بقلم دكتور / وائل محمد رضا
المتحدث الرسمي ونائب رئيس جمعية مجلس علماء مصر
تحدث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مراراً وتكراراً عن الإعلام ودوره الهام في تعريف المواطنين بما تقدمه الدولة لهم من خدمات ومشروعات هامة.
ولكن هل يقوم الإعلام بهذا الدور ؟
قبل الإجابة علي هذا التساؤل ، دعونا نتفق علي مسلمات هامة جداً وهي أن لا نستخدم سياسة التعميم في حكمنا علي أي شئ – فنقول بعض وليس كل –
إجابتي علي التساؤل الذي ذكرته هي – للأسف الشديد – أن الإعلام لا يقوم بهذا الدور كما ينبغي أن يكون . فحجم المشروعات التي تم ويتم وسيتم تنفيذها في مصر خلال الفترة الماضية والحالية والمستقبلية هائل جداً من إنشاء طرق وكباري ومحاور مرورية ومدن صناعية وزراعية وسكنية في كل مكان في مصر من قري ونجوع وقفور ومدن ومحافظات . كم هائل جداً من المشروعات تكلفت مئات المليارات من الجنيهات ولكن هل المواطن في كل محافظات الجمهورية يشعر بما تم من مشروعات ؟
من يشعر بهذه المشروعات هو من يعيش في المكان الذي تم المشروع به ومن يستفيد من هذا العمل فقط دون غيره . فهناك شخص يشعر هنا وآخر يشعر هناك بما تم . ولكن بقية الشعب المصري هل يشعر بهذا الكم الهائل من المشروعات ؟
هنا يأتي دور الإعلام الوطني والمحترم والجاد الذي يوضح الحقيقة للمواطنين بدون تهويل أو تهوين .
فعلي الإعلام أن يقوم بجولات ميدانية علي الأرض لما تم من مشروعات في كل قطاعات الدولة ويقوم بتصويرها بدقة وموضوعية وحيادية تامة ويقوم بعمل تحقيقات مع العمال الذين يعملون في هذه المشروعات كما يقوم بعمل حوارات مع مواطنين إستفادوا بصورة مباشرة من هذه المشروعات ويعرف آرائهم وشعورهم بهذه المشروعات وهل آثرت علي حياتهم بصورة أفضل . وما هي الإيجابيات لتعظيمها وما هي السلبيات لتلافيها مستقبلاً كما يتم تنظيم زيارات ميدانية من قبل الجهات المعنية للمواطنين والشباب ليشاهدوا ما يتم علي الأرض من مشروعات .
هذا هو الدور الذي يجب علي الإعلام الرسمي للدولة سواء ( صحافة أو إذاعة أو تليفزيون أو مواقع إلكترونية ووسائل تواصل إجتماعي ) أن يقوم به أيضاً وعلي الإعلام الخاص أن يقف جنباً إلي جنب مع أجهزة الدولة الرسمية في تعريف المواطنين في الداخل أو كافة الدول الأجنبية في الخارج بما يتم من مشروعات وإنجازات علي الأرض .
فهنا يكون هناك شعور بالآمان وسلام إجتماعي داخلي وثقة ومصدر جذب سياحي وإقتصادي خارجي . وللأسف الشديد ما يشاهده المواطن في بعض وسائل الإعلام من موضوعات ومحتوي غير هام وهادف تجعله يبتعد عن الإعلام الرسمي للدولة ويتجه لإستقصاء ومعرفة أخباره من مصادر أخري سواء داخلية أو خارجية (إعلام مضاد ) غير جديرة بالثقة تجعله يشعر بالإغتراب في وطنه وأن ما يقدم من مشروعات ليس حقيقياً .
فلذا أطالب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتعيين وزيراً للإعلام في التعديل الوزاري القادم ليباشر السياسة الإعلامية للدولة والإشراف علي خطط تطوير آداء وسائل الإعلام المرئية العامة والخاصة والعمل علي تدعيم الإعلام الرسمي للدولة وإعادته للمنافسة وتدعيم وسائل الإعلام الإلكترونية بشكل مهني وما يكلف به من إختصاصات بالتنسيق مع السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس مجلس الوزراء في تنفيذ هذه السياسات والتنسيق مع المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام في تنفيذ هذه السياسة .
وفي النهاية يجب علي وسائل الإعلام المختلفة الرسمية والخاصة والحزبية أن تجعل الوطن والمواطن نصب أعينها في تحري الدقة فيما تقدمه من معلومات لنقف جميعاً صفاً واحداً في الدفاع عن وطننا الحبيب مصر ضد من تسول له نفسه إيذاء هذا الوطن .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وشر .