كتب /الدكتور عادل عامر
نظرا لطبيعة حركة الماسونية الموغلة في السرية والغموض فإنه لا يوجد اتفاق على شيء من أمورها وبالذات ظروف نشأتها وطبيعة أهدافها ونوعية خططها؛ فهذه الحركة -التي تسمي نفسها “أخوّة البنائين الأحرار”- تقول إن نشأتها الرمزية تزامنت مع ما تدعوه “هيكل سليمان” الذي تعتبره أول عمل عظيم نفذته، ومن “إنشائه” استلهمت اسمها “البناؤون الأحرار” وأخذت تقديس “حرفة البناء”.
ويفتخر الماسونيون بمن يُسموْن “فرسان الهيكل” الذين يعتبرونهم من العناصر المؤسسة للماسونية. و”فرسان الهيكل” تشكيل عسكري على أساس ديني شارك مع الصليبيين في محاربة المسلمين لانتزاع المسجد الأقصى منهم، إذ يعتقدون أنه بُني تماما فوق ما يسمى “هيكل سليمان”.
لكن السائد كما عند معظم الباحثين أن أصول الماسونية ترجع إلى القرون الوسطى مع ازدهار حقبة الطلب على البنائين لبناء القلاع والكاتدرائيات الكبرى. أن الجمعيات السرية قد نشأت وتطورت في الشرق، لان الشرق كان مهدا للحضارات القديمة وموطنا للأديان.
فالحضارات القديمة، كالحضارة المصرية، والبابلية، والآشورية والفينيقية والكلدانية قد نشأت ف ي الشرق، والاديان العالمية اليهودية والمسيحية والإسلام، كان مهدها الشرق ايضا، ولا تخفى على الباحث المتعمق في فلسفة الأديان وتاريخ الحضارات العلاقة الوثيقة بين تاريخ الجمعيات السرية وبين تأريخ الأديان والحضارات.
وان هذه الجمعيات السرية القديمة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: جمعيات سرية دينية تهدف إلى الاتصال بعالم الغيب والوقوف على أسرار الكون وخفاياه. القسم الثاني: جمعيات سرية دنيوية تهدف إلى الانقلابات السياسية و تسعى لإحلال سلطة مكان سلطة. و كان لكهنة مصر الاقدمين مبادئ وتعاليم يتناقلونها فيما بينهم، ولا يسمحون لغيرهم بالاطلاع عليها. لاعتقادهم، أن العامة ادني من أن يفهموا اسرار الحياة وخفايا الكون، وهذه التعاليم السرية المصرية، قد نقلها الفيلسوف اليوناني فيثاغورس الى بلاده واصطبغت هنالك بصبغة فلسفية، الا انها لم تكن في متناول العامة بل كانت وقفا على الفلاسفة و تلاميذهم النابهين م ن ذوي الحكمة والدراية. فتطورت مفاهيم الذين اعتنقوا هذه التعاليم فأخذوا يعنون بالشؤون العامة، كنقد النظم القائمة في المجتمع والدولة فبذلك اتخذت هذه التعاليم شكل الجمعيات السياسية السرية.
وعلى غرار ما أسسه فيثاغورس، أسست جمعيات سرية غربية، قد تكون جمعية (البنائين الأحرار) الماسونية احدى هذه الجمعيات القديمة. اصل الماسونية:
البناء الحر (الماسونية) من أعظم وأقدم الجمعيات السرية التي ما زالت قائمة. ولكن منشؤها ما زال غامضا مجهولا وغاياتها الحقيقية ما زالت سرا حتى على اعضائها انفسهم وقد قيلت في اصلها نظريات مختلفة، نوردها باختصار وهي:
(1) البطارية (2) اسرار الوثنيين (3) بناء معبد مبلمان (4) الصليبيون (0) فرسان الصليب الوردي (1) جمعية الصناع الرومانية (7) عمال البناء في العصور
(1) أن الماسونية لا تعترف بالأديان والقوميات وتهدف الى ازالتها م ن الوجود وهده هي غايتها الحقيقية حتى المشرق الاعظم الفرنسي قد معا كلمة المهندس الاعظم للكون من دستوره هذا خلاف جوهري بين الشرق الأعظم الفرنسي والمحفل الأكبر الانكليزي:
