خناقة قبل أذان الفجر تنهي حياة «سيدة حلوان»: «زوجها علقها في المروحة» (قصة كاملة)

كتب حاتم عبدالعزيز

ضربها وأصابها بتربنة على المخ في خلاف سببه مصاريف المنزل، فحررت محضرًا ضده لكنها تنازلت عنه قبل صدور حكم بحبسه سنة في اتهامه بسرقة سيارة ملاكى كى لا تتضاعف العقوبة عليه ويزداد الطين بلة، هكذا صورت سحر، الشابة العشرينية، لنفسها قبل أن يعود إليها أبوالعيال بعد خروجه من السجن ليعيد الكرة، وفى تلك المرة التي أراها فيها العذاب ألوانًا وعلق جسدها في سقف المروحة وهو يعتدى عليها، لفظت أنفاسها الأخيرة.

ومع خشيته العودة إلى أحضان الزنزانة، أحضر طبيبة الوحدة الصحية بالقرب من محل سكنه بأطلس في حلوان، محاولًا إيهامها بأن الوفاة طبيعية، إلا أنها سرعان ما أبلغت الشرطة بوجود شُبهة جنائية لتلقى القبض عليه عقب هروبه من مسرح الجريمة.

«مخى كان هيسقطه من مكانه»

في منزل متهالك، مكون من 4 طوابق، استأجرت صاحبة الـ26 عامًا، ربة منزل، شقة للعيش برفقة أولادها الثلاثة، أكبرهم بالصف الثالث الابتدائى، ولم يسمع لها الأهالى حسًا طيلة 5 أشهر سكنتها مع العيال، قبل خروج رب الأسرة «محمد»، سايس بـ«جراج» في مدينة نصر بالقاهرة، من السجن، منذ شهرين وحضوره إلى المسكن الجديد لأسرته لما عرف طريقه ليرى الجيران، خصوصًا زوجة عبدالعزيز الشوربجى، سلوكًا مختلفًا لـ«سحر»، إذ أصبحت مرعوبة ومحاصرة: «جوزها مانع عنها التليفون والاتصال بأهلها، وكانت لما تحب تكلمهم بتكلمهم من عندنا، وكمان في السر»، إذ تشير الجارة إلى فرض سيطرة جارها على زوجته الشابة، إلى درجة أنها كانت لا تختلط بأحد، ويكاد يحصى عليها أنفاسها.

وضمن الأسرار التي أفصحت عنها زوجة «الشوربجى»، لجهات التحقيق، أنّ «سحر» روت لها من قبل أنها تحملت ضرب وإهانة زوجها لأجل تربية العيال، وجاءت على نفسها وكرامتها حين صحوا ذات يوم، وواصل التعدى عليها بآلة حادة على رأسها: «مخى كان هيسقطه من مكانه»، فما كان منها إلا أن توجهت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضده، وحينئذ كانت قد طلبت الطلاق، وتقول الجارة: «كانت بتحكى لى إنها على آخر لحظة، تنازلت له لما محاميه ترجاها وقالها كده هتأذيه أكتر لأن صدر عليه حكم بالحبس سنة، بتهمة سرقة عربية ملاكى من الجراج اللى شغال فيه، وبكده ممكن يقضى فترة سجن أطول».

بعد الثالثة فجرًا، ركن «محمد» سيارته الملاكى أمام العقار، لمحه جاره «الشوربجى» الذي كان يستعد للنزول لأداء الصلاة في الجامع، ويقول «إحنا مسمعناش صوت شجار بينه وبين مراته خالص، قبل نزولى الشارع ولا بعد ما جيت، وعلى ما يبدو إن جارى وضع لاصق على فم زوجته وهو بيضربها».

اكتشافه للجريمة كان بمحض الصدفة: «المدام بتاعتى نزلت تشترى حاجات الصبح بدرى من السوق، واتصلت عليا وقالتلى إنها شافت أم جارنا جت، وطلبت دكتور، ولما حضر طلع على شقة سحر، بس لحظة ما طلع تقريبًا لحظة ما نزل، وهنا كانت بداية الشك إنه في حاجة غلط حصلت، وإن جارتنا تعرضت لمكروه لأن الطبيب ردد: مقدرش اكتب تقرير بسبب وفاة، ولازم ييجى حد من (الصحة) يشوف بنفسه».

«عايز حقها.. بنت عمري»

في ذلك التوقيت، ظل «الشوربجى» يراقب الحال، ولاحظ ارتباك جاره «محمد» ووالدته، وتوجههما إلى الوحدة الصحية، والمجىء بطبيبة شابة لتوقيع الكشف الطبى على «سحر»، وتحايلا عليها كتابة تصريح بالدفن، لكنها صرخت في وجهيهما قائلةً: «ده في شبهة جنائية، ولازم المباحث تيجى والنيابة والطب الشرعى يشوفوا شغلهم»، حينئذ، وفق حكى الجار: «لقيت زوج جارتنا فص ملح وداب من المكان».

ما إن وصل وكيل النائب العام وناظر الجثمان حتى تأكد له أن الوفاة سببها تعدٍّ بالضرب المُبرح، ولم يستطع الحصول على إجابات واضحة من أطفال المجنى عليها، فأكبرهم كانت نائمة، وأحد شقيقها عمره 5 سنوات، والآخر رضيع، فكانت الطامة الكبرى بانتهاء المعاينة وقول المحقق أمام والد «سحر» الذي حضر باتصال من زوجة «الشوربجى»: «كان مفترى، ومشعلقها في مروحة السقف ونازل فيها تعذيب»، لينهار الأب: «عايز حقها، بنت عمرى راحت هدر، كان حارمنا منها وباعدها عننا، ولما اتحبس كنا بنساعدها، ودلوقتى عيالها اتيتموا من غيرها».

اعترافات المتهم

جثمان المجنى عليها يصل إلى مشرحة زينهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الوقوف على أسباب الوفاة، فيما لاحقت الشرطة المتهم وألقت القبض عليه واعترف بارتكابه جريمة قتل زوجته، قائلًا إن هناك خلافات دائمة بينهما على مصاريف البيت، ورغبته في حبسها بين 4 جدران، وعدم تواصلها مع أهلها وحكى لهم تفاصيل حياتهما المعيشية، فقررت النيابة العامة حبسه 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات.

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس السيسي يؤكد دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة

كتبت مني جودت أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في ...