الإسلام ودوره في حماية البيئة

كتب د/ وائل محمد رضا

إن المحافظة علي البيئة الطبيعية تعد واجبا فرضه الله تعالي رب العالمين، وهي قضية هامة للإنسان الذي هو موضوعها وغايتها ووسيلتها في نفس الوقت، إذ أن حماية البيئة من تعدي الإنسان تقود إلى مصلحة الإنسان نفسه وفي ذات الوقت تؤدي إلى مصلحة غيره من خلق الله جميعا ومن هنا فان مقاصد الإسلام تعزز كل مسعى محلي وإقليمي ودولي في هذا المجال وتدعو إلي تضافر الجهود في جميع الميادين لحماية بيئتنا وإصلاحها والمحافظة عليها.

 أولا: القرآن الكريم:-

تحدث القرآن الكريم عن مشكلة تلوث البيئة قبل وقوعها بنحو أربعة عشر قرنا، وأشار إلى أنها ستكون نتيجة لما تصنعه يد الإنسان من حدوث اضطراب في توازن المواد والأحياء علي الأرض ولقد خلق الله عز وجل لنا جميع موارد الحياة وجعلها أمانة في أيدينا.

  • قال الله تعالي :

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”              (سورة الأعراف: 85)

  • الحفاظ علي البيئة واجب ديني يفرضه الله تعالي وقد طالب الإسلام الإنسان أن يتعامل مع البيئة من منطلق أنها ملكية عامة يجب المحافظة عليها من ثروات وموارد ومكونات حتى يستمر الوجود

 

  • قال الله تعالي :

ومن يبدل نعمه الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب “  

                                                     (سورة البقرة: 211)

  • التلوث صورة من صور الإفساد والضرر والتبديل لأنعم الله
  • قال الله تعالي:

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون “                                 (سورة الروم: 41)

  • تبين الآية أن الفساد سينتاب البر والبحر وأن الإنسان هو السبب الرئيسي في حدوثه وهو المتضرر الأول منه، فقد سخر الله كل ما في البيئة لخدمة الإنسان ومن ثم فان أي ضرر يحيق بمكونات البيئة وما فيها من مخلوقات سينعكس بدوره سلبا علي الإنسان نفسه

 

  • قال الله تعالي :

كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين “    

                                                       (سورة البقرة: 60)

  • الإنسان مطالب بعدم الفساد في الأرض لأن ذلك يؤثر في رزقه من المأكل والمشرب فلا يجوز للإنسان إفساد البيئة بإخراجها عن طبيعتها الملائمة لحياه الإنسان وقراره فيها كما لا يجوز استثمار تلك المواد أو الانتفاع بها بشكل غير رشيد يفسد أقواتها ومواردها أو يعرضها للفساد والتشويه

 

  • قال الله تعالي :

“وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ”   (سورة الأعراف: 31)

  • وقفت الشريعة الإسلامية السمحاء ضد الإسراف في استهلاك الإنسان سواء في أغراض الشرب أو الزراعة أو الصناعة أو حتى في مجال العبادات ويعتبر كل إسراف أو فساد وتخريب وتلويث في الموارد الطبيعية اعتداء علي النظام الرباني الذي خلقه الله عز وجل .

 

  • قال الله تعالي:

من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا “                     (سورة المائدة: 32)

  • من بين صور الفساد قطع الأشجار وتغوير الأنهار والتلوث بكافة صوره يعد ضربا من ضروب الفساد فهو يؤدي إلى إزهاق الأرواح وإهلاك الكثيرين وقتلهم دون جرم أو جناية

\

  • قال الله تعالي:

 ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين “  (سورة المائدة: 64)

 “فانظر كيف كان عاقبة المفسدين “               (سورة الأعراف: 103)

  • ينهي الإسلام عن التخريب وإفساد موارد البيئة ويتوعد المفسدين بالعذاب الشديد فيجب استغلال موارد البيئة وصيانتها وليس تدميرها وتخريبها
  • قال الله تعالي:

وخلق كل شئ فقدره تقديرا “                          (سورة الفرقان: 2)

 “قد جعل الله لكل شئ قدرا “                          (سورة الطلاق: 3)

  • خلق الله سبحانه وتعالي كل شئ بمقدار حسب علمه وهو وحده الذي يعلم أن هذا القدر هو الذي يكفل لأي مكون أو عنصر من عناصر البيئة أن يؤدي دوره المحدد والمرسوم له في صنع الحياة بما يكفل للبيئة توازنها

 

  • قال الله تعالي:

وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الآثم والعدوان

                                                        (سورة المائدة: 2)

  • البشر مطالبون جميعا أن يتعاونوا فيما هو خير وما فيه مصلحه العباد وألا يتعاونوا فيما فيه عدوان علي حقوق الآخرين والتلوث يمثل عدوان علي الأحياء كافة بمختلف أنواعها

 

  • قال الله تعالي:

“ وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون ”         (سورة الأنبياء: 30 )

  • جعل الله الماء أصل حياه كل شئ حي علي سطح الأرض فالنبات والحيوان والإنسان يرتبط وجودهم بوجود الماء ومن دون الماء لا يمكن لخلايا الجسم أن تحصل علي الغذاء

 

  • قال الله تعالي:

” وأنزلنا من السماء ماء طهورا ”                      (سورة الفرقان: 48 )

  • يبين الله تعالي للإنسان أهمية هذا المورد الأساسي للحياة وتقديره حق قدره فالماء الطهور هو الماء العذب الطيب الخالي من كل ما يغير شكله ورائحته وطعمه

 