الوسطى (8) اخوة الصليب الوردي (9) أوليفر کرمويل (10) الأمير جارلس ستيوارت (11) السير کرستوفررن (12) در اجلييه واصدقاؤه (1) ولكن التدقيق العلمي لهذه النظريات يؤدي بالباحث المتعمق إلى القول بأن أصول البناء الحر (الماسونية) لاترجع الى مصدر واحد ولعلها قد اشتقت من جمع المصادر والنظريات التي ذكرناها أعلاه، فقد تكون النظم المادية اشتقت م ن الجمعية الرومانية وجماعة البنائمين في القرون الوسطى، والمباديء الفلسفية من تعاليم البطارية وأسرار الاثنين بيد ان المصدر الذي لا ريب فيه هو الكبالة اليهودية وذلك سواء. کان انتقال أسرارها إلى الماسونية على يد الجمعية الرومانية
والفرسان أو الصليب الوردي، ويهود القرن السابع عشر، واقطع حجة على ذلك هو أن النظم والتعاليم اليهودية هي التي اتخذت اساسا لانشاء المحفل الأكبر في سنة 1717 ووضع رسومه ورموزه وان كانت قد مثلت فيها ايضا بعض التعاليم المصرية القديمة و نظريات فيثاغورس
ولا تزال اليهودية العالمية هي القوة المحركة الكامنة وراء الماسونية والاساتذة الكبار الحقيقيون في المحاف ل الماسونية هم الممثلون للجمعيات اليهودية السرية وان التساند الواضح الموجود بين الماسونيين في العالم يرجعه الباحثون
والدليل الذي لا يقبل الدحض، على صلة اليهودية بالماسونية هذه الفقرات التي ننقلها من بروتوكولات حكماء صهيون: (( والى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه الى السلطة سنحاول أن ننشي ونضاعف خلايا الماسونيين الأحرار في جميع أنحاء العالم وسنجذب اليها كل من يصير او يکون ‘ و معروفا بأنه ذو روح عامة Public Spirit هذه الخلايا ستكون الاماكن الرئيسية التي سنحصل منها على ما نريد من أخبار كما انها ستكون افضل مراكز للدعاية •
وسوف نركز هذه الخلايا تحت قيادة واحدة معروفة انا وحدنا، وستتألف هذه القيادة من علمائنا. وسيکون لهذه الخلايا ايضا ممثلوها الخصوصيون، کي نحجب المكان الذي تقيم فيه قيادتنا حقيقة، وسيكون لهذه القيادة وحدها الحق في تعيين من يتكلم وفي رسم نظام اليوم: وفي هذه الخلايا
نضع الحبائل والمصائد لكل الاشتراكيين وطبقات المجتمع الثورية: وأن معظم الخطط السياسية السرية معروفة لنا ونهديها الى تنفيذها حالما تتشكل: –
وكل الوكلاء Agente في البوليس الدولي السري تقريبا سيکو نون اعضاء في هذه الخلايا.
والخدمات البوليس أهمية عظيمة لدينا، لانهم قادرون عاي آن يلقوا ستارا على مشروعاتنا وان يستنبطوا تفسيرات معقولة للضجر والسخط بين الطوائف وان يعاقبوا أيضا أولئك الذين يرفضون الخضوع لنا
ومعظم الناس الذين يدخلون في الجمعيات مغام يرغبون ان يشقوا طريقهم في الحياة بأي كيفية، وليسوا ميالين إلى الجد والعناء. وبمثل هؤلاء الناس سيکون پسيرا علينا ان نتابع أغراضنا وان نجعلهم يدفعون جهازنا إلى الحركة.
وحينما تبدأ المؤامرات خلال العالم فان بدءها يعني ان واحدا من أشد و کلائنا اخلاصا يقوم على رأس هذه المؤامرات. وليس الا طبيعيا أننا كنا الشعب الوحيد الذي يوجه المشروعات الماسونية. ونحن الشعب الوحيد الذي يعرف أن يوجهها. وتعرف الهدف الأخير لكل عمل على حين أن الأمميين (غير اليهود) جاهلون بمعظم الأشياء الخاصة بالماسونية، ولا يستطيعون حتى رؤية النتائج العاجلة لما هم فاعلون.
والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض، أو على أمل نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها ايضا لانه قادر على الثرثرة بافكاره الحمقاء أمام المحافل: الأمميون (غير اليهود) يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان و نحسن توزعها جزافا بلا تحفظ ولذا نتركهم يظفرون بنجاحهم لكي نوجه لخدمة مصالحنا كل من تتملكهم مشاعر الغرور ومن يتشربون افكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية: وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة باثارة غروره واعجابه بشخصه وكيف يسهل – من ناحية أخرى – ان تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة ولو بالسکوت ببساطة
يتضح من تدقيق هذه الفقرات المنقولة من بروتوكولات حكماء صهيون التي وضعت من قبل دهاة اليهود، لتمكينهم من رقاب الشعوب والأمم، أن اليهودية بتفكيرها وخططها وماليتها تقف وراء الماسونية اياها لتحقيق أهدافها الخاصة وبهذه المناسبة نرى ضرورة التطرق ولو بايجاز إلى أهم الجمعيات والمنظمات اليهودية التي تلعب أدوارها الخطيرة في السياسة والأحداث الدولية وهي:
(1) بروتوكولات حكماء صهيون.
أعلن اسلامه، ومن ثم ارتد عن ذلك وهكذا كان يتقلب ب ين الاسلام واليهودية فيحاول ارضاء اليهود من جهة و کسب عطف السلطان من جهة اخرى الا أن السلطان قد أوجس منه خيفة على الإسلام فنفاه إلى بلغراد ومات هنالك في إحدى القلاع
2 – الاتحاد اليهودي العام Alliance Israelites Universelle ان هذا الاتحاد قد أسس من قبل اليهودي الباريسي المحامي Cremieux وانتشرت فروعه في انحاء العالم وان دستور الاتحاد هو (أن أبناء اسرائيل يتولى بعضهم بعضا) وأكثر الطبقات الراقيات من اليهود قد انضموا إلى ه ذا الاتحاد وانضووا تحت لوائه ويحاول الاتحاد” ان يتظاهر بكونه جمعية ثقافية محضة تهدف إلى فتح المدارس لليهود في جميع أنحاء العالم ولكن الحقيقة تخالف هذا الزعم، لان الاتحاد جمعية سياسية تهدف إلى نشر النفوذ اليهودي في العالم. وقد لعبت هذه الجمعية أخطر الأدوار في الأحداث والمحاكمات الدولية الخطيرة، كمحاكمة (دريفوس) في فرنسا ومحاكمة الأطباء اليهود الثمانية في موسكو حيث تولت هذه الجمعية لواء الدعاية لهم وان الجمعية اليهودية الإنكليزية ف بريطانيا هي التي تمثل الاتحاد فيها، وهذا الاتحاد هو الذي بني مدارس الأليانس في العراق وفي كثير م ن مدن البلاد العربية. وللاتحاد نشاط واسع في كل من فرنسا وإنكلترا ورومانيا ودول البلقان وتركيا والجزائر وايران
3 – بني بريث: تأسست هذه الجمعية في سنة 1842 م من قبل اليهود المهاجرين من أوربا الشرقية إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. واهم مبادئها .. انها تعمل لاعلاء شأن اليهود في العالم والمحافظة على خصائصهم العرقية والثقافية. ولقد تأسست لها محافل في كل م ن باريس و برلين في سنة 1903 م وان محفل برلين كان يضم اکشر من ثمانين شعبة ..
اما في الشرق فان فروع هذه الجمعية توحد مساعيها مع المحافل الماسونية وان رؤساء الجمعية اليهودية يعتبرون أعضاء طبيعيين في بني بيث ورئيسها العام هو اليهودي الإنكليزي سيمون وكان لاعضاء هذه الجمعية نشاط جاسوسي كبير وراء الخطوط العثمانية في الحرب العالمية الأولى في فلسطين، ومن أشهر جواسيسها في تلك الأيام سيمي سيمون، سوزي ليبرمان، مدام شورسن، کمباس ليبرمان ولما كنا في صدد البحث عن نشاط الجمعيات اليهودية في مجال التخريب والهدم رأينا أن نبين بايجاز ماعملته الايدي اليهودية من هدم و تخريب في التاريخ الإسلامي، ان اليهود قاوموا الاسلام وانتشاره منذ بدء الدعوة الإسلامية
فالرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته الى المدينة المنورة عقد مع اليهود اتفاقا عاما ضمن لليهود فيه الحرية في شؤون عبادتهم وأحوالهم الشخصية واشرك اليهود في القيام بتكاليف الدفاع عن كيان المدينة السياسي والحربي .. الا أن اليهود – وقد راعهم – انتشار الاسلام تنكروا لهذا الاتفاق واخذوا يدسون السموم ويحاولون التفرقة بين صفوف الانصار والمهاجرين من جهة، وبين الانصار – خزرجهم وأوسهم – من العربية سائلين المولى ان ينقذ الاسلام من شرور الاستعمار واليهودية والماسونية والله الهادي.