كشف أثري فريد فى جبل السكري يظهر طريقة المصريين القدماء فى استخلاص الذهب من الصخور

كتبت زيزي محمود

انتهت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، من أعمال مشروع “إحياء مدينة الذهب القديمة” بجبل السكرى جنوب غرب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، بالتعاون مع إدارة منجم السكري، وذلك بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لنقلها وموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

وتضمن المشروع القيام بأعمال الحفر الأثري وتصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاثة كيلومتر شمال الموقع القديم وخارج مسار أعمال التعدين الحديثة التي تتم حالياً بمنجم السكرى.

قصة التعدين 

ويوضح الدكتور مختار رسمى ناشد فى بحثه عن اقتصاديات الجيولوجيا والمعادن فى مصر القديمة، تنشر بوابة الأهرام مقتطفات منه ،أنه كان يوجد الذهب فى الحصي والرمل الناتجة من تفتت الصخور بسبب السيول والأمطار، أو فى بعض عروق المرو “الكوارترز.

وقد تمكن المصريون القدماء من استخراج الذهب منذ عصر ما قبل الأسرات، كما تمكنوا فى صنع حلى ومجوهرات منه.

وأوضح مختار رسمى ناشد، أن المصريين تمكنوا من استخراج الذهب من رواسب الوديان فى جبل شيست فى الصحراء الشرقية، وتظهر التلال كأنه حرثت، وكذلك فى السكري والفرافير، وأيضا فى بلاد النوبة، وفى قفط بقنا بوادى الحمامات ، ووصل عمق الحفر إلى مائة متر، وكانت عندهم مهارة فائقة فى الاستخراج، وكانوا يقومون بالبحث بالمطارق، ثم طحنه بواسطة طواحين ثم غسله بالماء.

بدوره يقول الدكتور محمود حامد الحصري ،مدرس الآثار بجامعة الوادي الجديد فى تصريح لبوابة الأهرام، إن مصر كانت مشهورة بأن الذهب عندها مثل التراب ، لذا كان معدن الفضة هو الأغلى لندرته وكانت مصر تقوم باستيراده، مؤكدا على  إن هناك العديد من النقوش الأثرية التي وجدت في المناطق المصرية، تبين نشاط المصريين القدماء في استخراج النحاس والفيروز والذهب وخلافه من المعادن الهامة في تلك الفترة، في مناجم وادي المغارة عُثر في هذه المناجم على حوالي 45 نقشًا، يرجع أغلبها للدولتين القديمة والوسطى، وأقلها للدولة الحديثة، وهي نقوش سُجلت بالكتابة الهيروغليفية.

وأوضح الحصري، أن من ضمن المناطق التي استخدمها الفراعنة القدامي جبل الزيت: ميناء برأس غارب يقع شمال الغردقة، وادي الحمامات: تقع في الطريق الرابط بين مدينة قفط بقنا ومدينة القصير بالبحر الأحمر، وكذلك مرسى جواسيس على ساحل البحر الأحمر بالصحراء الشرقية في مصر، إلى جنوب سفاجا وإلى شمال مرسى علم، وادي الهودي ويقع في صحراء مصر الشرقية، على بعد 25 كم جنوب شرق أسوان، مؤكدا أن شهرة الذهب فى العالم القديم بدأت من خلال مصر

كشف أثري
وأعرب  شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن سعادته بما تم الكشف عنه من آثار توضح أسرار تاريخ هذه المنطقة، مؤكداً على أن هذا المشروع يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على آثار وتراث مصر الحضاري بالتوازي مع تنفيذ خطة الدولة المصرية في تنمية المشروعات التنموية والاقتصادية.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن بقايا معسكر لأعمال التعدين يرجع تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، به بقايا مصنع متكامل لاستخلاص الذهب من عروق المرو وتكسير وطحن وسحق حجر الكوارتز مرورا بأحواض التصفية والترسيب حتى مرحلة الصهر في الأفران الفخارية واستخلاص الذهب.

كما تم الكشف عن بقايا عاصر معمارية لمنازل عمال المناجم والورش وأماكن التعدين ودور العبادة والمباني الإدارية والحمامات البطلمية، وبقايا عناصر معمارية من العصور الرومانية والإسلامية، بالإضافة إلى العثور على مجموعة من  اللقى الأثرية منها 628 أوستراكا عليها كتابات بالخط الهيروغليفي والديموطيقي واللغة اليونانية، وعدد من العملات البرونزية من العصر البطلمي ومجموعة كبيرة من تماثيل التيراكوتا لأشكال آدمية وحيوانية من العصر اليوناني الروماني وتماثيل حجرية صغير الحجم بعضها غير مكتمل لباستت وحربوقراط وخمسة موائد قرابين من العصر البطلمي، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأحجام والأشكال والاستخدامات فمنها للحياة اليومية والعطور والعقاقير والمباخر فضلا عن مجموعة من الخرز المشغول من الأحجار الكريمة وأدوات الزينة من الأصداف المشغولة.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أهمية هذا المشروع، بما ساهمه في فهم التقنية التي استخدمها المصري القديم لاستخلاص الذهب من الصخور، وفهم أفضل للحياة المجتمعية والدینیة والاقتصادية لعمال المناجم بالمدن الصناعية بالصحراء الشرقية على مر العصور.

ومن جانبه أشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار إلى إنه في إطار المشروع تم تصوير وتوثيق وترميم العناصر المعمارية الأثرية التي تم العثور عليها ونقلها إلى منطقة أخرى آمنة على بعد ثلاث كيلومتر شمال الموقع القديم وخارج مسار أعمال التعدين الحديثة التي تتم حالياً، كما تم عمل محاكاه لهذا المعسكر على مساحة ست أفدنة، وبناء مركز للزوار به شاشات عرض كبيرة تعرض مراحل أعمال المشروع وصور لما تم اكتشافه من تماثيل وأواني وغيرها من القطع الأثرية بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات التعريفية والمعلوماتية عن تاريخ المنطقة.

 

 كشف أثري فريد فى جبل السكريكشف أثري فريد فى جبل السكري

 

 كشف أثري فريد فى جبل السكريكشف أثري فريد فى جبل السكري

 

 كشف أثري فريد فى جبل السكريكشف أثري فريد فى جبل السكري

 

 كشف أثري فريد فى جبل السكريكشف أثري فريد فى جبل السكري

 

 كشف أثري فريد فى جبل السكريكشف أثري فريد فى جبل السكري

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

موعد انتهاء الموجة شديدة البرودة وبداية ارتفاع درجات الحرارة

كتبت زيزي محمود كشفت الارصاد  الجوية، أن اليوم الثلاثاء أخر أيام الموجة شديدة البرودة التى ...