  • قال الله تعالي:

” ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ” (سورة الإسراء: 110 )

  • نهي القرآن الكريم عن إحداث الضوضاء والضجة والأصوات المرتفعة في الطريق وحتى داخل المسجد ولو كانت الضجة لتلاوة القرآن
  • قال الله تعالي:

” لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما “

  • نهي الإسلام الحنيف عن التلفظ بالكلمات البذيئة التي يتأذى الإنسان من سماعها وذلك لأن المولي عز وجل يريد أن يحمي الأذن من كلمات السوء الرديئة

 

  • قال الله تعالي :

“واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير “            (سورة لقمان: 19 )

  • صور القرآن الكريم من يتحدث بصوت مرتفع صورة بغيضة حيث شبهه بالحمار صاحب أنكر الأصوات وأقبحها، إذ أن أول صوت الحمار زفير وأخره نهيق

 

  • قال الله تعالي:

” وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ”  (سورة الأنبياء: 32 )

  • خلق الله – عز وجل – طبقة الأوزون بقدر محكم دون تفاوت كي يدوم فعلها ما دامت السماوات والأرض وهذه الطبقة هي بمثابة السقف المحفوظ ولو أن هذا الدرع الواقي ضعف لأي سبب من الأسباب فان عواقب ذلك ستكون سيئة علي الأحياء التي تدب علي سطح الأرض أو تسبح في مياه المحيطات أو تطير في الجو .

 

  • قال الله تعالي:

” والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون “

( سورة الحجر: 19 )

  • إن مفهوم التوازن يعني بقاء عناصر البيئة الطبيعية علي حالها، كما خلقها الله سبحانه وتعالي دون إحداث أي تغيير جوهري فيها فإذا حدث أي نقص في أي عنصر من عناصر البيئة اضطرب هذا التوازن فلا تصبح البيئة قادرة علي تلبية متطلبات الحياة للإنسان

 

  • قال الله تعالي:

” والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون ”                        (سورة الأعراف: 58 )

  • درج الإنسان علي التعامل مع البيئة بأنانية وأخذ يعبث في مقومات الحياة فلوث الماء الذي يشربه وأفسد الهواء الذي يتنفسه وأهلك الحرث والنسل بالكيماويات والسموم وتسبب في خبث التربة الزراعية فلم تعد تنبت إلا نكدا

 

  • قال الله تعالي:

” وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ”

  • تعد حاسة السمع من أول وأكبر النعم التي أنعم الله بها علي الناس وذكرهم بها في كثير من آياته البينات

 

ثانيا: السنة النبوية: –

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

 ” والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه “       (رواه مسلم)

  • التعاون البشري في اماطه الأذى، ودرء المفاسد، أمر مطلوب وواجب علي كل مسلم ومسلمة

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها “   (رواه البخاري)

  • الرسول الكريم يوصي بزراعة الأشجار وعدم قطعها حيث يستظل بها الإنسان والحيوان لأهميتها في مقاومة التلوث الصوتي حيث تمتص الضوضاء الناتجة عن حركة المرور في المدن والجلبة في الأسواق

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” لا ضرر ولا ضرار ”                              ( رواه ابن ماجة )

  • فالضرر ممنوع في الإسلام في جميع صوره وأشكاله فلقد نهي الرسول عن التسبب في وقوع الضرر والحاقة بالآخرين

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو فليعتزل مسجدنا ”      ( رواه جابر )

  • إذا كان علي آكل الثوم أو البصل أن يبتعد عن المسجد كي لا يضايق إخوانه من المسلمين برائحة فمه فانه يكون من الأولي عدم السماح للروائح الكريهة من الانتشار في أجواء المدن وإيذاء سكانها

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” الطهور شطر الأيمان ”                                 ( رواه مسلم )

Ø    الطهور نصف الأيمان نظرا لاشتراطه لصحة الصلاة وهي من المبادئ الأساسية في الإسلام

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” تنظفوا فان الإسلام نظيف ”                 ( رواه الترمذي وابن ماجه )

  • النظافة إحدى دعائم الإسلام وهي تؤدي إلى دخول صاحبها الجنة

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” النظافة تدعو إلى الأيمان، والأيمان مع صاحبه في الجنة ”               ( رواه الطبراني )

  • النظافة إحدى دعائم الإسلام وهي تؤدي إلى دخول صاحبها الجنة

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
” ما أدي إلى الحرام فهو حرام “
  • وهذا لأن التلوث بكافة أنواعه يتسبب في حالات كثيرة في إزهاق الأرواح وفي قتل الأحياء فان درء التلوث واجب

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
” درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح “
  • منع الضرر قبل حدوثه أولي من معالجته بعد حدوثه

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” إماطة الأذى عن الطريق صدقة ”                     ( رواه مسلم )

* يحثنا ديننا علي الأعمال الصالحة وينكر الأعمال السيئة والحقيرة التي تؤذي الإنسان أو تعطل مسيرته

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” الوقاية خير من العلاج “

Ø عبارة قالها أجدادنا الأقدمون وهي تدل علي مدي إدراكهم لأهمية الوقاية في تجنب الأمراض والعلل والمحافظة علي نظافة البيئية وسلامتها

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ “

  • نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن فحش القول وبذئ الكلام

 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

” ما كان الفحش في شئ إلا شانه وما كان الحياء في شئ إلا زانه ”

* نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن فحش القول وبذئ الكلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير التربية والتعليم يعتمد جداول امتحانات نهاية العام للدبلومات الفنية

كتبت ندي احمد اعتمد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جداول امتحانات الدبلومات ...