** “الجوهري”: المجلة تقدم رؤى وتحليلات متعمقة بشأن أهم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والعالمية لاسيما ذات الصبغة السياسية
** رئيس “معلومات الوزراء”: شارك في إثراء هذا العدد نخبة من كبار المفكرين والخبراء والكتاب من داخل مصر وخارجها
** اختيار “حرب غزة وآفاق التسوية” ليكون ملف العدد لمحاولة فهم تأثير هذه الحرب على إعادة ترتيب المشهد الإقليمي وسباق النفوذ الدولي في المنطقة
** استمرار التوترات الإقليمية في المنطقة بصورة غير مسبوقة يزيد من المخاوف العالمية من اندلاع حروب واسعة النطاق
دشَّن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، العدد التاسع من مجلة “آفاق استراتيجية”، وهي سلسلة دورية يشارك في إعدادها نخبة من كبار المفكرين والكتاب والباحثين والمتخصصين.
وأوضح الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن المجلة تقدم رؤى وتحليلات متعمقة بشأن أهم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والعالمية، سواء كانت ذات صلة مباشرة أم غير مباشرة بالشأن المصري؛ بما يُسهم في إثراء النقاش الفكري حول مجموعة متنوعة من القضايا والموضوعات التي تفرض نفسها على الساحة.
وأشار “الجوهري” إلى اهتمام مركز المعلومات بإصدار مجلة “آفاق استراتيجية” بصورة دورية بمشاركة كوكبة من الخبراء والمفكرين من داخل مصر وخارجها، وذلك حرصاً منه على إمداد صانع القرار والجمهور المتلقي برؤى واسهامات قيمة تجاه مختلف القضايا والموضوعات لاسيما ذات الصبغة السياسية في ظل إقليم يموج بالتفاعلات وعالم تكتنفه تحديات جادة.
وفي مستهل هذا العدد، أوضح “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء”، في كلمته الافتتاحية، أن التوترات الإقليمية في المنطقة تستمر بصورة غير مسبوقة، وهو ما زاد من المخاوف العالمية من اندلاع حروب واسعة النطاق، خصوصاً بعد أن دخلت الحرب في قطاع غزة شهرها التاسع مع تعقد آفاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واتساع رقعة المواجهة على الحدود اللبنانية، وفي وسط هذه الأجواء شديدة التوتر، يأتي إصدار هذا العدد الجديد من دورية “آفاق استراتيجية” ليسلط الضوء على هذه الحرب.
وأضاف “مركز المعلومات” أنه تم اختيار “حرب غزة وآفاق التسوية”، ليكون ملف العدد، وذلك في محاولة لفهم تأثير هذه الحرب على إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، بالإضافة إلى سباق النفوذ الدولي في المنطقة، ومستقبل السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، لاسيما أن الحرب في غزة تنعكس على الحسابات الانتخابية الأمريكية، وذلك بجانب استشراف آفاق اليوم التالي للحرب.
وفي خِضم هذه التطورات والأحداث وانعكاساتها على الساحتين الإقليمية والدولية، ناقش العدد جملة من القضايا والموضوعات المحورية من خلال رؤى وتحليلات متعمقة من قبل عدد من المفكرين والخبراء والكتاب، استهلها بمقال للدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «المصري اليوم»، ورئيس مجلس المستشارين بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، بعنوان “أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي”، طرح خلاله سؤالاً بحثياً وهو: هل تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟، مشيراً إلى أن الإجابة المباشرة على هذا السؤال هي: “ليس في المستقبل المنظور”! وبعد ذلك فإن كل الاحتمالات مفتوحة وتتوقف على نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية التي تعيش الآن عامها الثالث، والتي حصلت فيها أوكرانيا حتى الآن على البقاء، بينما حصلت روسيا على ٢٠٪ من الأراضي الأوكرانية، وفي اللحظة الراهنة فإن روسيا لديها اليد العليا في العمليات العسكرية. ويعود التقدير إلى أسباب منطقية “جيو سياسية” و”تاريخية”، وأخرى ترتبط بكون الحرب الحالية قامت بدرجة أو بأخرى بمرجعية مترددة بشأن هذا الانضمام سواء من داخل أوكرانيا، أو من داخل الولايات المتحدة الدولة القائدة في الحلف، وثالثة أن الحرب الروسية-الأوكرانية الراهنة لا يمكن إيقافها في زمننا هذا إلا بمعادلة تتضمن عدم انضمام أوكرانيا للحلف، مضافًا لها عناصر استراتيجية أخرى تعوِّض أوكرانيا باللحاق بالاتحاد الأوروبي.
