يسعى بناء السلام إلى معالجة الأسباب الرئيسية الكامنة وراء النزاع وبناء قدرة الناس على حل النزاعات سلمياً. غير أنّ التحديات جمّة، إذ يعيش حوالى مليارَيْ شخص في مناطق هشّة ومتضرّرة بفعل النزاع، فيما أُجبِر 70.8 مليون شخص حول العالم على النزوح عن ديارهم بفعل النزاع. ويقف النزاع حالياً سبباً خلف 80% من الاحتياجات الإنسانية.إن التنمية الشاملة والمستدامة التي لا تترك أحداً يتخلف عن الركب ضرورية في حد ذاتها.
إنها أيضا أداة الوقاية النهائية للبشرية. إنها الأداة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها لكسر حلقات عدم الاستقرار ومعالجة الدوافع الكامنة وراء الهشاشة والحاجة الإنسانية”.
انطلاقا من معنى السلام بصفة عامة والذي إما يعرف بغياب المظاهر السلبية مثل العنف وبحضور المظاهر الإيجابية مثل الهدوء والاستقرار والصحة والنماء، ولكن مع الحركة الديناميكية للمجتمع، تطورت مفاهيم بناء السلام بعدت مراحل التي سوف نذكرها لاحقا. عادتا ما يتحقق بناء السلام في ظل وجود مجتمعات متماسكة و تسود فيها روح الاحترام وتقبل الأخر وتحقيق العدالة الاجتماعية. يتكون كل مجتمع من مجموعة من البشر مختلفون بالضرورة عن بعضهم بعض سواء في الحراك الثقافي و ميكنزماته , التي تحدد ثقافاتهم و تظهر التنوع الجميل لدي الشعوب,
وهنا ننظر للحراك الثقافي وفقا للبعد الأنثروبولوجي, الذي يتضمن انتمائهم الديني والمذهبي وموقعهم الاجتماعي والوظيفي والاقتصادي ,
ولكن يجمعهم جميعا ما يمكن إن نطلق عليه (عقد اجتماعي) أي التزام غير مكتوب بينهم أو العكس يتناول حقوق وواجبات كل طرف في المجتمع الخروج عن هذا العقد يمثل انتهاكا لحقوق الإطراق الأخرى يستوجب التدخل ا لتصحيح الموقف من هذا المنطق فان العقد الاجتماعي هو
* تعبير عن حالة توازن بين الإطراق المجتمعية المختلفة في المصالح والقوة والإمكانيات والإرادات. * يحافظ على هذا التوازن قوة ليست بالضرورة قوة العضلات أي العنف ولكن هي في الأساس قوة القانون الشرعية.
يساعد على تسوية النزاعات والخلافات باعتباره المرجعية التي تعود إليها الأطراف المختلفة لحل مشكلاتهم لذلك إن الاهتمام بتحقيق بناء ا لسلام كان دائما مطلبا إنساني والمفاهيم المتعلقة بمسائل السلام والحرب هي قديمة متعلقة مع ظهور الإنسان عانت البشرية من ويلات الحروب والصراع والعنف وظهور الإرهاب ومازال هنالك زيادة في معدلات الصراعات والعنف بجميع إشكاله خصوصا بعد ظهور الأنظمة الاستبدادية، هنالك بعض الاجتهادات من علماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا للوصول إلى مجتمعات متعافية سليمة من ويلات الحروب. بناء السلام ارتبط بالحرب بالباردة يعتبر من المواضيع المهمة والمثيرة للنقاش لأنه يعبر عن اهتمام الدول والإفراد على حدا سوى في توفير السلم والاستقرار كبديل للحرب وإصلاح فترات ما بعد النزاعات، الشيء الذي أدي إلى تكثيفها وتنسيقها من اجل إنجاز هذه العملية وتحقيق غايتها المنشودة التي من شانها مساعدة الإنسانية وإرساء دعائم السلم والأمن.لكن توطيد السلام الدائم يتطلب تشيد بنيات أساسية وهيكلية وتوفير الأمن الإنساني وحماية حقوق الإنسان والدفع بعجلة التنمية ومعالجة الاقتصاد المنهار نتيجة للحروب كذلك إزالة الأسباب العميقة للنزاع بحيث يتمكن الإطراق من إصلاح علاقتهم مع بعضهم البعض وإصلاح الإدراكات الخاطئة تجاه الأخر،
مفهوم السلام تطور مفهوم السلام من معناه السلبي قديما الذي كان يربط السلام بغياب النزاعات والحروب والصراعات ليتسع ويشمل فعل إيجابي يربط السلام بإيجاد العدل الاجتماعي والقضاء على الاستغلال والفساد. مرة مفهوم السلام بستة مراحل لابد من التطرق لها بقرض التعمق أكثر الوصول للمعني الأكثر شمولا لمفهوم السلام.
