من هو تحتمس الثاني؟ وكيف تم اكتشاف مقبرته المفقودة في الأقصر؟

كتبت ندي احمد

تمكنت البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة من الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر، وذلك أثناء أعمال حفائر ودراسات أثرية لمقبرة رقمC4، التي تم العثور على مدخلها وممرها الرئيسي عام 2022 بمنطقة وادي C بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر، الذي يقع على بعد حوالي 2.4 كيلومتر غرب منطقة وادي الملوك، حيث تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثاني.

وتحتمس الثاني هو الملك الرابع من ملوك الأسرة الثامنة عشرة من مصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة.

تولَّى الحكم بعد وفاة والده الملك تحتمس الأول ومن خلال موميائه التى عثر عليها فى خبيئة الدير البحري نهايات القرن التاسع عشر، تظهره شابًّا أنيقًا طويل القامة، عريض المنكبين، غير أنه مع ذلك لم يكن قوي البنية، ويدل شكل رأسه الكبير على أنه كان أكثر ذكاءً من والده المحارب تحتمس الأول.

ويقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريح لبوابة الأهرام، إن تحتمس الثاني كانت ملامحه تتفق مع ملامح أفراد أسرته؛ فنشاهد فيها أسنان الفك الأعلى البارزة، والذقن الغائرة بعض الشيء، ويلحظ أنه وقت وفاته كان أصلع الرأس، وأن الشعر الذي كان باقيًا على رأسه كان شعرًا مستعارًا مجعدًا تجعيدًا مصطنعًا ليظهر طبيعيًّا، وقد دلَّ تجميل أظافر قدمَيْه على أنه كان يعتني بها اعتناءً بالغًا، ولا نزاع في أن كل مظاهره كانت تدل على إغراقه في الترف والتأنق، كما تنمُّ على ذلك تقاسيمه التي تُشعِر بشيء من النعومة،  والحقيقة أنه كان على النقيض من أخته وزوجه «حتشبسوت»، التي كانت تدَّعِي الرجولة في معظم مظاهرها؛ ولذا كان النفور مستحكمًا بينهما طوال مدة حكمه.. والمومياء الآن معروضة فى متحف الحضارة.

تحتمس الأول 

وقد تولى تحتمس الثاني العرش خلفاً لوالده تحتمس الأول بعد أن تزوج من أخته الملكة حتشبسوت الملكة الشرعية للحكم لإثبات شرعية حكمه وبذلك أصبح تولِّيه الملك في نظر الشعب شرعيًّا لا غبارَ عليه وتدل كل الأحوال على أن هذا الزوج كان زواجًا رسميًّا، ليظهر أمام الشعب المصري أن على أريكة الملك فرعونًا ذكراً، وفي الواقع كانت «حتشبسوت» هي المسيطرة على البلاد؛ لأنها كانت الوارثة الحقيقية للعرش وأنجب منها بنتين وأنجب تحتمس الثالث من زوجة أخرى.

أعمال تحتمس الثاني

قام الملك تحتمس الثاني بعد توليه الحكم بالقضاء على العصيان والتمرد في كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث حيث كانت فاتحة أعمال هذا الملك إخماد العصيان الذي قام به بعض القبائل على مقربة من الشلال الثالث، وقد حفظت لنا نقوش هذه الحملة على الصخور الواقعة على الطريق بين أسوان والشلال الأول.

وقد عُثِر على اسم هذا الملك على قِطَع من الحجر في جبل البركل عند الشلال الرابع؛ ممَّا يشير بأن فتوحات مصر قد امتدَّتْ إلى هذه النقطة في عهده، كما وُجدت له نقوش مهشمة جدًّا في الدير البحري، يظهر أنها تُنسَب إلى حملة قام بها تحتمس الثاني إلى سوريا، غير أنها مهشمة جدًّا.

كما قام بحملة إلى سوريا على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين وكان الحال فيها آمنا على وجه العموم، حيث إن المصريين لم يتدخلوا في شئون عبادات سكان بلاد الفتوحات وقد عمد تحتمس الثاني إلى تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس في سيناء، وفي واحة الفرافرة التي تقع على بُعْد ٢٠٠ ميل غربي أسيوط، يوجد نقش ذُكِر فيه اسم تحتمس الثاني يشير بأن هذا الملك قد أخضع القبائل اللوبية التي تسكن في هذه الواحة والواحات الأخرى الواقعة في الصحراء الغربية.

ومن أهم أعماله الداخلية وتشييداته المعمارية، فقد حكم تحتمس الثاني لفترة قصيرة وعلى الرغم من قصر مدة حكمة، إلا أنه عُثر على لوحتين بجوار الشلال الثالث كانت نتيجة للحملة الحربية التي يشنها ضد النوبيين وهم بمثابة تأكيد لوصول نفوذه إلى نفس المكان الذي وصل إليه نفوذ من سبقوه من الملوك. ولكنه توفى بعد فترة وجيزة من وضع اللوحات كما في البناء لمعبد الكرنك حيث أقام البوابة الثامنة ونحت تمثالين من حجر الكوترزايت من محاجر الجبل الأحمر أمام هذه البوابة، وأقام معبد في شمال مدينة هابو بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث، كما توجد له آثار في معبد قمة وفي سمنه بالنوبة، كما وجد له تمثال في الفنتين.

من مقبرة تحتمس الثاني

من مقبرة تحتمس الثاني