بِقَلَمٍ / سَيِّدُ مِرْسَالْ
يَوْمًا مَا وَمَعَ مُرُورِ اَلْوَقْتِ وَتَقَلُّبَاتِ اَلْحَيَاةِ سَتَعْرِفُ وَتَتَأَكَّدُ أَنَّ اَلْمَحَبَّةَ لَا تَأْتِي بِطُولٍ اَلْعَشَرَةَ حِينِهَا فَقَطْ سَتُدْرِكُ وَتَعْرِفُ أَنَّ اَلتَّفَاهُمَ وَالِاهْتِمَامَ . أَسَاسُ كُلِّ عَلَاقَةٍ حَتَّى وَإِنْ قَصَّرَتْ اَلْعَشَرَةَ فَالْبَعْضِ يَقُولُونَ إِنَّ اَلْبَعِيدَ عَنْ اَلْعَيْنِ يَبْقَى بَعِيدًا عَنْ اَلْقَلْبِ إِذًا لِمَاذَا اَلْإِحْسَاسُ اَلَّذِي يُرَوّغنَا ! ! فَكَمْ مِنْ بَعِيدٍ هُوَ أَقْرَبُ لِلْوَرِيدِ فَبْتَالْي هُنَا لَا بُدَّ مِنْ أَنْ نَعْرِفَ وَنُدْرِكُ أَنَّ سُكَّانَ اَلْأَعْمَاقِ مَا سَكَنُوهَا مِنْ فَرَاغٍ أَوْ عَبَثٍ . بَلْ جَعَلُوا خَوَاطِرُنَا تَفَوَّقَ كُلُّ اِهْتِمَامَاتِهِمْ حَتَّى ظِلِّ عَطَائِهِمْ بِلَا مُقَابِلٍ لِأَنَّ اَلْأَرْوَاحَ اَلَّتِي فِيهَا شَيْءُ مِنْ رُوحِكَ تَظَلّ تُعَانِقُ رُوحَكَ رَغْمَ اَلْبُعْدِ وَالْمَسَافَاتِ فَغِيَابِ اَلشَّيْءِ عَنْ اَلْعَيْنِ لَا يَعْنِي عَدَمً. . . وُجُودُهُ لِأَنَّ هُنَاكَ مَكَانًا يَظَلُّ أَرْقَى بَلْ وَأَجْمَل بِكَثِيرٍ مِنْ اَلْعَيْنِ وَهُوَ اَلْقَلْبُ فَبَعْضُ اَلْأَحْيَانِ تَمُرُّ فِي حَيَاتِنَا قُلُوب لَا نَعْرِفُ إِذَا كَانَتْ قَدْرًا أَمْ صَدَفهُ فَيُصْبِحُونَ أَغْلَى قُلُوبِ حَتَّى عِنْدَمَا نَسْأَلُ أَنْفُسُنَا . هَلْ نَعْرِفُهُمْ أَمْ نَحْنُ مَحْظُوظُونَ حَقًّا حِينَ عَرَفْنَاهُمْ ! ! فَعِنْدَ ذَلِكَ بِالتَّحْدِيدِ سَنُدْرِكُ أَنَّ اَلْأَرْوَاحَ حِينَ تَتَأَلَّفُ لَا نَمْلِكُ حَقُّ اَلِاخْتِيَارِ . . .