جريدة هرم مصر حقيقه بدات
كتبت مني جودت
نجحت مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو وبفضل قيادتها الحكيمة في بناء جسور التعاون الوثيق والعلاقات المتوازنة مع جميع الدول في محيطها العربي والإفريقي وكذلك الدولي، ووقفت علي مسافة واحدة من الجميع مما أعاد لها ثقلها السياسي والاستراتيجي وريادتها بعد سنوات عجاف.
ومنذ عام 2014 وضعت مصر علي كاهلها قضية الدفاع عن القارة السمراء وحقوقها وذلك عبر حلحلة الأزمات وتسوية الصراعات وإعلاء شعار التنمية والأمن والاستقرار لتنمية القارة التي عانت لسنوات من ويلات الحروب والصراعات التي مزقتها وشردت الملايين من شعبها .
ونجحت الدبلوماسية المصرية في ترسيخ أسس التقارب والتعاون بين مصر والدول الإفريقية الشقيقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والشعبية والإنسانية ايمانا منها بدورها تجاه شعوب القارة السمراء ولتحقيق التنمية التي تنشدها شعوبها.
وارتكزت السياسة المصرية تجاه إفريقيا على عدة مسارات متوازية، أبرزها مسار التنمية وزيادة التجارة والاستثمارات بين دول القارة الإفريقية، وتحسين البنية التحتية والتوسع في مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقي، وعلى رأس هذه المشروعات كانت مشروعات المياه، حيث نفذت وزارة الري المصرية أعمال إنشاء 5 سدود، و6 محطات مياه شرب جوفية، وحفرت الكثير من الآبار بعدد من الدول بواقع “75 بئرا جوفيا، وميكنة 2 بئر جوفي لتوفير مياه الشرب النقية بأوغندا، إضافة إلى حفر 180 بئرا جوفيا في كينيا، و60 بئرا جوفيا في تنزانيا، و10 آبار جوفية بإقليم دارفور”.
وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أيام من توليه رئاسة مصر في عام 2014 على أن تكون أولى جولاته الخارجية في قلب القارة، حيث زار الجزائر، ثم شارك في القمة الإفريقية التي عقدت آنذاك بمالابو في غينيا بيساو في يونيو 2014.
انجازات الدبلوماسية المصرية
وبخطى ثابتة نجحت الدبلوماسية المصرية أن تجعل مصر في قلب القارة السمراء فترأست الاتحاد الأفريقى عام 2019.
وفى عام 2016 فازت مصر بعضوية غير دائمة فى مجلس الأمن الدولى للمرة السادسة خلال العامين 2016-2017، كما فازت بأغلبية ساحقة بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى للفترة 2020: 2022 .
وفى عام 2016 فازت مصر للمرة الأولى بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى لـ 3 أعوام وبعدها بعام أى 2018، وشاركت مصر فى الدورة 31 لقمة الاتحاد الأفريقى فى العاصمة الموريتانية نواكشوط.
ومن أبرز الانجازات المصرية التي حققتها وقت رئاستها للاتحاد الإفريقي، اطلاقها منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عقب بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية المنظمة لها، وتسارعت الدول الإفريقية لإقامة تكتل اقتصادي بحجم 3.4 تريليون دولار يجمع 1.3 مليار شخص، ليكون أكبر منطقة للتجارة الحرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية، وهو ما يقدم فرصة ذهبية لإحداث تحول اقتصادي وتنموي في القارة.
وفى 2020 فازت مصر بأغلبية ساحقة بعضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقى للفترة حتى 2022.
وخلال السنوات الماضية نجحت مصر في تبوأ قيادة العديد من المنظمات والهيئات الإفريقية ومن بينها رئاسة منظمة السوق المشترك للشرق والجنوب الإفريقي “الكوميسا” .
أمن القارة السمراء
واستطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي اعادة تقييم المشهد وولي أهمية كبري للقارة السمراء وهو ما ظهر في خطاباته في العديد من المرات اذ دائما ما يؤكد الرئيس السيسي علي اعتزاز مصر بانتمائها الإفريقي ، وبالفعل نجحت مصر في لعب دور فعال وغير مسبوق في حفظ السلم والأمن بالقارة السمراء .
مشروعات تنموية ضخمة
واستطاعت مصر أن تظل في تواصل وتنسيق مستمر مع القيادات الإفريقية حيال كافة القضايا القارية والدولية وذلك من خلال الزيارات المتبادلة والاتصالات الهاتفية التي قام بها الرئيس السيسي ومشاركته في كافة الاجتماعات والقمم التي تعقد على مستوى قادة القارة.
وأقامت مصر مشروعات تنموية ضخمة في أكثر من 23 دولة إفريقية عبر تنفيذ حزمة ضخمة من مشروعات البنية التحتية، وأعمال الطرق الكبرى، أبرزها التعاقد على تصميم وتشييد سد ومحطة “روفيجي” للكهرباء بمنطقة “ستيجلر جورج” في تنزانيا.
السودان خط أحمر
دائما ما تجد مصر أولي الدول الداعمة لاشقاءها العرب إذ دعمت السودان، واستقراره ووحدة أراضيه وتؤكد دائما علي أن أمن السودان جزأ لا يتجزأ من أمن مصر.
و كثفت مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار ، كما استضافت أكثر من مليون سوداني فروا من الحرب الداخلية إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.
دعم الصومال
وقفت مصر الي جانب الصومال في نضاله ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي، وبعد حصوله على الاستقلال عام 1960، واصلت مصر دعم الصومال، ومنذ اندلاع الأزمة الصومالية عام 1991، سعت مصر إلى إيجاد الحلول وإنهاء الاقتتال بين الأخوة الصوماليين.
في أول يناير 2024 أكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، ضرورة الاحترام الكامل لوحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيها، ومعارضتها لأي إجراءات من شأنها الافتئات على السيادة الصومالية، مُشددة على حق الصومال وشعبه دون غيره في الانتفاع بموارده.
الحلول السلمية
ومع اشتداد الصراعات في القارة التي أنهكت من ويلات الحروب دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا، وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.
وجاء ذلك خلال تصريح لوزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي والذي أكد أن التحديات الأمنية والتنموية تتزايد في القارة الأفريقية.
