كتبت / سناء جوده
سعادة المدير العام فايز المطيري،
معالي وزراء العمل،
أصحاب السعادة ممثلي العمال وأصحاب العمل،
الزملاء الكِرام،
- يسعدني جدا التواجد معكم شخصيا للمشاركة في مؤتمر العمل العربي. ينعقد هذا المؤتمر في ظروف غير اعتيادية حيث يشهد عالم العمل تحولات تاريخية تعيد هيكلته وتنحت مساره لعقود قادمة.
- وأود ان أغتنم هذه الفرصة لأهنئ سعادة مدير عام منظمة العمل العربية السيد فايز المطيري بمناسبة تمديد فترة ولايته كمدير عام للمنظمة، حيث نتطلع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق مع منظمة العمل العربية.
- كذلك أهنئكم سعادة المدير العام على تقريركم المقدم في هذا المؤتمر تحت عنوان “الاقتصاد الرقمي وقضايا التشغيل”، والذي يبحث في التحولات الجوهرية والهيكلية وكذلك التحديات والفرص التي تحدثها “الثورة الصناعية الرابعة” في عالم العمل، ويقدم رؤية لما يمكن أن تحققه المنطقة العربية عبر التوسع في استخدام منظومة “التحول الرقمي” في اقتصاداتها.
- هذا الموضوع يقع في صلب عمل منظمة العمل الدولية، التي تدعو إلى حوار اجتماعي عالمي وتعاون تنظيمي بين عمال منصات العمل الرقمية وغيرهم، وأصحاب العمل، والحكومات، بهدف الوصول إلى نهج أكثر فعالية لوضع السياسات والأنظمة من أجل توفير فرص العمل اللائق وتعزيز نمو الأعمال المستدامة بشكل أكثر اتساقًا.
- بالنظر إلى عالم العمل على مستوى العالم، تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن العجز العالمي في ساعات العمل في 2022 يقدر بحوالي 52 مليون وظيفة بدوام كامل.
- اما بالنسبة لمنطقتنا العربية، فلا تزال ساعات العمل أقل من معدلها خلال فترة ما قبل كوفيد حيث ظهرت فجوة كبيرة تعادل 6 ملايين وظيفة بدوام كامل. كان يرتكز جزء كبير من هذا الأثر في قطاعي البناء والخدمات اللذين يستخدمان أعدادا كبيرة من العمال غير النظاميين والمهاجرين والفئات الضعيفة. لقد بلغت نسبة البطالة في المنطقة في عام 2021، 11.6 في المئة بين السكان عامة. أما معدل بطالة الشباب، الذي سجل 28.2 في المئة، ففاق ثلاث مرات معدل نظيره عند البالغين. كما وتأثر بالبطالة بشكل غير متناسب حوالي نصف الشابات الناشطات اقتصاديًا بنسبة تقارب (45.9٪).
- لقد أدى العجز في العمل اللائق في العالم العربي إلى إضعاف قدرات الشعوب والحكومات على الاستجابة للأزمات. ففي عام 2020، كان يعيش حوالي ثلثي سكان المنطقة العربية بدون الاستفادة من أي شكل من أشكال منافع الحماية الاجتماعية.
- لا يزال تعزيز القطاع الخاص وإدماج المرأة في سوق العمل من أهم مجالات التدخل، خاصة في ظل التطورات الإيجابية في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تشهد مشاركة القوى العاملة من الشباب والنساء ازدهارا. ينبغي الاستفادة من هذه الأمثلة وتقديم المساعدة العاجلة إلى الشابات والشبان الذين يزيد عددهم على 23 مليون شاب في جميع أنحاء المنطقة العربية والذين هم خارج دائرة العمالة والتعليم والتدريب، والذين تتضاءل آفاقهم في عالم العمل المتغير يوماً بعد يوم.
- على الصعيد الإقليمي، أود أن أثني على الهيئات المكونة للمنظمة الموجودة في المنطقة بالنسبة لالتزامها الجدي الذي قطعته على أنفسها في كل من المنتدى الوزاري المعني بالحماية الاجتماعية، والاجتماع الوزاري الرفيع المستوى والمعني بتعلم الشباب ومهاراتهم وانتقالهم إلى عمل لائق. إن مكتبنا على استعداد لدعم بلداننا لجهة زيادة ترجمة التزاماتها إلى إنجازات على أرض الواقع.
أصحاب السعادة؛ السيدات والسادة،
- أود أن أنتقل الآن إلى الاجتماع الإقليمي السابع عشر لآسيا والمحيط الهادئ لمنظمة العمل الدولية، الذي سينعقد حضورياً في الفترة الممتدة من 6 إلى 9 كانون الأول/ديسمبر 2022 في سنغافورة، والذي يشمل كلا من منطقتي آسيا والمحيط الهادئ والدول العربية في منظمة العمل الدولية.
- سيناقش الاجتماع الإقليمي السابع عشر لآسيا والمحيط الهادئ الإجراءات الرامية إلى تعزيز النمو الغني بالوظائف، وكذلك التدابير الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتعددية الأطراف بشأن قضايا عالم العمل. سيساعد هذا الحدث أيضا على التزام الهيئات الثلاثية المكونة لمنظمة العمل الدولية بشأن الأولويات المشتركة للعمل استنادا إلى إعلان بالي المعتمد في الاجتماع الإقليمي السادس عشر لآسيا والمحيط الهادئ في عام 2016، إعلان الذكرى المئوية لمنظمة العمل الدولية لمستقبل العمل لعام 2019، والدعوة العالمية للعمل الذي اعتمده مؤتمر العمل الدولي في عام 2021.
- سيشمل البرنامج مناقشات مواضيعية حول المواضيع الرئيسية الأربعة التالية:
-
- 1 ) جدول أعمال متكامل للسياسات من أجل تعافٍ محوره الإنسان يكون شاملا، مستداما ومرن؛
- 2) إطار مؤسسي لدعم الانتقال الى الطابع النظامي والعمل اللائق؛
- 3) الأسس القوية للحماية الاجتماعية والعمالة والمرونة؛ و
- 4) تنشيط نمو الإنتاجية والمهارات من أجل خلق وظائف أكثر وأفضل.
- إن هذا الاجتماع فرصة لكم، كممثلين للحكومات والعمال وأصحاب العمل، للالتقاء وتحديد مسار جَماعي للتصدي لتحديات عالم العمل التي تعترض منطقتنا في الوقت الراهن. لذلك أود أن أشجعكم بشدة على تشكيل وفودكم الثلاثية الأطراف، وأن تطلعوا بأنفسكم على وثائق المعلومات الأساسية التي ستتاح (بما في ذلك باللغة العربية) على الصفحة الالكترونية لمنظمة العمل الدولية المخصصة للاجتماعات اعتبارا من أوائل تشرين الأول/أكتوبر، والمشاركة بشكل شخصي فعال وحيوي في المناقشات التي ستدور في سنغافورة في كانون الأول/ديسمبر.
- وأخيرا، أؤكد مجددا على التزام منظمة العمل الدولية بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع منظمة العمل العربية ومع العمال وأصحاب العمل والحكومات نحو تحقيق العمل اللائق والعدالة الاجتماعية للجميع في المنطقة العربية.
- أتمنى لكم مداولات مثمرة. وشكراً جزيلا.