“معلومات الوزراء” يستعرض التداعيات الواردة بتقرير الأمم المتحدة حول تأثير التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر على دول العالم
نشرت بواسطة:
كتب / وحيد الصباح
في إطار اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الدولية التي تدخل في نطاق اهتمام الشأن المصري، سلط المركز الضوء على تقرير “منظمة الأمم المتحدة” والذي استعرض التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية على غالبية دول العالم، وركز على ارتفاع مستوى سطح البحر وتهديده للعديد من الدول والمدن الساحلية، حيث أنه لا يمثل فقط تهديدًا في حد ذاته وإنما عاملًا مضاعفًا للأخطار الأخرى.
وأوضح التقرير أن ارتفاع مستوى سطح البحر يسبب العديد من المشكلات بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من المناطق الساحلية المنخفضة حول العالم، كما يهدد ارتفاع منسوب مياه البحار حياة الملايين، ويعرقل بدوره الوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية.
وأكد التقرير أن ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يتسبب في الحاق الضرر بالعديد من القطاعات والصناعات الرئيسية مثل الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة، كما يمكن أن يساهم في تسرب المياه المالحة وتدمير البنية التحتية الحيوية بما في ذلك أنظمة النقل والمستشفيات والمدارس، خاصة عندما اقترن ارتفاع مستوى سطح البحر بظواهر الطقس المتطرفة المرتبطة بأزمة المناخ.
لفت التقرير الانتباه إلى ما صرحت به المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنه حتى وإن اقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فسيظل هناك ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجتين، فسيتضاعف ارتفاع مستوى سطح البحر، ومع زيادة درجات الحرارة بشكل أكبر سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل هائل، مما يُفاقم المخاطر التي ستواجه المدن الكبرى في كل قارات العالم تقريبًا.
كما أشار التقرير إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر تتسبب في حدوث الفيضانات وتآكل السواحل في غرب إفريقيا، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية، وتقويض الزراعة وخسائر في الأرواح.
وفي شمال إفريقيا، يؤدي تسرب المياه المالحة إلى تلويث الأرض وموارد المياه العذبة، إلى جانب تدمير المحاصيل الزراعية وسبُل العيش على حد سواء، مما يساهم في زيادة حدة التنافس على موارد المياه العذبة النادرة.
وأشار التقرير إلى البيانات الصادرة عن وكالة ناسا الفضائية، والذي يوضح أن القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” تفقد ما معدله 150 مليار طن من كتلة الجليد سنويًّا، كما تشهد القارة ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بشكل أسرع مما يؤدي إلى فقدان 270 مليار طن سنويًّا.
كما تطرق تقرير منظمة الأمم المتحدة إلى الكيفية التي يسبب بها ذوبان الجليد في جبال الهيمالايا، حيث يؤدي إلى تفاقم الفيضانات في باكستان، ولكن مع انحسار هذه الأنهار الجليدية خلال العقود المقبلة، ستتقلص أنهار السند والجانج وبراهمابوترا بمرور الوقت، كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر المقترن بالتسرب العميق للمياه المالحة سيجعل أجزاء كبيرة من دلتا هذه الأنهار غير صالحة للسكن.
أشار التقرير إلى تحذيرات منظمة الأمم المتحدة في تقريرها من أن تداعيات ارتفاع منسوب مياه البحار بدأت بالفعل في خلق مصادر جديدة لعدم الاستقرار والصراع، داعيًا إلى ضرورة العمل عبر ثلاث مجالات في سبيل مواجهة هذا المد المتزايد من انعدام الأمن، وهي؛ ضرورة مواجهة أزمة التغيرات المناخية والتي تعتبر السبب الجذري لارتفاع مستوى سطح البحر، وتوسيع آفاق فهم الأسباب الجذرية لانعدام الأمن، وهذا يعني تحديد ومعالجة مجموعة أوسع من العوامل التي تقوض الأمن والاستقرار الاجتماعي بداية من الفقر والتمييز وعدم المساواة، إلى الكوارث البيئية مثل ارتفاع مستويات سطح البحر، ومعالجة آثار ارتفاع مستوى البحار عبر الأطر القانونية وأطر حقوق الإنسان، حيثُ أن ارتفاع مستويات سطح البحر يؤدي إلى تقلص مساحات اليابسة، وهو مدعاة للنزاعات المحتملة المتعلقة بالحدود الإقليمية والمساحات البحرية، كما يجب أن يتطلع النظام القانوني الحالي إلى المستقبل ويعالج أي ثغرات في الأطر القائمة.