مكافحة المناصب والألقاب والشهادات الوهمية

 كتب /الدكتور عادل عامر                                                                                                                          

في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم أصبح العالم مترابطا بشكل غير مسبوق وأصبحت المعلومات الشخصية متاحة بسهولة أكبر من أي وقت مضى. وعلى الرغم من الفوائد التي قد تترتب على هذا الانفتاح، إلا أن هذه التطورات قد خلقت أيضا فرصا جديدة للجرائم التي تهدد الأفراد والمجتمعات. ومن بين هذه الجرائم يبرز “انتحال الشخصية” كأحد أخطر وأبرز الجرائم التي يواجهها الأفراد في العصر الحديث.

 انتحال الصفة جريمة ليست مقصورة على المناصب السيادية أو مهن معينة كالأطباء والصيادلة أو دكتور أو سفير أو أعلامي أو مستشار أو محامي أو  قاضي  أو مهندس أو غيرها من المناصب … الخ  إنما اتجهت في الفترة الأخيرة للعديد من الوظائف، وهي أحد أوجه جرائم النصب التي يتم ارتكابها بكثرة خلال الآونة الأخيرة، والتي يقوم مرتكبوها بانتحال الصفة بهدف النصب والاحتيال وأيضًا والسرقة.

ونصت المادة 155 من قانون العقوبات، أنه كل من تدخل في وظيفة من الوظائف العمومية ملكية كانت أو عسكرية من غير أن تكون له صفة رسمية من الحكومة أو إذن منها بذلك أو أجرى عملاً من مقتضيات إحدى هذه الوظائف يعاقب بالحبس.

انتحال الشخصية هو جريمة يقوم فيها شخص ما بتقمص هوية شخص آخر، سواء كانت هذه الهوية حقيقية أو افتراضية، بهدف الاحتيال أو التلاعب أو تحقيق مصلحة شخصية على حساب الآخرين. تتنوع دوافع الجريمة بين السرقة المالية، استغلال الثقة الشخصية، أو حتى استخدام هوية شخص آخر في نشاطات غير قانونية تضر بمصالح صاحب الهوية الحقيقية. ومع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل جدا انتحال الشخصية، وهو ما يجعل من هذه الجريمة تهديدا خطيرا على الأمن الشخصي وعلى استقرار العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.

يترتب على انتحال الشخصية مجموعة من الأضرار التي قد تكون خطيرة للغاية، حيث قد تؤدي إلى تدمير سمعة الفرد المتضرر، وتعرضه للاحتيال المالي أو التزوير، كما أن هناك آثارا نفسية سلبية قد تترتب على الضحية نتيجة لمشاعر الخوف والإهانة. ولذا فإن المجتمعات الحديثة قد شرعت عقوبة انتحال شخصية تهدف إلى مكافحة هذه الظاهرة إلا أن التساؤلات تبقى قائمة حول مدى كفاية عقوبة انتحال شخصية في ردع الجريمة وضمان حماية الأفراد.

ما معنى انتحال الشخصية؟

انتحال الشخصية هو جريمة يقوم فيها شخص بتقمص هوية شخص آخر باستخدام بياناته الشخصية (مثل الاسم، رقم الهوية، أو أي معلومات تعريفية أخرى) بهدف الاحتيال أو تحقيق مكاسب شخصية بطريقة غير قانونية. يعد هذا التصرف تزييفا للهوية الحقيقية لشخص آخر وقد يتسبب في أضرار مادية أو نفسية للشخص الذي تم انتحال شخصيته.

أسباب انتحال الشخصية:

الاحتيال المالي: مثل استخدام هوية شخص آخر لفتح حسابات مصرفية، التقدم للحصول على قروض، أو إجراء معاملات مالية.

التزوير: انتحال الهوية من أجل تغيير سجلات رسمية أو الحصول على وثائق مزورة.

الاستفادة من الخدمات: استخدام هوية شخص آخر للحصول على خدمات أو امتيازات لا يستحقها.

التسلل عبر الإنترنت: مثل إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي أو إرسال رسائل بريد إلكتروني باستخدام اسم شخص آخر.

أنواع انتحال الشخصية:

انتحال الشخصية في العالم الواقعي: مثل قيام شخص بتقليد هوية شخص آخر للحصول على مزايا اجتماعية أو اقتصادية.

انتحال الهوية عبر الإنترنت: مثل استخدام شخص آخر في حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع الإنترنت الأخرى.

أضرار انتحال الشخصية:

الضرر المالي: يمكن أن يتسبب انتحال الشخصية في سرقة الأموال أو التلاعب المالي.

الضرر النفسي: يتعرض الضحية للمشاعر السلبية مثل الخوف، القلق، أو الإحراج بسبب استخدام هويته في أنشطة غير قانونية.

التشويه الاجتماعي: قد تتسبب هذه الجريمة في تشويه سمعة الشخص المتضرر إذا تم استخدام هويته في أعمال غير قانونية.

كم مدة حبس انتحال شخصية؟

عقوبة انتحال شخصية هي جريمة تختلف حسب القوانين المعمول بها في كل دولة، وكذلك حسب طبيعة الجريمة ومدى خطورتها.

بشكل عام تتراوح عقوبة انتحال شخصية بين الحبس والغرامة المالية أو كليهما، بناء على مجموعة من العوامل مثل الضرر الناتج عن الجريمة، ودوافع الجاني، وطريقة تنفيذ الجريمة. أن عقوبة انتحال شخصية وفقا لقانون العقوبات المصري يعاقب بالحبس مدة قد تصل إلى “سنتين” أو “غرامة مالية” لكل من انتحل شخصية شخص آخر سواء في الأمور الخاصة أو العامة.

هل كان انتحال شخصية مصرية أمرا غير قانوني؟

نعم, انتحال الشخصية في مصر أمرا غير قانوني، ويعاقب عليها القانون بشدة، سواء كان الهدف من الانتحال هو الاحتيال أو التزوير أو التسبب في ضرر شخصي أو مادي.

عقوبة انتحال شخصية وفقا لقانون العقوبات المصري يعاقب عليه بعدة طرق حسب الظروف، وقد تشمل عقوبة انتحال شخصية “الحبس أو الغرامة المالية أو كليهما”.

ونصت المادة 156 على أن كل من لبس علانية كسوة رسمية بغير أن يكون حائزاً للرتبة التي تخوله ذلك أو حمل علانية العلامة المميزة لعمل أو لوظيفة من غير حق يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة. و نصت المادة 157 على أن يعاقب بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه كل من تقلد علانية نشاناً لم يمنحه أو لقب نفسه كذلك بلقب من ألقاب الشرف أو برتبة أو بوظيفة أو بصفة نيابية عامة من غير حق.

وحددت المادة 158 عقوبة بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه كل مصري تقلد علانية بغير حق أو بغير إذن رئيس الجمهورية نشاناً أجنبياً أو لقب نفسه كذلك بلقب شرف أجنبي أو برتبة أجنبية.

و نصت المادة 159 على أنه في الأحوال المنصوص عليها في المادتين السابقتين يجوز للمحكمة أن تأمر بنشر الحكم بأكمله أو بنشر ملخصه في الجرائد التي تختارها ويكون النشر على نفقة المحكوم عليه.

ما الفرق بين انتحال الصفة وانتحال الشخصية؟

انتحال الصفة وانتحال الشخصية هما نوعان من الجرائم التي يمكن أن تتداخل في بعض الأحيان، لكنهما يختلفان من حيث مفهومهما وأثرهما القانوني:

1-    انتحال الصفة: