كتب اشرف المهندس
أثار الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس منذ يوم السبت جدلًا بشأن موقف الاستخبارات الإسرائيلية من توقع ما جرى خاصة دور “الوحدة 8200” التي تعد أحد أقوى أذرع هيئة الاستخبارات ويمتد عملها لتغذية المؤسسات الأمنية بالمعلومات اللازمة، اعتمادًا على جمعها من عمليات اختراق وتجسس تعتمد بالأساس على العمل السيبراني.
ويرى الكاتب البريطاني بيتر بومونت في تحليل نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أنه إذا كان الأمر مفاجئا، فذلك لأن مراقبة إسرائيل للمجتمع الفلسطيني أمر متطور للغاية خاصة مع مراقبة نشاط حماس على وجه الخصوص باعتبارها واحدة من أهم المهام للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
من هى الوحدة 8200؟
يعتبر مراقبون أن الوحدة 8200 واحدة من أهم ما تملك الاستخبارات الإسرائيلية ونظرا لتلك الأهمية فإن السرية عامل رئيسي في طبيعة العاملين بها ووصل الأمر إلى عدم الإعلان عن هوية العاملين وينطوي الأمر على قادتها الذين يجري تمويه وجوههم في خلال الفعاليات الرسمية أو التقاليد العسكرية.
تُصنف على أنها “الطرف الثالث” في مراقبة الاتصالات الهاتفية لمن يجري وضعهم تحت المراقبة وفي الحادث الراهن فإن الكثير من أعضاء حركة حماس يشملهم عمل هذه الوحدة لمتابعة تحركاتهم واتصالاتهم.
وإدراك أهمية تلك الوحدة يتم الإشارة إلى كون الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خدم داخل وحدة النخبة “8200” في المخابرات الإسرائيلية. يبلغ قوام الوحدة 8200 جندي يتحدثون العربية والفارسية؛ لانحدار بعضهم من عائلات قادمة من إيران ومقرها الرئيسي في منطقة جليلوت وبمساعدة أميركية أصبحت واحدة من أكبر قواعد التنصت عالميا كما بدأ العديد من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا خاصة داخل تل أبيب حياتهم المهنية في هذا المجال داخل وحدة استخبارات الجيش الإسرائيلي “8200” والتي يطلق عليها اسم “وكالة الاستخبارات التقنية الأولى في العالم”.الانضمام إلى “8200” يعد من الأمور الدقيقة والأكثر حساسية إذ يقوم مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بجمع المعلومات وتحديثها بشكل دائم عن العناصر المتميزة في مجالات التقنية من الشباب والفتيات الإسرائيليين في مرحلة الثانوية ويشمل التدقيق ومراحل اختيار المرشحين للانضمام للوحدة اختبارات سنوية ونصف سنوية في اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعي وسرعة البديهة.اعترف مسؤولون إسرائيليون بتحول عمل تلك الوحدة في مجال تكنولوجيا المعلومات من الدفاع إلى الهجوم كما تنوعت أدوات التجسس والتجنيد؛ من بينها استخدام الرسائل النصية بهدف اختراق الهواتف المحمولة وهو الأمر الذي تستخدمه أجهزة المخابرات في الدول المتقدمة.