وتضمن العدد كذلك مقالاً للدكتور محمد السعيد إدريس، بعنوان ” تحديات الناتو في مواجهة الطموحات الروسية”، أشار خلاله إلى أن حلف الناتو أضحى عاجزاً عن ملاحقة تداعيات الصراع مع روسيا وعلى الأخص في أوكرانيا، كما أن ملامح العجز الأطلسي مزدوجة، تتمثل في فشل وزراء خارجية الحلف في تدبير مصادر التمويل اللازمة لتمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا، إضافة إلى الفشل أو التردد الصريح في قبول عضوية أوكرانيا في الحلف، مشيراً إلى أن حلف الناتو أصبح مهدداً بتزايد “الانعزالية الأمريكية”، وذلك إلى جانب عجز أوروبا عن “التكيف” مع متطلبات القيام بدور أساسي في تحمل أعباء قيادة الحلف وتكاليفه المالية، مضيفاً أن أوروبا لا تزال بعيدة عن مسؤولية تحمل نصيبها من المهام الدفاعية لحلف الناتو، في الوقت الذي لم تعد فيه القدرات الأمريكية كافية لتحمل المسؤولية منفردة.
علاوةً على ذلك، ناقشت رؤى وتحليلات المفكرين والخبراء موضوعات وقضايا متنوعة، وهي “تصاعد دور الناتو.. بين القبول والرفض في شرقي آسيا”، و”الانتخابات الإيرانية.. هل تقود إلى تحول في السياسة الخارجية؟”، و”دوافع ومآلات التقارب المصري التركي”، وكذلك “معضلة النيجر: تقييم تراجع نفوذ الولايات المتحدة في غرب إفريقيا”، و” الأبعاد الجيو-سياسية والاستراتيجية للمبادرة الأطلسية المغربية لدول الساحل والصحراء”، وأخيراً “البرلمانات ودبلوماسية العلوم: بناء جسور التعاون بين العلم والبرلمان”.
وقدَّم العدد ملفاً خاصاً بعنوان “حرب غزة وآفاق التسوية”؛ وذلك بغية مناقشة وتحليل تطورات الأوضاع في ضوء هذه الحرب وانعكاساتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتطرَّق الملف إلى عدد من الموضوعات والقضايا وثيقة الصلة بهذه الحرب الذي يتابعها العالم أجمع عن كثب، من بينها تحليل للدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن “حرب غزة وإعادة ترتيب المشهد الإقليمي”، انتهى خلاله إلى أن حرب غزة الحالية قد أفضت إلى تغيرات نسبية في أوزان القوى الفاعلة في المنطقة، غير أنها لم تحدث حتى الآن تغيرًا في نماذج تفاعلات الدول العربية مع محيطها الإقليمي، لكننا يجب ألا ننسى أن الحرب ما زالت مفتوحة النهايات، وهي إما أن تنتهي إلى سيناريو مشابه لانتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في ٢٠٠٦، أي إلى تسوية متوازنة، وهو ما يمكن أن يفتح الطريق لشرق أوسط أكثر استقرارًا بتسوية متوازنة ولو نسبيًّا للصراع العربي الإسرائيلي سوف تستغرق وقتًا طويلًا بالتأكيد، أما السيناريو المحتمل الثاني فهو أن تنتهي المواجهة الحالية -لا قدر الله- بانتصار عسكري لإسرائيل يمكنها بدعم من حلفائها من فرض مزيد من الترتيبات الشوهاء في المنطقة، بما يعزز استمرار الصراع الممتد فيها وانعكاساته السلبية الأكيدة على الاستقرار الإقليمي، كذلك لابد أن يحظى الصعود الإيراني الذي أفضت إليه المواجهة الحالية وتصدر قوى ذات مرجعية إسلامية لهذه المواجهة باهتمام علمي جاد لاستشراف مستقبل المنطقة من منظور هذين التطورين.
