كتبت مني جودت
أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس نجحت في وضع منافسها الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في موقف دفاعي خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي حدثت بينهما ليلة أمس وأظهرت هاريس فيها براعتها في صد اتهامات الجمهوريين بشأن العديد من الملفات التي تهم الناخب الأمريكي.
وذكرت الصحيفة في سياق مقال تحليلي لمناظرة الأمس أن هاريس قادت المناظرة الأولى لها ضد ترامب في إظهار مهاراتها في الاستفادة من كل فرصة لتسجيل انتصار على الرئيس السابق بشأن العديد من القضايا محل الاختلاف الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وعلى رأسها الإجهاض والاقتصاد والهجرة والحرب في أوكرانيا حتى وجد ترامب نفسه في وضع دفاعي أجبره على اعادة النظر في سجله ومواقفه بدلاً من انتقاد سجلها. كان التباين واضحًا حتى في وضع الصمت.
وسردت “نيويورك تايمز” في مقالها عدة نقاط مستفادة من المناظرة التي كانت بمثابة انقلاب ملحوظ عن مناظرة يونيو الماضي؛ عندما انتاب الديمقراطيون حالة من اليأس الشديد دفعتهم إلى تغيير مرشحهم بعد ذلك وإبعاد الرئيس جو بايدن عن السباق.. وقالت: إن هاريس سيطرت على مسار المناظرة منذ البداية تقريبًا وقامت بوضع الطُعم لترامب فأخذه. وبدأ الأمر بتعمد هاريس إزعاج ترامب عندما قالت إن معظم تجمعاته الانتخابية سادتها حالة من الملل بنحو دفع أنصاره إلى مغادرتها خاصة بعدما استمر في تعليقاته المعتاده بأنه ورث ثروات من والده. وفي إحدى المرات، دعت هاريس المشاهدين لمشاهدة تجمع انتخابي لترامب للحصول على رؤية أكثر تحررًا للرئيس السابق. وقالت:” لن تسمعوه يتحدث عن احتياجاتكم”، وما كان لترامب إلا أن رد قائلًا:” الناس لا يغادرون تجمعاتي الانتخابية”.
وفي غضون الدقائق الخمس الأولى من المناظرة، نظرت هاريس إلى الكاميرا وأخبرت المشاهدين بما يمكن توقعه من ترامب، وقالت:” نفس الدليل القديم والمتعب ومجموعة من الأكاذيب والمظالم والشتائم”.. وبحسب “نيويورك تايمز”، تحدث ترامب بالفعل بشكل أقل عما سيفعله في فترة ولايته الثانية وقضى المزيد من الوقت في محاولة توضيح سجله السابق ودافع عن تعامله مع أزمة وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وقراره بطرد كبار مستشاريه العسكريين وحتى استجابته التي استمرت سبع سنوات للتجمع اليميني المتطرف المميت في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن ترامب أخطأ في لحظة كان يأمل فيها أن يهاجم وكانت تدور حول تعامل إدارة بايدن-هاريس مع الانسحاب الفوضوي من أفغانستان. وبدلاً من ذلك، وجد ترامب نفسه يدافع عن قراره بدعوة طالبان إلى كامب ديفيد في عام 2019.. وقالت الصحيفة: لقد أجبرت هاريس ترامب على الدفاع عن قربه من عدد من الرؤساء الدوليين مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ومغازلته السابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت هاريس تنظر مباشرة إلى الكاميرا وهي تروج لنفسها كمرشحة المستقبل وتجبره على الدفاع عن أحداث العنف التي وقعت في 6 يناير 2021، وقالت:” لا يجب أن نعود إلى الوراء. دعونا لا نعود”.
وتابعت الصحيفة:” أن قضية الإجهاض كانت احدى أكبر الفرص الضائعة للرئيس بايدن في مناظرته الأولى مع ترامب لكنها أصبحت بعد ذلك واحدة من أقوى لحظات هاريس في مناظرتها حتى أدرك ترامب تمامًا ضعفه فيما يتعلق بالإجهاض، خاصة بعد تعيين قضاة المحكمة العليا الذين ساعدوا في إلغاء قضية رو ضد وايد المثيرة للجدل. وقال:” فيما يتعلق بحظر الإجهاض، أنا لست مؤيدًا لحظر الإجهاض. لكن هذا لا يهم لأن هذه القضية استولت عليها الولايات الآن”، في المقابل، هاجمت هاريس ترامب ووصفت موقفه بشأن الإجهاض بأنه “إهانة لنساء أمريكا” وقالت إنها التقت بنساء في جميع أنحاء البلاد تعرضت صحتهن وحياتهن للخطر بسبب قيود الإجهاض. وخلال معظم المناظرة، عبرت هاريس عن مشاعرها تجاه ترامب من خلال السماح للغة جسدها بالتحدث عبر وضع يدها على ذقنها والضحك وضم شفتيها بابتسامة عريضة، بينما بدا ترامب عازمًا على تجنب النظر في اتجاه هاريس وفضل التعبير عن مشاعره بالصراخ في الميكروفون.
كذلك، حذرت هاريس من أن زعماء العالم “يسخرون من دونالد ترامب” وينظرون إليه باعتباره “عارًا”. وعندما أشارت إلى خسارته في انتخابات عام 2020 باعتبارها اللحظة التي “طرده فيها 81 مليون شخص”.وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر كانت عالية وربما تكون هذه هي المواجهة الوحيدة بين المرشحين اللذين لم يلتقيا قط قبل ظهورهما على المسرح معًا أمس الثلاثاء.