كتب/ سيد عبد الخالق
نظمت جامعة بدر ندوة توعوية حول “التنمية المستدامة وسوق العمل في المستقبل”، والتعرف علي مشكلات الطلاب وآرائهم في تطوير عملية التشغيل ، وفرص العمل الجديدة التي يحتاجها سوق العمل علي مهن المستقبل ، وأهمية التدريب في أثناء فترة الدراسة على مهن فنية تعمل على تشجيعهم لتقبل ثقافة العمل الحر والاطلاع على الأفكار الحديثة لريادة الأعمال، والاستفادة من قدراتهم العقلية والإبداعية واستغلال طاقتهم وحثهم على الابتكار، وذلك من خلال إقامة المسابقات العلمية بين طلاب الجامعة.
نظم الندوة الدكتور أشرف الشيحي، رئيس جامعة بدر، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وحاضر فيها الدكتور محمد سعفان وزير القوي العاملة السابق ، والمهندس محمد قبطان منسق عام مبادرة “هنجملها” وأمين مجلس أمناء المؤسسة، بحضور عمداء وأساتذة وطلاب الجامعة.
في مستهل اللقاء أعرب الدكتور الشيحي عن سعادته بحضور الوزير محمد سعفان لعرض فكرة المتطور في عملية التشغيل علي مهن المستقبل ، وسوق العمل وعلاقته بالتنمية المستدامة للطلاب، ووصفهم بأنهم أحسن ثمرة ليأهلوا أنفسهم لسوق العمل خاصة وأن هناك تخصصات لا يحتاجها سوق العمل الحالي ، وهناك مجالات أخرى تتيح لأبنائها فرص عمل جيدة ومثمرة في سوق المستقبل ، فضلا عن ضرورة حصول الطلاب علي مجموعة من الدورات التدريبية لكي يقوموا بالأعمال الجديدة في سوق عمل المستقبل.
وأشار الدكتور أشرف الشيحي إلي أن هناك مُسابقة لأفضل جامعة صديقة للبيئة للعام الجامعي 2024/2025؛ بهدف تحفيز الجامعات المصرية على التحول إلى جامعات صديقة للبيئة، وتعزيز الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية، وذلك في إطار جهود الدولة المصرية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق التنمية المُستدامة، منوها إلي أن الدكتور حسن القلا رئيس مجلس أمناء جامعة بدر يرعى هذه المسابقة التي تهدف إلى تحويل الجامعات المصرية إلى جامعات خضراء صديقة للبيئة.
في بداية حواره مع الطلاب، قال سعفان : إن الهدف من الندوة هو الشباب رجال الغد، ورموز اليوم وعلامات المستقبل الواعد، فهم لهم دور كبير في بناء المجتمع والنهوض بالوطن، مقدما الشكر والتقدير لرئيس الجامعة الدكتور الشيحي على الدعوة الكريمة، مؤكدا أنه لطالما تحدث عن أن الجامعة في كل محافظة هي المنارة التي تضيء الطريق لكل أفراد المجتمع المتواجدة فيه .
وأكد وزير القوي العاملة السابق، أن التنمية المستدامة هي التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة علي تلبية احتياجاتها الخاصة ، قائلا : من هنا تستند التنمية المستدامة إلي مفهوم مواءمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع الأولويات البيئية من أجل الحد من التدهور البيئي الحالي وتغير المناخ مع الحفاظ علي الموارد الطبيعية قدر الإمكان بما لا يتعدي قدرتها علي التجدد من أجل مستقبل الأجيال القادمة، مشيرا إلي أن هناك 17 هدفا و169 غاية للتنمية المستدامة ، المقصود منها أن تصبح حزمة من الالتزامات للدول والمجتمعات وحتى الأفراد لمعالجة القضايا الحاسمة للجنس البشري.
وتحدث ” سعفان ” عن التطور الهائل في نوعية وشكل الوظائف خلال العقدين القادمين ، مشيرا إلي أنها سوف تتغير بشكل كبير نظراً للتطور التكنولوجي الهائل في عملية الإنتاج، مما يتطلب مواجهة ذلك بالتدريب علي وظائف المستقبل للاستمرار في خفض معدلات البطالة وزيادة معدلات الإنتاج، كذلك تغيير فكر الشباب نحو التعليم الفني والمهني، خاصة في ظل اهتمام الدولة المصرية بتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، وانتهاج رؤية استراتيجية وطنية لإصلاح وتطوير التعليم الفنى لفتح آفاق جديدة فى سوق العمل من خلال عدة محاور، أهمها خلق عوامل جذب الطلاب إلى التعليم الفني، مع توعية المجتمع بأهمية الخريجين منه ودورهم الحيوي في الارتقاء بالاقتصاد الوطني.
