(في همسات القلوب) 

لك أن تتخيل أو تتصور أو حتى تفكر كيف تستطيع  أن تقنع نفسك في يومٍ من الأيام أن تكون متسامحاً مع من كان لك بمثابة الرّئة التي كُنتُ تتنفّس من خلالها شَغَفَ الحياة، بل و كُنتُ تحمل له في قلبك حباً صادقاً وحقيقيّاً، بعيدا كل البعد عن سوء الظن والمصلحة والمجاملات مع من خَذلك واستَخَفّ بمشاعرك ولم يُقَدّر حجم تضحياتك وإخلاصك ولكن إثر على أن يجرحك في الصميم وشَوّهَ كل ما كان جميلاً فيك  كيف تغفر لمن استَغنى عنّك وأنت في أمَسّ الحاجة إليه؛ مُعَلّلاً ذلك بمبرّرات كاذبة وحججٍ بعيدة كل البعد عن الحقيقة، بل وتركك وحيداً على قارعة الحياة تتَجَرّع الألم وتعاني من شَتّى أنواع العذاب. كيف تكون ذلك الإنسان الذي يَلوي عُنق مشاعره الحانقة ألم تكن تلك الإنسان الذي ما تمنيت يوما -بكل بساطة الحياة السعيدة له.بل واعتبرته جزاءا لا تجزاء من حياتك اليومية التي بالطبع هي لم تكن فارغة على الإطلاق بل زحام وزحام .ولكن على كل  حال من الأحوال، لا بد أن تكون إنساناً أصيلاً وشخصاً نبيلاً و تترفع عن الأذى بالكرم وعن الشر بالخير لا تفكر في الانتقام لان الانتقام يحتاج إلى قلوب تحقد وتخطط وتدبر وتغل فبقدر المستطاع كن متسامحا مع نفسك حتى وإن لم تستطع أن تكون متسامحا مع من اذاك