كتبت زيزي محمود
“الآثار”: 4 آلاف سائح أجنبى ومصرى انتظروا الحدث.. محافظ أسوان: تجهيزات الاحتفال استغرقت شهراً.. واستقبال الأفواج بالورود..
شهد معبد أبوسمبل، صباح يوم 22 فبراير 2025، تعذر حدوث ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى، في قدس أقداس معبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية، وذلك بسبب كثرة الغيوم وتلقبات الطقس التي شهدتها المدينة منذ الصباح، رغم اصطفاف الزوار من السائحين الأجانب والمصريين قبل موعد الشروق لمتابعة الظاهرة الفلكية النادرة، في حضور اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والمسئولين.
واصطف بساحة معبد أبوسمبل، عددا كبيرا من السائحين الأجانب بلغت أعدادهم نحو 4 آلاف سائح وزائر مصري، جاءوا من شتى أنحاء العالم ومن داخل مصر، حرصاً منهم للدخول إلى داخل المعبد وصولاً إلى منصة قدس الأقداس لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس، واصطفوا في أطول طابور سياحى لمشاهدة ومتابعة هذا الحدث الفريد.
وقدمت منطقة آثار أبوسمبل، برئاسة الدكتور أحمد مسعود، وبإشراف الأثري فهمي محمود الأمين، مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار بأبوسمبل، تسهيلات لدخول السائحين وتنظيم ممرات للتيسير على السائحين أثناء الدخول للمعبد والخروج منه منعاً للتزاحم، مع توفير سيارات “جولف كار” لخدمة نقل السائحين والزوار، خاصة من كبار السن وذوى الاحتياجات.
قال اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” على هامش احتفالات تعامد الشمس، إن هذا اليوم الجميل يعد من أيام السياحة في مصر ويتم التجهيز له في أسوان قبل شهر كامل، وبدأت الاحتفال بمهرجان تعامد الشمس قبل أسبوع وكانت البداية من مدينة أسوان بمشاركة 26 فرقة دولية ومحلية بالتعاون مع وزارة الثقافة، ثم انتقلت الاحتفالات إلى مدينة أبوسمبل لإقامة العروض الختامية بساحة المعبد وفى سوق المدينة حتى يتابعها المواطنين في مدينة أبوسمبل السياحية وأيضاً يتابعها الزوار والوفود الأجنبية بساحة المعبد بالتزامن مع هذا الحدث الفريد.
وأشار محافظ أسوان، إلى أن آلاف السياح الأجانب توافدوا على مدينة أبوسمبل قبل تعامد الشمس بيوم، وكان هو في استقبالهم بمطار أبو سمبل الدولى ، ووزع عليهم الهدايا التذكارية في حضور المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، واللواء طيار محمد سعد، مدير عام مطار أبوسمبل الدولى، مؤكداً أن المدينة السياحية تزينت بالتزامن مع الاحتفال بهذا الحدث الفريد، حدث ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى، وتم الاطمئنان الكامل على تأمين الأفواج السياحية والزائرين، مع رفع مستوى النظافة العامة ، وتهذيب الأشجار بلمسات جمالية راقية تبهر الزائرين ، فضلاً عن تجهيز عربات الجولف لنقل كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة من بوابة المعبد الرئيسية إلى صحن قدس الأقداس.
وفى السياق، أوضح الأثري فهمي محمود الأمين، مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، لـ”اليوم السابع”، أن هذا الحدث الفريد يعكس الصورة الحضارية لمصر وتاريخها الفرعونى العريق، مع ظهور السياحة في مصر بسمعة مشرفة أمام العالم من خلال الاهتمام بهذا الحدث السياحى الكبير، والذى حرص على حضوره أكثر من 4 آلاف زائر ما بين سائحين أجانب ومصريين، بالإضافة إلى الأفواج السياحية الأجنبية الأخرى التي تأتى إلى المعبد على مدار اليوم.
