كتبت ندي عبدالرحمن
ناصر عبدالرحمن: مهمتنا التأثير في روح المتلقى وليس تعليمه وذلك نبحث عن الأبطال المنسيين
عبدالرحيم كمال: الظروف الصعبة للصعيد جعلت المعاناة لا تنفصل عن أبنائه بداخله أو خارجه
قال الكاتب الكبير ناصر عبدالرحمن إن مهمتنا هي التأثير في روح المتلقى وليس تعليمه وقد يحدث ذلك بالبحث عن الأبطال المنسيين في الحياة ممن لا يشعر بهم أحد رغم معاناتهم اليومية وتضحياتهم، وبهذا فربما يكون البطل بسيط بمهنة بائع بطاطا ويناضل بشكل يومي وكفاح غير طبيعي للحفاظ على أسرته وقيمها جاء ذلك خلال ندوة نادي أدب قصر ثقافة أسيوط مساء أمس تحت عنوان “الرواية بين السينما والدراما” والتي ادراها الروائي فراج فتح الله رئيس النادي بحضور الدكتورة والفنانة التشكيلية صفاء كامل حمدان مدير قصر ثقافة أسيوط.
واوضح ناصر عبدالرحمن إن نجاح الأعمال السينمائية أو الدرامية لا ترجع إلى الكاتب في الرد بالنفى على أحد تساؤلات الحضور قائلاً جميع المشاركين في العمل هم سبب النجاح، سواء المخرج المبدع أو الممثل البارع صاحب الشعور الصادق أو المنتج المتحمس لفيلم ينقل به معاني معينة تؤثر في روح المتلقي ويغامر خلالها بدفع أمواله لأجل ذلك، وإلى جانب جميع أعضاء الفريق من مهندسين وفنيين وغيرهم وعبر تضافر إخلاص جهودهم جميعًا، فالأعمال الفنية لا يقف ورائها الفكرة والنص فقط ولكن كيفية جعلها مؤثرة في نفس المتلقى وتلك هي قضية الفن، هذا وإن كان النص المؤثر عامل في غاية الأهمية، فلن ينجح بدون الجميع.
وأعرب الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال عن سعادته بأن يشاركه المنصة صديق عمره ناصر عبدالرحمن وكاشفا عن عمل قريب سيجمع بينهما، هو بالتأليف وناصر بكتابة السيناريو، ومشيرًا إلى أن صداقتهما ليست فقط عن طريق الكتابة ولكن الدراسة بالإضافة إلى أن كلاهما من أصول صعيدية بمحافظة سوهاج، حيث هو من العسيرات بسوهاج وصديقه من الكوامل السوهاجية، وأنهما ورغم الإقامة بالقاهرة إلا أن الصعيد حاضر في حياتهما بشكل كبير ويحرصان على استمرار التواجد والتعايش مع أبناء محافظات الصعيد وفهم قضاياه ومعاناته وظروفه الصعبة التي جعلت التهميش اطار لا ينفصل عن أبنائه، قائلاً: الظروف الصعبة للصعيد جعلت المعاناة لا تنفصل عن أبنائه بداخله أو خارجه، وفرضت عليهم صعوبة الواقع واستمرار تلك الصعوبة حتى بالإقامة في العاصمة أو خارجها.
وأشار الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال إلى التردد الكبير الذي صاحب تنفيذ مسلسل الخواجة عبدالقادر والتخوف من نجاحه ولكن في النهاية فإن إيمان الممثل والمخرج والمنتج برسالة العمل حققت نجاحه الذي اسعده ككاتب بشكل غير عادي لكون قصة الخواجة الحقيقية كان لها تأثير نفسي كبير عليه هو شخصيا منذ أن كان طفلاً بعمر السبع سنوات، وفي رد على أحد التساؤلات نفى عبدالرحيم كمال بأن يكون هو أول من صحح صورة الصعيدي وقال لا يمكننا أن ننسى العملاق محمد صفاء عامر فهو أول من بدأ ذلك بمسلسله الرائع “ذئاب الجبل” ثم بقية أعماله.
هذا واختتمت امسية الأمس التي قدم فقراتها الشاعر محمد جابر متولي وأعقبها حوار مفتوح مع الجمهور بحفل لفرقة اسيوط للموسيقى العربية، ومنح مديرة قصر ثقافة أسيوط لهما شهادات تقدير قصر الثقافة، واعقبها التقاط الصور التذكارية المنفردة بين جميع الحضور والكاتبين الكبيرين، وانتهى اليوم بتوزيع الكاتب الكبير ناصر عبدالرحمن لكتبه ومؤلفاته كإهداء مجاني لكل من حضر الندوة من الجمهور والذي لاحظ الحضور أن بعضهم جاء خصيصا من محافظات أخرى كمحافظة المنيا وبعضهم من مسافات بعيدة بمراكز محافظة اسيوط.