وفي سياق ملف العدد، أوضح السفير/ رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في مقال له تحت عنوان “الحرب على غزة وتنافس القوى الدولية في المنطقة”، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد أدت إلى عدة أمور مهمة، من أبرزها إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي والإعلامي العالمي بعد تراجع كبير، وإظهار حقيقة المواقف الأمريكية والغربية من حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وأنها مجرد شعارات تسقط عندما تصطدم بمصالحهم الاستراتيجية، وأن النظام الدولي تسيطر عليه بدرجة كبيرة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وأن إسرائيل محمية أمريكية، تدعمها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وأنه طالما أمِنت إسرائيل من توقيع عقوبات عليها على ما ترتكبه من جرائم فإنها لن ترتدع ولن تتراجع عن سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين ودول المنطقة.
كذلك أوضحت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أن وجود وتنافس القوى الدولية في الشرق الأوسط مرتبط بدرجة كبيرة بما تريده الدول العربية ذاتها ودول الجوار في المنطقة، ومدى التنسيق فيما بينها وسد الثغرات الكبيرة التي يدخل منها النفوذ والسيطرة الخارجية. وسيستمر التنافس بين القوى الدولية للحصول على مزيد من المصالح ومراكز النفوذ، باعتبار أن الشرق الأوسط واحد من المناطق بالغة الأهمية الاستراتيجية في العالم، من حيث الموقع والموارد والإمكانيات البشرية. وستعمل الولايات المتحدة الأمريكية على زيادة وجودها وتقوية مراكز نفوذها في المنطقة في مواجهة تنامي النفوذ الروسي والصيني.
واتصالاً بذلك، أشار السفير محمد توفيق، سفير مصر الأسبق بواشنطن، في مقاله المعنون بـ ” الحرب في غزة ومستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي والغربي على أكثر من جبهة لم يعزز قدرة إسرائيل على الردع بقدر ما أظهر مدى اعتمادها على الدعم الأمريكي والغربي غير المباشر والمباشر أيضًا، وأنه في ظل المذابح الممتدة ضد الفلسطينيين العُزَّل، ورفض الساسة الإسرائيليين للتسوية السياسية المبنية على حل الدولتين، لم يكن مستغربًا أن تتعثر الجهود الأمريكية لبناء نظام أمني إقليمي جديد يجمع إسرائيل وعدداً من الدول العربية في مواجهة إيران، مشيراً على أنه على صعيد الشرق الأوسط، تظل إيران الدولة الوحيدة القادرة على تهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وسيكون احتواؤها هدفًا أساسيًّا، خاصة بعد التقدم الكبير الذي أحرزه برنامجها النووي.
من جانبه، وفي مقال له بعنوان “تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية الجديدة وآفاق اليوم التالي للحرب في غزة”، للسفير دكتور عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، أشار خلاله إلى أن أغلب سيناريوهات “اليوم التالي”، تظل في طور الإعداد ولم يتم مناقشتها بعمق، بما في ذلك قضايا أساسية، مثل: عدم اضطلاع حماس بأي دور في غزة بعد الحرب، حسبما يطالب الإسرائيليون وحلفاؤهم الأمريكيون، وتحديد علاقة غزة بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وفي هذا السياق تشير بعض التقديرات إلى أن اليوم الأكثر أهمية بعد الحرب، ليس “اليوم التالي”، وإنما “اليوم الفاصل”، حيث الحاجة إلى تدفق الدعم الإنساني والخدمات المدنية، بما يتجاوز مجرد المساعدات الإنسانية الطارئة، حتى مع استمرار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي. ويتطلب مثل هذا الدعم إرادة سياسية إسرائيلية للتخطيط وتحديد أولويات الفلسطينيين، إلى جانب الخبرة والتمويل الدوليين.
