كتبت مني جودت
«ماتت من شدة الفرحة وحسيت إنها بتودعني» قالها طه ماضي، والد عروس المنيا التي لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد مرور نحو نصف ساعة على دخولها لمنزل الزوجية، مما أصاب الجميع بحالة من الصدمة والذهول، لوفاة الفتاة فجأة في نفس يوم عرسها.
والد عروس المنيا: طلبت مني ترديد الأذكار في طريقي لعملي
قال والد عروس المنيا «طه ماضي»، مقيم بقرية ريدة التابعة لمركز المنيا، إن ابنته «نادية» 21 عاما، شديدة الالتزام والتدين، وتحافظ على أداء جميع الصلوات في أوقاتها بل أنها كانت توجه لي اللوم والعتاب إذا قصرت أو تأخرت في أداء الفرائض، وحينما أذهب إلى عملي كانت تدعو لي بالسداد والتوفيق، وتطلب مني أن أردد أذكار الصباح والمساء في طريقي إلى العمل.
والد عروس المنيا: كانت تستعجل الكوافير قبل وصول عريسها
وأضاف والد عروس المنيا، أنه في يوم العرس، كانت الفرحة تملأ وجهها وعينها، وأحضرت الكوافير إلى المنزل، وتم إنهاء جمع الترتيبات الخاصة بحفل الزفاف، وكانت تستعجل الكوافير وتقول لهم خلصوا بسرعة: «عريسي زمانه جي يأخدني»، ثم أخذت تستقبل المعازيم وترقص مع أقاربها وأصدقائها مبتهجة بالعرس.
وتابع: «وبعد انتهاء مراسم حفل زفاف عروس المنيا أخذها العريس «أحمد» متوجها بها إلى عش الزوجية، وبعد مرور فترة قصيرة تلقيت اتصالا هاتفيا منها، عبرت خلاله عن شدة فرحتها لأنها في منزل زوجها، وعقب ذلك أغلقت هاتفي المحمول وخلدت إلى النوم داخل غرفتي».
وأوضح: «وفجأة وجدت شخصا يطرق باب المنزل بشدة وكأن مصيبة وقعت فوق رأسنا، وأصوات بالخارج تردد «الحق بنتك ماتت»، وقتها شعرت أنني في حلم من شدة الصدمة، ولم أصدق ماسمعته أذني، حتى توجهت إلى منزل ابنتي مسرعا فوجدت الخبر حقيقيا».
واختتم: «لم أتمالك نفسي وأخذت الدموع تنهمر مني بحرقة، والبكاء والعويل يملأ كافة أرجاء منزلها، وحتى تم تشييع جثمانها إلى مثواها الأخير، مازلت أشعر أنني في كابوس مزعج، فابنتي وقرة عيني ماتت فرحا بإتمام زواجها».