كتب / احمد مصطفى
اختتمت مساء اليوم فعاليات مبادرة “خلينا نتفاهم” برعاية الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية بالتعاون مع جمعية بداية حلم لتنمية المجتمع بمشاركة 200 مشارك في 9 أنشطة نفذت بمقر الجمعية بقرية كوم بوها بمنفلوط شمال أسيوط، وتضمنت ورشة فنون تشكيلية ومسابقة ثقافية و3 محاضرات وعرض للألعاب الذكية وعرائس وبلياتشو ومسرحية اجتماعية وحفل لتكريم المتميزين أبناء القرية، بحضور الشيخ سيد عبدالعزيز الأمين العام لبيت العائلة بأسيوط والقس كميل سعداوي راعي الكنيسة الانجيلية بمنفلوط والدكتور علي صديق مدير وحدة حقوق الإنسان بديوان عام محافظة أسيوط ومحمود قطب رئيس مجلس إدارة جمعية بداية حلم بكوم بوها.
أكد فضيلة الشيخ سيد عبد العزيز الامين العام لبيت العائلة المصرية بأسيوط على أهمية تعزيز ثقافة السلام داخل الاسرة والمجتمع، وكيفية العمل على تجاوز الخلافات من أجل الإيمان بأهمية الاستقرار وذلك في محاضرته بعنوان (التعايش السلمي وقبول الآخر) وتضمنت تناول خصوصية مصر الثقافية والحضارية التي تسمح بنهضتها، مشيدًا بمشروع حياة كريمة تجاه مجتمعات الريف وتأثيره في تغيير مقومات الشخصية للأفضل لأنها ترتبط بتوفير الخدمات الجيدة والمتكاملة.
بينما تناول جناب القس كميل سعداوي راعي الكنيسة الانجيلية بمنفلوط المشكلات الاجتماعية والاسرية المعاصرة في محاضرة بعنوان (غياب التنشئة الأسرية السوية في ظل انشغال أرباب البيوت بلقمة العيش) وشرح خلالها خطورة غياب الدور التربوي في ظل تحديات العصر الرقمي، متناولاً عبر عديد من النماذج والأمثلة المبسطة مدى حدة الازمة وضرورة العمل على تجاوزها في ظل ما يعايشه المجتمع، محذرًا من مخاطر تفشي الجرائم الاجتماعية والاخلاقية جراء مشكلات التربية وفقدان التماسك الأسري.
اشار الدكتور علي صديق مدير وحدة حقوق الإنسان بالديوان العام لمحافظة أسيوط إلى كيفية تعزيز ممارسة الحقوق وأهميتها لدى أفراد الأسرة وانعكاسها على تغيير حياة الأسرة للأفضل، جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان (كلنا بشر.. كلنا متساوون) وتطرق خلالها إلى مختلف أنواع المساواة والعدالة الواجبة بغض النظر عن الانتماءات المختلفة، وتأثير ذلك على المجتمع، موضحًا بعديد من الأمثلة المبسطة الملائمة للجمهور لتوضيح نماذج من مشكلات القرى في التمييز وتداعيات استمرارها حاليا.
بينما أتفق كل من محمود قطب رئيس جمعية كوم بوها ومصطفى أبو القاسم عضو مجلس الإدارة على دور المبادرات تجاه محاولة تغيير واقع المجتمع ولذي لن يتحقق إلا من خلال الأفراد، في ذلك كيفية نشر الايجابية وتجاوز السلبية، فضلاً عن التأكيد على القيم الايجابية للمجتمع المصري كالوعي بالآخر وحقوق المساواة وعدم التمييز.
أوضح المخرج شعبان المنفلوطي أن بروفات مكثفة على مدار شهر ونصف تمت لتنفيذ مسرحية “حكاية ورد” المقامة مساء اليوم بالقرية ضمن مبادرة الهيئة القبطية الإنجيلية واستهدفت تعزيز لغة الحوار داخل الأسرة والمجتمع، وتتحدث المسرحية عن أسرة قروية فقيرة تواجه مشكلات اجتماعية كالعنف داخل الاسرة وفقدان الحوار وتغييب الوعي بالآخر وتستخدم في نهايتها أحد انماط الحوار الخارجي وهو الحوار مع الجمهور، ويأتي الحوار بعد اكتمال البناء الدرامي للأحداث ومعايشة الشخصيات لقضيتهم، مضيفًا أن المسرحية قام بتمثيلها مواهب جديدة من طلاب المدارس ابناء القرية ضمن فلسفة المبادرة في اكتشاف وتأهيل مواهب وتنمية قدراتها بما ينعكس عليهم مستقبلا.
أضاف الكاتب أحمد مصطفى علي حسين مؤسس ومدير المبادرة أن مسئول الهيئة القبطية الانجيلية كان متحمسًا للغاية تجاه رعاية وتمويل المبادرة للإيمان بأهمية التوجه نحو القرى وتعزيز ثقافة التسامح والاستيعاب بين مختلف المجالات الاجتماعية، كما في مواجهة فكرة العنف الأسرى وغياب الحوار وارتباطهما بأنواع العنف الأخرى، منوهًا أن المبادرة نجحت في نشر الوعي ببناء السلام المجتمعي وتعزيز دور الأطفال والشباب تجاه قيم الحوار، وهذا كان واضحًا في مخرجات المبادرة مما أسفرت عنه من عشرات الأعمال المعبرة والناضجة سواء في الفنون التشكيلية بإشراف الفنانة التشكيلية زينب محمد عبدالرحيم سليمان أو المسرح أو الألعاب لفريق “اسمايل” والفنان مؤمن الخزامي والمسابقات وغيرها وحتى ما كان خلال مناقشات وحوارات الجمهور مع المحاضرين.
وأضاف أحمد مصطفى أن ضمن مقومات نجاح المبادرة هو انها لم تكتف بالتواجد داخل القاعات لكن تواجدت بعض فعالياتها بشارع القرية ووسط الأهالي وتعايشت مع الأطفال والأسر بالحوار مع ثقافتهم، هذا إلى درجة أن المسرحية قدمت باللهجة العامية الموجودة بالفعل داخل القرية وبنفس الألفاظ والتعبيرات المستخدمة، ومن خلال ابناء القرية، ومما كان ملفتًا للنظر هو الامكانيات والمواهب البشرية والطاقات التي تمتلكها القرية ويمكن البناء عليها لبناء مجتمع ثقافي متميز، هذا إلى درجة أن المدربين كانوا من أبناء القرية
الجدير بالذكر أن مبادرة “خلينا نتفاهم” تمت من خلال برنامج شباب الإعلاميين ضمن منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية وفي ذلك تشكل الفريق التنفيذي للمبادرة التطوعية من شباب الإعلاميين بأسيوط وهم محسن محمد خليل وإيمان سمير علي وأحمد علي صالح ومحمود المصري واحمد مصطفى علي حسين، بمشاركة جمعية بداية حلم للتنمية واختتمت المبادرة بتوزيع الهدايا والجوائز المقدمة من الهيئة القبطية الانجيلية على المتميزين المشاركين من أبناء القرية.