كتب / الدكتور عادل عامر
في ظل المستجدات البيئية التي تعيشها المنظمات الحديثة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وفي ظل التحول من عصر الصناعة إلى عصر المعرفة، أو ما يطلق عليه اقتصاد المعرفة كان من الطبيعي أن يطرأ تعديل جوهري على دور القيادات التنظيمية، ففي حين كان الدور الأساسي للقائد في عصر الصناعة هو تعظيم الاستفادة من الأصول المادية باستخدام البشر أصبح الدور الجديد هو رعاية وتنمية الأصول البشرية، أو ما يطلق عليه ” رأس المال الفكري”، كما أصبحت المؤسسات الاقتصادية تواجه في ظل الانفتاح المتزايد للأسواق العالمية تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على أدائها التنافسي، ذلك أن التوجه نحو العالمية يتطلب بشكل أساسي الاهتمام بالموارد البشرية وتطويرها، وبما يؤثر على جودة وتكلفة المنتجات المصدرة إلى الأسواق العالمية.
تعرف القيادة في المعاجم بأنها عملية قيادة مجموعة من الأشخاص أو المنظمات، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، حيث يعد وجود القادة في كل درجات السلم التنظيمي جزءًا لا يتجزأ من النجاح الشامل للأعمال. وتدور القيادة الفعالة حول تنفيذ رؤية الشركة أو إعادة تعريفها وتحسينها، إن تكييف أساليب القيادة من أجل القيام بذلك يعد أمرًا ضروريًا، وإعطاء المفاوض الفرصة لمعرفة متى يتمسك بموقف ما ومتى يتنازل عنه لصالح الحصول على اتفاق أقوى.
لذا يسعى المفاوضون العظماء إلى التوصل إلى اتفاقات تدوم طويلًا لما لديهم من مهارات القيادة الفعالة، وعلى سبيل المثال، عند اتخاذ القرارات في المفاوضات، فإننا غالبًا ما نأخذ في الاعتبار خيارًا واحدًا أو اقتراحًا واحدًا في كل مرة كمرشح واحد لوظيفة واحدة، وما إلى ذلك. ومع ذلك فقد وجد الباحثون أن الناس يتخذون قرارات أكثر عقلانية وأخلاقية عندما يقارنون بين خيارين أو أكثر بدلًا من مجرد تقييم خيار واحد، هنا تتضمن القيادة الفعالة تقييم عدة خيارات في وقت واحد وتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه.
وفي بعض الأحيان تتضمن تحديد أسلوب وثقافة تلك المنظمة المعنية. وتعني القيادة الإبداع والتخطيط وتأمين الموارد والبحث عن الأخطاء وتحسينها، وأيضًا تدور القيادة حول تحفيز الناس على العمل معًا والتعاون فيما بينهم، وفي حالات معينه مع الفرق الأخرى، لتحقيق هدف معين.
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن القيادة تختلف عن الإدارة، في حين أن الإدارة هي أيضًا جزءًا لا يتجزأ من نجاح المنظمة، إلا أنها تختلف جوهريًا عن القيادة؛ المديرون يشرفون على الأمور المختلفة، حيث أنهم ينظرون إلى الخدمات اللوجستية والميزانيات المتوازنة وما إلى ذلك، في حين أن المديرين الجيدين يتمتعون بمهارات قيادية فعالة، إلا أن الاثنين لا يتوفران بشكل دائم مع بعضهم البعض.
ونظرًا لما تمثله القيادة من أهمية كبيرة للبشرية، فمن الضروري أن نفهم ما هي القيادة؟ وكيف تتداخل الفضيلة مع المنفعة العامة في معادلة القيادة؟ وهل هناك اعتبارات ثقافية وبيئية يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند النظر إلى مفهوم وممارسة القيادة؟ وهل هناك اختلاف حقيقي بين القيادة والإدارة. وهل هناك الفرق واضح في المنظمات العربية بين هذين المفهومين.
تعد القيادة واحدة من أكبر الاحتياجات في عصرنا الحالي، وليس أي نوع من القيادة ولكن القيادة الإبداعية على وجه التحديد.
أن اهتمامنا بالقيادة في عصرنا الحالي اهتمامًا متوسطًا وفي بعض الأحيان نجدها غير جديرة بالاهتمام. ويرجع السبب في ذلك إلى جهلنا بمعنى القيادة في العصر الحديث. فبالأساس نحن لسنا متأكدين من ماهية القيادة؛ هل تتألف من خصائص معينة أم أنها مجرد سلوك مثل القدرة على الإقناع أو الكفاءة في العمل؟
هل القيادة بالأساس تحفيز أو حشد لطاقات التابعين؟ هل هي تحديد للأهداف أم تحقيق للأهداف؟ وهل القائد هو المحدد للمبادئ والمشبع للاحتياجات؟ وإذا كان القائد هو من يأمر إتباعه إذن من يقود من وإلى أين ولماذا؟ وكيف يقود القادة إتباعهم بدون أن يكونوا هم أنفسهم منقادين من الإتباع؟ فالقيادة هي أكثر ما يجذب الملاحظة وأقل الظواهر التي يمكن فهمها على وجه الأرض وبصفة عامة.
تعد القيادة الإدارية واحدة من أهم عناصر السلوك الإنساني، فقد أصبحت عاملاً هامًا في تعريف الحضارة على مدار العصور. فمن أجل أن نفهم الماضي يجب أن ندرس القادة الذين شكلوا التاريخ، فعندما نستوعب الحاضر فإننا ننظر إلى القادة السابقين وإلى القادة الحاضرين الذين يؤثرون في حياة الملايين.
والمثير للانتباه – بقدر ما هو منطقي – هو أن الأشخاص ينظرون إلى القادة الحاليين ليستشفوا ما قد يحدث في المستقبل، حيث أن من المعروف أن رؤية هؤلاء القادة تحمل في طياتها مفاتيح المستقبل. ولهذا فالأفراد ينظرون إلى هؤلاء القادة ورؤيتهم للغد على أمل في معيشة أفضل، ليس لأنفسهم بل لأبنائهم والأجيال القادمة.
الفرق بين القيادة والإدارة تعتبر الإدارة والقيادة من المفاهيم الحيوية في عالم الأعمال والمؤسسات، حيث يعتمد نجاح أي مشروع أو فريق على القدرة على توفير التوجيه والتنظيم والإدارة الكفؤة. وعلى الرغم من أن الإدارة والقيادة قد تبدوان بمفهوم واحد، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما. ولتوضيح أهمية فهم الفرق بين الإدارة والقيادة، سنتحدث في هذا المقال عن المفاهيم الأساسية لكل منهما والاختلافات الرئيسية بينهما. فسنستعرض بعض النقاط التي يجب معرفتها لفهم الفرق بين الإدارة والقيادة، وكيف يمكن استخدام هاتين المفاهيم بشكل فعال في العمل لتحقيق النجاح والاستمرارية.