وأكد بنك التنمية الإفريقي- في تقرير حول الحدث الذي عقد، أمس – الحاجة الماسة للتكيف مع المناخ في إفريقيا، والاستجابة للدعوة إلى وضع رأس مال لبرنامج تسريع التكيف في إفريقيا (AAAP).

ونقل التقرير عن رئيس الاتحاد الإفريقي ماكي سال قوله “هذه خطوة محورية في مكافحة تغير المناخ ستمنح الالتزامات التي قطعها شركاء إفريقيا بشأن برنامج تسريع التكيف في القارة الدفعة التي يحتاجها لتحويل مسار التنمية في أكثر قارات العالم تعرضًا لتغير المناخ، أنا واثق من قدرة برنامج (AAAP) على تحقيق نتائج لإفريقيا”. 

وأوضح أن برنامج تسريع التكيف في إفريقيا هو مبادرة مملوكة للقارة وتقودها وضعها المركز العالمي للتكيف (GCA) وبنك التنمية الإفريقي (AfDB) بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي، وهو بمثابة تنفيذ لمبادرة التكيف في إفريقيا (AAI) لتعبئة 25 مليار دولار لتحقيق التكيف مع المناخ وتوسيع نطاقه وتسريع وتيرته في جميع أنحاء إفريقيا، فمنذ عام 2021، قامت (AAAP) بتعميم التكيف مع المناخ في استثمارات تزيد على 3.5 مليار دولار في 19 دولة.

ومن ناحيته.. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: “أريد أن أعبر عن تضامني التام مع برنامج تسريع التكيف في إفريقيا، وأحث المجتمع الدولي على دعم إفريقيا لتعبئة الموارد التقنية والمالية لتوسيع نطاق التكيف التحويلي”.

وبدوره.. قال رئيس غانا أكوفو أدو: “من خلال هذا البرنامج المبتكر، طورت إفريقيا خطة للنمو، وخلق الوظائف والفرص، وللتصدي لأزمة المناخ، إن تركيز (AAAP) الفريد على قضية التكيف مع المناخ سيسهم أيضًا في زيادة الاستقرار والتقدم في إفريقيا وحول العالم”. 

وأضاف أن (AAAP) تتوازى مع خطط غانا للتصدي لتغير المناخ لأن غانا تتزعم منتدى قابلية التأثر بالمناخ (CVF)، لقيادة الجهود من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم لتحفيز وتعبئة الاستثمار من خلال خطط ازدهار المناخ”. 

وفي السياق.. قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة جيمس كليفرلي إن المملكة ستقدم 200 مليون جنيه إسترليني إلى نافذة العمل المناخي التابعة لبنك التنمية الإفريقي، بالإضافة إلى مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني الذي تم الإعلان عنه في (COP26) في جلاسجو لمرفق تمويل (AAAP).

وأشار إلى أن تغير المناخ له تأثير مدمر على الدول في إفريقيا جنوب الصحراء التي تواجه الجفاف وأنماط الطقس المتطرفة، والتي تلقت تاريخيا نسبة ضئيلة من التمويل المتعلق بالمناخ، لافتا إلى أن هذه الآلية الجديدة ستشهد توفير التمويل الحيوي إلى أولئك الأكثر تضرراً من تأثيرات تغير المناخ، بسرعة أكبر بكثير.

وجدد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الالتزام الذي تم التعهد به في قمة التكيف الإفريقي التي عقدت في سبتمبر، وهو أن هولندا ستساهم بمبلغ 110 ملايين يورو في برنامج (AAAP)، وتنقسم الى 10 ملايين يورو لدعم مرفق التمويل الأولي، و100 مليون يورو لنافذة العمل المناخي لصندوق التنمية الإفريقي في بنك التنمية الإفريقي، وذلك كجزء من التزام هولندا بتخصيص نصف تمويلها المناخي القائم على المنح بالكامل، للتكيف مع المناخ مع التركيز على إفريقيا.

وكرر رئيس الوزراء النرويجي جوناس جار ستور دعوات القادة الأفارقة للدول لتوسيع نطاق التمويل بسرعة للتكيف مع المناخ، قائلاً: “أزمة المناخ هنا والآن، حيث تصبح سنوات من التقدم المحرز في خطر”.

وتابع: “ستؤدي مشاريع (AAAP) إلى نتائج فعالة للتكيف مع المناخ، والتكيف هو أجندة النمو وأجندة الوظائف، وأجندة الازدهار، ونيابة عن النرويج أتطلع إلى مواصلة هذه الشراكة والاستثمار فيها ودعمها مع المركز العالمي للتكيف”.

ومن جهتها.. أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا الحاجة إلى تسريع التكيف في إفريقيا، قائلة: “من الأهمية دعم تكيف إفريقيا، ويكمل برنامج (AAAP) صندوق المرونة والاستدامة التابع لصندوق النقد الدولي، والذي يساعد الدول على مواجهة الصدمات الخارجية مثل تغير المناخ وضمان النمو المستدام”.

وقال رئيس مجموعة بنك التنمية الإفريقي الدكتور أكينوومي أديسينا: “تعاني إفريقيا من الآثار المدمرة لتغير المناخ، قارتنا تعاني من نقص في التغيير بسبب تمويل المناخ، وستساعد المساهمات في مرفق التمويل الأولي لبرنامج تسريع التكيف في إفريقيا ونافذة العمل المناخي- التي يديرها بنك التنمية الإفريقي- في استثمار البرنامج، ومع زيادة رأس المال، سيمكننا تقديم الاستثمار المطلوب بشكل أفضل لسد فجوة تمويل التكيف، ونريد أن نضمن أن المجتمعات الأكثر ضعفا يمكن أن تستفيد من مستقبل مستدام ومزدهر”.

واختتم الرئيس التنفيذي للمركز العالمي للتكيف باتريك فيركويجين ببيان يؤكد قوة تأثير مرفق (AAAP) حتى الآن، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد زر توقف مؤقت بشأن أزمة المناخ، يجب أن تتكيف إفريقيا مع تهديد تغير المناخ، وأن يحدث ذلك الآن”.
وتابع: “من خلال برنامج (AAAP)، رسمت إفريقيا طريقها نحو مستقبل لشبابها ونموها الاقتصادي وازدهارها بفضل التعافي من آثار تغير المناخ”.

تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) ، خلال الفترة من 6 – 18 نوفمبر 2022 والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة هامة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا؛ولتنفيذ ماجاء فى اتفاق باريس 2015 وتفعيل ماجاء فى مؤتمر جلاسكو 2021 من توصيات، وحشد العمل الجماعي بشأن اجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.

ويشارك 110 من رؤساء الدول والحكومات في فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)؛ إلى جانب 10 آلاف من منظمات المجتمع المدني، و26 ألفا و500 يمثلون الوفود الرسمية والهيئات، و3 آلاف و321 إعلاميا، بإجمالي 44 ألفا و174 مشاركا.