وأضاف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، لـ”اليوم السابع”، اختتمت فرق الفنون احتفالاتها الفنية الدولية والشعبية المحلية بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس، ضمن فاعليات الدورة الـ12 لمهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون، والذى تنظمه وزارة الثقافة المصرية ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة أول مؤسسة ثقافية في مصر 1945 ، مر عليها 80 سنة، والعلاقات الثقافية الخارجية، موجهاً الشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لرعاية هذه الاحتفالية بالتعاون مع محافظة أسوان، موضحاً أن المهرجان شارك فيه 26 فرقة فنية، تضم 14 دولة أجنبية وعربية وهى دول الهند ، والصين ، وصربيا ، وبولندا ، وبنما ، وليتوانيا ، واليونان ، وسيرلانكا ، وكولومبيا ، وسلوفاكيا ، والتشيك ، وتونس ، والجزائر ، وفلسطين ، فضلاً عن 12 فرقة مصرية وهى أسوان ، وأسيوط ، وكفر الشيخ ، والأنفوشى ، والعريش ، وتوشكى والوادى الجديد ، والشرقية ، ومطروح ، وبورسعيد ، بالإضافة إلى فرقتى التنورة التراثية وحلايب للفنون التلقائية.
ولفت الأثرى أحمد مسعود، مدير آثار أبوسمبل، لـ”اليوم السابع”، إلى أن ظاهرة التعامد هذا العام تتزامن مع بداية موسم سياحى استثنائى ويشهد انتعاشة ورواج حركة السياحة في مدينة ابوسمبل، وشهدت المدينة السياحية احتفالات عديدة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة أسوان، بحضور أكثر من 4 آلاف زائر مصري وأجنبى، موضحاً أن أجواء الطقس لم تمنع من استمرار الاحتفالات في ساحة معبد أبوسمبل بسبب انتشار الغيوم المتوسطة.
وكشف الأثرى أحمد مسعود، عن أن ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل من الظواهر المكتشفة حديثاً لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، وتحدث يومى 22 فبراير و22 أكتوبر فى كل عام، وهما يومان مرتبطان بموسمى الزراعة والحصاد عند القدماء المصريين، أو يومان مهمان لدى الملك، قد يكون أحدهما يوم ميلاده والآخر يوم تتويجه على العرش وتبدأ الظاهرة مع شروق شمس يوم 22 فبراير، وتستمر لمدة 20 دقيقة فقط، حيث تتسلل أشعة الشمس من فوق مياه بحيرة ناصر لواجهة معبد أبوسمبل لتخترق بوابة المعبد، ثم تكمل طريقها فى ممر المعبد من الداخل بطول 60 متراً لتصل إلى منصة قدس الأقداس وتسقط على وجه الملك رمسيس ومنصته ذات التماثيل الأربعة، ويستثنى منهم تمثالاً واحداً لا تتعامد عليه الشمس باعتباره إله الظلام أو العالم السفلى في معتقداتهم القديمة ومنصة قدس الأقداس، تضم تماثيل لأربعة معبودين وهم من اليسار لليمين: “بتاح” إله العالم الآخر وإله منف و”آمون رع” الإله الرئيسى للدولة وقتها ومركز عبادته طيبة و”رع حور أخته” إله هوليوبلس والشمس تتعامد على التماثيل الثلاثة دون “بتاح” إله العالم الآخر “الظلام”، لاعتقاد المصرى القديم بعدم منطقية سقوط أشعة الشمس على العالم السفلى، ولذلك لم يغفل المصرى القديم ببراعته هذا الجانب ومنع الشمس من التمثال الرابع ويعود اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس إلى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية “إميليا إدوارد” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة التى كانت تتابعها وترصدها عندما كانت تستيقظ يوميا مع شروق الشمس وكانت تقيم على مقربة من المعبد، عندها لاحظت أن أشعة الشمس تدخل فى يومين محددين، كدخول ممتد إلى داخل قدس أقداس المعبد، ثم سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.
وتابع الدكتور أحمد حسن أبو هاشم، نائب مدير فرع الرعاية الصحية بمحافظة أسوان، لـ”اليوم السابع”، أنه بالتزامن مع احتفالية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى تم رفع درجة الاستعداد بجميع المرافق الصحية داخل المحافظة بالمستشفيات وتم انتشار مكثف للفرق الطبية داخل المعبد وفى محيطه وداخل مدينة أبوسمبل لمتابعة الحالة الصحية للزوار سواء الأجانب أو المصريين، وتوعية وتثقيف لزوار المعبد بالإضافة إلى الترويج لوجود هيئة الرعاية الصحية داخل محافظة أسوان.