كتبت ندي احمد
تلعب “قمة المناخ” دورا كبيرا فى تسليط الضوء على أهم المشاريع المنتجة للطاقة النظيفة ودعمها، بهدف الوصول إلى تنفيذ عدد كبير من المشروعات التي تسهم فى الحد من ظاهرة التغير المناخى، ومن أهم تلك المشروعات زراعة أشجار الجوجوبا التي يطلق عليها ” الذهب الأخضر، نظرا لما تدره من عوائد كبيرة، والتي يتم استخدام زيتها فى صناعة الوقود الحيوى للطائرات.
“الذهب الأخضر” لابد أن يحتل مساحات كبيرة من صحراء مصر، نظرا لضخامة عوائده وخاصة في جلب مزيد من العملة الصعبة، لدعم اقتصادنا في الوقت الحالي، هكذا تحدث إلينا هانى يحيى صاحب مزرعة أشجار الجوجوبا التي لقبها بالذهب الأخضر، نظرا لما يمكن أن تحققه من عوائد كبيرة مقارنة بأي أشجار أخرى، ويمكن زراعتها في أي مكان بالعالم، كما دعا الدولة بضرورة دعم زراعتها على المستوى القومى، حيث تمتلك مصر الكثير من العلماء وأصحاب الخبرات في هذا المجال، حتى أصبحت تنافس العديد من الدول المتقدمة في زراعته.
ووسط أشجاره الممتدة بمزرعته في منطقة رأس سدر بجنوب سيناء قال هانى: إن مزرعتنا من أكبر المزارع في منطقة الشرق الأوسط، التي تنتج بذور وشتلات الجوجوبا، ولنا خبرة كبيرة في زراعته على يد عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والمهندسين المتخصصين، وعلى رأسهم العالم الكبير الدكتور عادل حجازى رحمه الله، والذى باشر المزرعة من بدايتها وقام بتأسيسها على أحدث مستوى علمى، واستقدم شتلات الجوجوبا الجيدة من أصول أمريكية وكندية ومكسيكية، حتى صارت على أعلى مستوى ليس فقط في إنتاج الأشجار، ولكن في إنتاج الشتلات أيضا.
وأضاف: كما قمنا بالزراعة في أماكن أخرى مثل المغرة وأسيوط وسوهاج، ونشجع الجميع على الاستثمار في الجوجوبا، لما تدره من عائد كبير حيث يعطى الفدان في السنة الثانية قيمة ما تم صرفه على الشتلة وفى السنة الثالثة ينتج من 600 إلى 650 كيلو للفدان، وسعر الطن يتراوح من 90 إلى 95 ألف جنيه، مما يعده أفضل عائد ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم.
وكبداية للعمل في نشاط زراعة الجوجوبا، لابد أن نحصل على الأمهات من مصدر موثوق به، حيث يتم إحضار العقل من الشجر ويتم تجديرها من أمهات منتخبة ذات إنتاجية عالية من الأزهار والبذور، وذلك لأهمية أن يحصل الزارع على محصول جيد ذو عائد اقتصادى عالى، والإنتاجية الخاصة بالفدان تصل في السنة السابعة الى عائد يتراوح من 200 إلى 250 ألف جنيه في الفدان، ولا أظن أنه يوجد أى شجر يعطى مثل هذا العائد، وفى مزرعتنا نقوم بتجربة فريدة من نوعها، وهى تسميد شجر الجوجوبا عن طريق الأسماك، أي يتم تسميدها بطريقة طبيعية “اورجانيك” بدون أي أسمدة أو مبيدات، حيث يوجد أحواض سمك كبيرة تعطينا حوالى 40 طنا لطاقة 8 أحواض من 27 حوضا سيتم تشغيلها تباعا ليصل الإنتاج إلى 300 طن سنويا، ونحصل من مياه السمك على الأمونيا والأسمدة الطبيعية، ونقوم بضخها للزرع عن طريق محطة فلترة، ولابد من تغذية السمك بشكل يومى دون أي انقطاع للحصول على دورة زراعية جيدة، تعطى عائد كبير مع عائد الجوجوبا، كما يجب أن يكون هناك إشراف من أساتذة متخصصين، وكثيرا ما نقدمه من خلال المزرعة مجانا بدون اى تكاليف، وعندنا عدد كبير من أساتذة الجامعات والمهندسين الذين يستطيعون تقديم المشورة .
ويتراوح سعر الكيلو من بذرة الجوجوبا من 80 إلى 90 جنيها، بينما يصل سعر لتر الزيت منه إلى 500 جنيه، مما يزيد من العائد الاقتصادي للمشروع، ويتم استخدام الزيت في صناعة الوقود الحيوى للطائرات الذى يتم تصديره للخارج، كما يدخل في صناعة مستحضرات التجميل والشامبوهات وكريمات الوجه لدى شركات الأدوية، ولأهميته وما يمكن ان يدره من دخل أو عملة صعبة نتمنى أن تتبنى الدولة خطة قومية لدعم زراعة الجوجوبا، باعتباره الذهب الأخضر والاستفادة من عائده ، وتعتبر مصر في الوقت الحالي من الدول التي تنافس على تصدير زيت الجوجوبا للخارج .