كما ناقش ملف العدد موضوعات وقضايا محورية ذات الصلة بحرب غزة وآفاق التسوية؛ وهي ” السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء حرب غزة”، و”الحرب على غزة وعولمة المشاعر الطلابية”، وكذلك “بريطانيا وإسرائيل.. تاريخ متواصل من الدعم”، و”معضلة الاختصاص: إلى أي مدى سوف يؤثر قرار محكمة العدل الدولية في دعوى نيكاراجوا ضد ألمانيا على حرب غزة؟، و”انعكاسات حرب غزة على الحسابات الانتخابية الأمريكية”، وأخيراً “بديل هش: هل تستخدم الولايات المتحدة الميناء البحري الجديد للتحكم في قطاع غزة؟”.
واستعرض العدد الجديد كذلك مجموعة من المتابعات لأبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية لكبار الخبراء والمتخصصين في المجالات السياسية، والتي تناولت المشهد السوداني بين فرص السلم واستمرار الحرب ، ومستقبل الاستقرار في العراق في ضوء مفاوضات بغداد-أربيل، و”تحالف أسبيدس”… مستقبل مهمة التحالف الأوروبي في الشرق الأوسط، وكذلك مقالاً بعنوان “داعش خراسان واستهداف موسكو”، و”قراءة في كتاب” النظام الدولي الراهن.. أيّ ضمانات للأمن الدولي؟”، و”الصراع الجيواستراتيجي على مواني شرق إفريقيا (دراسة حالة: اتفاقية ميناء تنزانيا مع دبي.. قراءة مستقبلية).
كما تضمنت متابعات العدد مناقشة وتحليل لموضوعات أخرى، مثل “حظر المنصات الرقمية ما بين الفاعلية وحرية الاستخدام”، و “قانون رواندا.. هل ينجح في الحد من تدفقات الهجرة إلى المملكة المتحدة؟”، وكذا “زيارة رئيس غينيا بيساو لإسرائيل.. الأسباب والتداعيات”، و”تيليجرام.. بين خصوصية البيانات ومخاطر التطرف”، وأخيراً “ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.. الدوافع والتحديات”.
كذلك تضمن العدد عدة عروض بحثية لمجموعة متنوعة من الباحثين، أبرزها بعناوين ” الصراع القادم مع حزب الله”، و” ما بين الإصلاح والحل.. خيارات متاحة للأونروا”، وكذلك “إيتمار بن غفير: من مستوطن إلى وزير للأمن القومي الإسرائيلي”، و ” الصين والولايات المتحدة الأمريكية.. هل بدأت الحرب الباردة الجديدة؟”، وأخيراً ” مستقبل قانون النمو والفرص في إفريقيا”.
واختتم العدد بمقال بعنوان “حرب غزة والمزيد من التناقضات الإنسانية” للدكتورة خديجة عرفة، رئيس محور التواصل المجتمعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أوضحت خلاله أنه ورغم أن حالة حرب غزة لم تكن كاشفة بقدر ما هي مؤكدة على كم التناقضات والتوظيف الانتقائي للقيم الإنسانية من قبل الدول الغربية، فإنها تفردت بكم انتهاكات غير مسبوق للمبادئ الإنسانية، مخلفة أزمة إنسانية غير مسبوقة، وهو ما يمثل هزة قوية للعديد من القيم الغربية المترسخة، ويستدعي التوقف الدولي إزاء هذا التناقض، وضرورة المراجعة الفكرية والكشف عن زيف الادعاءات الغربية فيما يتعلق بالعديد من القيم الديمقراطية والإنسانية التي لطالما استخدمها الغرب بصور متناقضة وانتقائية وبما يخدم مصالحه الخاصة.
تجدر الإشارة، إلى أن هذا العدد قد بلغت حجم المساهمات داخله 35 مقالاً وتحليلاً وعرضاً تقديمياً، لكوكبة من أبرز المفكرين والكتاب والخبراء والباحثين المتخصصين في الشؤون السياسية من داخل مصر وخارجها، إضافة إلى مجموعة من خبراء مركز المعلومات وباحثيه.