افسده الديمقراطيون الا ان الإصلاح لم يكن بالشكل المطلوب وتقوم الولايات المتحدة على استخدام سياسة الاعتماد على اقتصاديات دول اخرى ووضح ذلك جليا في سياسة ترامب عندما حاول الاستفادة من دول الخليج وجذب الاستثمارات الخليجية داخل الولايات المتحدة على عكس الصين التي تتحرك شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووصلت إلى إفريقيا وقدمت شراكات مالية وقروضا ميسرة للدول رغم ان الصين تريد ان تغزو العالم بهذه السياسة الاقتصادية وهي اصبحت شريكا في اقتصاديات عدد من الدول وحققت اهدافا فشلت الولايات المتحدة في تحقيقها واستراتيجية التوسع الامريكي كانت تقوم على استخدام القوة العسكرية واحتلال الدول بالتواجد العسكري على اراضيها على عكس الصين التي تسعى لتوطيد علاقاتها بالدول من خلال ضخ استثمارات وتقديم الخبرة الصينية للدول ونجحت الصين في كسب العديد من قادة وشعوب العالم .
الولايات المتحدة تتراجع تراجعا ملحوظا والصين تحافظ على تقدمها لانها تقوم على استراتيجية التقدم الاقتصادي والحفاظ على ما حققته وتظل روسيا تهديدا للغرب والولايات المتحدة في ظل طموحات بوتين التي قد تتجاوز حدود اوكرانيا لكنها حتى اليوم لم تحسم الصراع في اوكرانيا وتقوم بالاعتماد على الطائرات المسيرة الإيرانية وهذا يعود لاسباب اقتصادية ورفض عدد كبير من الاحتياط او الجنود الروس خوض هذه الحرب رغم تصريحات بوتين بمشاركة ٢٠٠ الف خلال التعبئة الجزئبة لكن استخدام روسيا الطائرات المسيرة يؤكد ان إيران بصماتها السيئة في كل دول العالم على عكس المملكة العربية السعودية التي قدمت دعما كبيرا إلى اوكرانيا وتحافظ على دعم الدول إنسانيا وهي اكدت انها تحاول ان تجد ارضية مشتركة وتدفع الطرفين باتجاه الحوار وايضا دولة الإمارات تستخدم الدبلوماسية والحوار الراقي والبناء وناقش سمو ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد الحرب الروسية الاوكرانية خلال زيارته الاخيرة الى روسيا ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقف في مواجهة الولايات المتحدة والغرب دون تراجع ويؤكد إنه ليس بحاجة إلى لقاء بايدن على هامش قمة العشرين في اندونسيا وهذه صفعة جديدة للرئيس الامريكي بايدن ودليل على ضعف الولايات المتحدة وتراجعها واصبحت روسيا تواصل تحقيق اهدافها بتواجدها داخل اوكرانيا وفي سوريا وتتحكم في مصادر الطاقة وتضغط على دول اوروبية ويخيرها بين مصلحة شعوبها او ان تصبح عدوا لروسيا وامام ضغوط الشعوب في الدول الاوروبية سوف تتراجع الحكومات الاوروبية وتختار الخيار المر وهو الحصول على الطاقة وربما نشهد تخليا اوروبيا عن الولايات المتحدة التي تبيع النفط ومصادر الطاقة باسعار تصل إلى ثلاثة اضعاف للدول الاوروبية .
بايدن تلقى صفعة في القمة الخليجية الامريكية في السعودية وتلقى صفعة من دول اوبك بلس وتلقى صفعة من روسيا بسبب حربها على اوكرانيا وتلقى صفعة من الصين وفشل في مواجهة النظام الإيراني وشل قدراته وفشل في فرض شروط صارمة على نظام الملالي ويبدو ان العجوز امامه صفعة وصدمة يمكن ان تخرجه من البيت الابيض وتؤثر على الديمقراطيين في التجديد النصفي للانتخابات التشريعية والقادم اسوأ على امريكا .