كتبت مني جودت
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن تهجير الفلسطينيين لأراض أخرى يعد قنبلة موقوتة وسيؤدي لأزمة كبيرة ويعتبر تقويضًا لقرار حل الدولتين.
وأضاف لافروف – في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، عقب مباحثاته في قطر – “بحثت مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة قضايا الشرق الأوسط خصوصا التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية”.
وتابع “أننا نتقاسم مع قطر فكرة ضرورة تنفيذ الاتفاقات وعدم الالتفاف على قرارات مجلس الأمن بشأن إقامة دولة فلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين على أراضي أخرى”، متمنيًا أن يسفر مؤتمر القمة الذي سيعقد في القاهرة لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة قرارات تسهم في الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه.
وأوضح “أننا نتواصل مع قطر ونعمل بالتنسيق على مستوى المنظمات الإقليمية (جامعة الدول العربية) والدولية (الأمم المتحدة) بشأن الأوضاع في قطاع غزة”.
وبشأن الأوضاع في سوريا، أكد لافروف ضرورة أن تكون العملية السياسية متوازنة وبمشاركة كافة أطياف الشعب السوري لتهيئة الظروف للتطوير الاقتصادي والتجاري.
وحول الأوضاع في لبنان، قال “ما يثير قلقنا هو قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطوات خارجة عن الاتفاق، بانتهاكات تقوض الاتفاقيات وقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية والملف اللبناني”.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي امتنانه لقطر لمساهمتها في حل القضايا الإنسانية في الأزمة الأوكرانية وعودة الأطفال إلى أسرهم .
وقال “نرحب دائما بجميع المبادرات التي تقترحها دول المنطقة، حيث هناك دور لدولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، ونقيم جميع المبادرات الإنسانية التي تخفف من معاناة المواطنين المتأثرين بالأزمات”.
وبشأن التعاون مع قطر، أوضح لافروف أن هناك تعاونًا في مجال الطاقة مع قطر التي تعد من المستثمرين الكبار لـ”روس نفط” وهي مقر لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وهى منظمة هامة لاستقرار سوق الطاقة، بما في ذلك الغاز.
وأضاف أن هناك استثمارات بقيمة مليار دولار فيما يخص التعاون مع الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة سنستطيع من خلالها تطبيق الاتفاقيات المشتركة المختلفة.
الأزمة الأوكرانية:
وقال لافروف “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت كذب النظام في كييف بدءًا من المرسوم الذي صادق عليه زيلينسكي الذي يمنع المفاوضات مع روسيا، حيث نسمع دائمًا التصريحات حول عدم جدوى بدء المفاوضات وضمان الهيمنة على ساحة المعركة، ومن هذا المنطلق تقوم الدول الأوروبية بمساعدة أوكرانيا لتحقيق هذه الأوهام”.
وأضاف “أن أفضل مساعدة لحل الأزمة الأوكرانية تكمن في تفهم الأسباب الجذرية لبداية هذه الأزمة، وهو ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن قضية دخول أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) كانت من بين الأسباب الأساسية للأزمة الأوكرانية”.
وأوضح “أن النهج الأوكراني للقضاء على كل ما هو روسي في التعليم والثقافة وحظر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة في احترام الدين واللغة والثقافة للشعوب”.
ولفت إلى أن تفهم هذه الحقيقة والحقائق التي نقدمها دائما وتفهم الأسباب الجذرية سيعد أفضل مساعدة من أي دولة لحل الأزمة الأوكرانية على نحو عادل.
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس ترامب حول مسألة نشر قوات حفظ السلام ممكنة فقط بموافقة كلا الطرفين: قال “أعتقد أن هذا السيناريو الذي يطرحه ترامب ويمليه الأوروبيون يهدف فقط لتصعيد الأوضاع والحيلولة دون حل الأزمة، وروسيا لا يمكن أن تنظر في أي سيناريوهات أو نماذج لوجود قوات خارجية”، مشددا على أنه لن يكون هناك أي اتفاق من خلال إعادة تسليح كييف.
وأضاف “أن القضية تكمن في إبعاد الأسباب الجذرية للأزمة، والسبب الأساسي هو توسع حلف الناتو تجاه الشرق، واستخدام أوكرانيا كرأس حربة ضد روسيا، والسبب الثاني هو الإبادة المتعمدة لكل ما هو روسي”.