كلمــــة الأستاذ محمد محمود الأتربي رئيس مجلس الإدارة إتحاد المصارف العربية فــي حفل الإفتتاح ملتقــى ” البنك المستدام: دور التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والإمتثال لضمان الإزدهار و الإستقرار”

كتب محمد خالد

 أصحاب المعالي والسعادة والسيادة

أيّها الحضور الكريم، أسعد الله صباحكم بكلّخير،،،

يشرفني ويسعدني أن أكون معكم اليوم في ملتقى “دور التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال في ضمان الازدهار والاستقرار”، حيث نجتمع لمناقشة ثلاث ركائز أساسية لاستقرار المؤسسات: التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال. هذه الوظائف هي أساس ليس فقط لحماية مؤسساتنا المصرفية العربية، بل أيضًا لضمان ازدهارها في ظل التحديات الراهنة، وأودّ أنّ أشكركم جميعاً على مشاركتكم اليوم في هذا اللقاء الهام.

أيها الحضور الكريم،،،

في ظل مشهد الأعمال اليوم، تواجه المؤسسات المصرفية تحديات معقدة ومتغيرة. من التغير السريع في التكنولوجيا إلى متطلبات الامتثال المتزايدة، ومن التوترات الجيوسياسية إلى التوقعات العامة المتزايدة حول المسؤولية الاجتماعية والبيئية، لم يكن دور التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال أكثر أهمية من الآن.

بالنسبة للتدقيق الداخلي، فقد تطور دوره اليوم إلى ما هو أبعد من الرقابة التقليدية. أصبح التدقيق الداخلي شريكاً موثوقاً للقيادة، يساعد المؤسسات في تحديد ومعالجة المخاطر بشكل استباقي. فمن خلال توفير تقييمات مستقلة وموضوعية، يساعد التدقيق الداخلي في ضمان كفاءة العمليات وأمانها ومواءمتها مع الأهداف الاستراتيجية. وبهذا، أصبح التدقيق الداخلي بمثابة خط الدفاع الأول للمؤسسة في مواجهة المفاجآت والغير متوقع.

وبالنسبةلإدارةالمخاطر، فلم تعد المخاطر محصورة في قسم واحد أو مجالات عملياتية معزولة. إن عدم الاستقرار الاقتصادي، واضطرابات سلسلة التوريد، وتهديدات أمن البيانات، وتأثيرات التغير المناخي هي بعض من المخاطر متعددة الأوجه التي تواجهها المؤسسات اليوم. وعليه، تتطلب إدارة المخاطر الفعالة ليس فقط تحديد المخاطر بل أيضاً فهم كيفية تداخلها وتأثيرها على بعضها البعض. والمؤسسات التي تتفوق في إدارة المخاطر هي تلك التي تتبنى ثقافة الصمود والمرونة، مما يهيئها للتكيف مع التغيرات غير المتوقعة.

أما بالنسبة للإمتثال، فقد أصبح ركيزة للثقة والنزاهة. لقد نمت التوقعات التنظيمية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، واليوم يُتوقع من المؤسسات ليس فقط الامتثال، بل تجاوز المعايير المطلوبة، غالباً تحت رقابة عامة مشددة. والامتثال هو أكثر من مجرد تجنب الغرامات، إنه يتعلق ببناء ثقافة الشفافية والمساءلة والسلوك الأخلاقي. والمؤسسات التي تعطي الأولوية للامتثال لا تحمي فقط صحتها المالية بل تحمي أيضاً سمعتها، التي تعتبر أحد أهم الأصول.

أيها الحضور الكريم،،،

في سياق التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال، تواجه المصارف تحديات عديدة تتطلب استراتيجيات مبتكرة واستباقية. من أبرز هذه التحديات هو التغير السريع في البيئة التنظيمية والضغوط المتزايدة للامتثال لمجموعة متنامية من القوانين والمعايير الدولية. كما يمثل التطور السريع للتكنولوجيا تحدياً إضافياً، حيث يجب على المؤسسات التصدي لتهديدات أمن المعلومات وتطبيق حلول جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، مع الحفاظ على الامتثال لخصوصية البيانات وأمنها.

ومواجهة هذه التحديات، يجب على المؤسسات تعزيز ثقافة الشفافية والمرونة من خلال الاستثمار في فرق عمل مؤهلة ومتخصصة، وتطوير الأنظمة الداخلية لتمكين مراقبة مستمرة وسريعة للمخاطر. كما ينبغي تعزيز التعاون بين أقسام التدقيق وإدارة المخاطر لضمان تكامل الجهود.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تبني التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة العمليات وضمان الالتزام بالتغيرات التنظيمية بشكل أسرع وأكثر دقة.تكمن القوة في مواكبة تلك المتغيرات ومواجهة التحديات بإطار يركز على الابتكار والالتزام، مما يسهم في تعزيز القدرة على التكيف مع المتغيرات وضمان استمرارية وازدهار المصارف على المدى الطويل.

 أيها الحضور الكريم،،،

بالنظر إلى المستقبل، هناك عدة اتجاهات في كل من هذه المجالات تعمل على تغيير طريقة تعاملنا مع التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال. وأودّفي ما يلي استعراض بإختصاربعض هذه الاتجاهات وآثارها على مؤسساتنا المصرفية.

أولاً:تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي في التدقيق الداخلي

ثانياً:إدارة المخاطر المتكاملة والشاملة

ثالثاً: التكنولوجيا الرقابية (RegTech) في الامتثال

رابعاً:الأمن السيبراني والمرونة الرقمية

خامساً:وأخيراً التركيز على الاستدامة والمعاييرالبيئية والاجتماعيةوالحوكمة(ESG)

والتي أصبحت ذو أهمية متزايدة.

أيها الحضور الكريم،،،

في هذا الملتقى، لدينا الفرصة لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات للتعامل مع تحديات اليوم وتحديات المستقبل. لذلك، دعونا نستخدم هذا الوقت لتعزيز فهمنا وتشجيع التعاون وبناء أطر قوية تستطيع التعامل مع التحديات المعروفة وغير المعروفة.

وفي الختام، فإننيأحث كل واحد منكم على مواصلة الاستكشاف والابتكار في أدواركم في التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر والامتثال. من خلال القيام بذلك، تساهمون في خلق بيئة من الثقة، والمرونة، والحوكمة الأخلاقية التي تعود بالنفع ليس فقط على مصارفكم، بل أيضاً على المجتمعات والاقتصادات التي نعمل فيها.

وشكراً لأصغائكم،،،،

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس السيسي يؤكد دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة

كتبت مني جودت أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في ...