وأكد وزير القوي العاملة السابق ضرورة العمل على حصر المهن والحرف اليدوية بجميع المحافظات، وإنشاء قاعدة بيانات بها حتى يتسنى تنمية مهارات تلك الفئة من خلال برامج تدريبية متخصصة ومتطورة، وعمل منظومة متكاملة من خلال إنشاء منصة أو تطبيق إلكتروني لتسويق منتجاتها في جميع أنحاء العالم.
ونوه سعفان إلي أن وزارة القوي العاملة في السابق كانت تستهدف تدريب نحو 100 ألف خريج وفني، من خلال 4 منح تدريبية للفنيين وخريجي الكليات مجانا، فضلا عن الإعداد لتدريب نحو 300 شاب ذو كفاءة عالية بالتعاون مع عدد من الشركات الأجنبية، وذلك لتأهيلهم ليصبحوا مدربين، ومن ثم يتم استخدامهم في تدريب باقي الشباب من المتدربين، حيث يتم استخدام هؤلاء المدربين في تدريب المتدربين أون لاين.
وقال : إنه أطلق خلال السنوات الماضية 27 وحدة تدريب متنقلة لتدريب الشباب بالمحافظات على مهن الخياطة، وتركيبات الكهرباء، والسباكة، بالقري والنجوع لتكون بجوار منازل الشباب توفيرا للوقت والجهد للانتقال إلي مراكز التدريب الثابتة، وذلك من خلال مبادرة “مهنتك مستقبلك”.
وكشف وزير القوي العاملة السابق محمد سعفان، عن أن وثيقة التوجيهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة “2024/2030” والتي سيتم طرحها للحوارات الوطنية الشاملة تنفيذا للتوجيهات الرئاسية، تضمنت فيما يتعلق بقطاع العمالة والتشغيل توفير ما يتراوح بين 7 إلى 8 ملايين فرصة عمل مـن بينهـا 5 ملايين فرصــة عمــل بالداخل، و3 ملايين فرصــة عمــل بالخــارج .
وقال : إن الدولة المصرية نجحت في الخفض المتوالي لمعدلات البطالة رغم تعقد المشهد العالمي وفي ظل الأزمات الدولية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، فقد عكفت الدولة المصرية على وضع البرامج القومية لمواجهة البطالة، إدراكاً منها للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والتنموية المتشابكة مع تلك القضية، مشيرا إلي أن معدل البطالة في عام 2013 كان 13.2% وترجع ليصل في الربع الأخير من 2023 إلي 6.9% ، كاشفا أن هذا الانخفاض جاء بسبب الاستراتيجية التي تنتجها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة والقيادة السياسية الواعية، والمشروعات القومية في مختلف أنحاء البلاد، التي وضعتها الدولة نصب أعينها عند انتهاجها استراتيجية التنمية المستدامة 2030.
واختتم الوزير كلامة مطالبا الطلاب أن يكون شعارهم خلال المرحلة القادمة هو البذل والجهد والعطاء كي نرتقي بكافة مؤشرات الدولة المصرية ونصل بها إلى ما نصبو إليه ونحلم به، مؤكد أن ما يرفع شأنكم وشأن بلدكم هو الإخلاص في العمل، هذه الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني النفسية باعتبارها أعظم ما يتصفون به، فالإخلاص جهدٌ يُبذل وليس ادعاءً يذكر كي نصل إلى ما نرنو إليه جميعًا من مستقبل زاهر لوطننا الغالي الحبيب المحفوظ دائمًا بإذن الله.
ومن جانبه دعا المهندس محمد قبطان؛ عمداء الكليات إلى دعم مبادرة “هنجملها”، وتشجيع الطلاب على المشاركة بها، وتنمية وعيهم نحو الحفاظ على البيئة؛ من خلال استغلال المناطق الفارغة بحرم الجامعة، والإفادة منها فى زرع الأشجار المثمرة، وذلك يسهم فى زيادة المسطحات الخضراء بالجامعة، والحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية.
وأكد “قبطان” أن المبادرة تعكس جهود الدولة المصرية للتعامل مع قضية تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، ورفع الوعي البيئي لدى جميع فئات المجتمع؛ لتحقيق وتطبيق نظم الاستدامة البيئية واستراتيجية مصر لتغيير المناخ 2050؛ داعيًا كافة طلاب الجامعة إلى المشاركة فى غرس الأشجار المثمرة؛ للوصول إلى حرم جامعي؛ صحي، وخالي من الملوثات، وأهدي الجامعة من خلال مؤسسة “هنجملها” 500 شجرة مثمرة لزراعتها .
في ختام الندوة وجه الدكتور الشيحي الشكر، للوزير محمد سعفان، ولكافة القائمين على مبادرة “هنجملها”؛ لجهودهم الحثيثة فى العمل على توفير بيئة نظيفة، ونشر الوعي البيئي لدى المواطنين، والحد من التغيرات المناخية، وتفعيل دور المشاركة المجتمعية؛ لتحقيق التنمية المستدامة، رؤية مصر ٢٠٣٠.