تغيرت طبيعة السلام لعقود مضت كان السلام يعني إسكات صوت الأسلحة واستعادت السياسية الرسمية كطريقة للحكم، وكان وقف إطلاق النار وتسريح القوات يمثلان محور التركيز الرئيسي لعمليات السلام، ولكن هنالك إقرار اليوم بان السلام يمثل شيئا ابعد كثيرا ابعد من غياب العنف وأصبح السلام يعني بصورة شاملة، التزما بحقوق الإنسان في فترت ما بعد الحرب ومحاولة التعامل مع قضايا العدالة والمصالحة، وبمرور الوقت أزهرت الأبحاث بان السلام المستدام ممكن في حال كانت عملية صنع السلام شاملة لجميع إطراف والصراع ومشاركة المرأة وفتح باب العدالة والمصالحة لتؤدي إلى السلام المستدام.
المرحلة الأولي:
هي فهم السلام باعتباره ممارسة لأتحقق إلافي ظل غياب الحرب والنزاعات والصراعات العنيفة سوى كانت تلك الصراعات داخلية أو دولية وتظل تلك الفكرة هي الشائعة للسلام في أذهان كثير من العامة والساسة.
المرحلة الثانية:
ركزت على السلام كتوازن للقوى في أطار النظام الدولي هذا التوازن غالبا راجع إلى قوة عسكرية ذات ثقل بين المعسكرات.
المرحلة الثالثة:
هي التي تبنت مفهوم السلام السلبي الذي يتبنى نبذ الحروب والنزاعات.
المرحلة الرابعة:
هي المرحلة الأكثر تطورا التي تبنت مفهوم السلام في العلاقات الاجتماعية الرئيسة فركزت على قضية العنف ضد المرأة كمدد رئيسي للسلم وتبنت فكرة إن لا فائدة للتفرقة بين وجود الحرب من عدمها في حالة ممارسة العنف ضد المرأة.
المرحلة الخامسة:
هي المرحلة التي تم الربط فيها بين السلم وبين علاقة الإنسان بالبيئة وما يمكن أن يجلبه الممارسة السالبة ضد البيئة من دمار وتهديد للبشرية.
المرحلة السادسة :
تناولت تلك المرحلة علاقة السلم الداخلي للإنسان بتحقيق السلام العام والشامل وتطور هذا المفهوم ليشمل أهمية التركيز علي دعم حقوق الإنسان ونبذ العنف الموجود ضد الفئات المختلفة كالطفال والرجال والنساء وأصحاب الرأي والممارسات التمييزية والعنصرية علي اختلاف أساسها ,هكذا نري كيف تطور وتدرج مفهوم السلام من الارتكاز علي فكرة نبذ الحروب والنزاعات ليصل إلي أصل بناء السلام في حفظ سبل العيش الكريم للإنسان وتعزيز سلامة النفس ثم علاقته مع البيئة والتدرج لعلاقته بمن حوله من إفراد حتى نصل لعلاقات الدول مع بعضها البعض هكذا أدرك العالم أن الإنسان انه لا يمكن إن يحقق السلم إلا إذا تمتع الإنسان بحقوقه الأساسية والعيش الكريم والتمتع بالمساواة .
خطوات بناء السلام
يمر بناء السلام بعدت خطوات أساسية يمكن إن تتمثل في الاتي:
أولا صنع السلام:
هي من أهم الخطوات التي تمر بها مرحلة السلام حيث تقوم هذه المرحلة بجمع الإطراق المتنازعة لمعرفة إلا سباب الجذرية للمشكلة من اجل وضع الحلول الجذرية لها وهي مرهونة بالوضعية التي حدثت فيها يمكن إن تتم بواسطة الحكومة أو الجودية أيضا هنالك مصطلحات أخر نحو القلد وغيره تحل محلها إما الوساطة خارجية.
ثانيا حفظ السلام:
هذه المرحلة بنسبة كبيرة تعتمد على العملية العسكرية المختصة بالسلام ما يسمى بقوات حفظ السلام التي يتم نشرها في مناطق الصراع بغرض السيطرة والتقليل من حدة الصراع لكن بشرط توفر الروح الوطنية لتلك القوات وعدم الانحياز لأي جهة فقط مهمتها احتواء الأزمة وجمع معلومات وتحليلها لعدم تكررا الإحداث.
ثالتا بناء السلام:
هذه الفترة مهمة وهي تتحقق في مدى زمني بعيد وهنالك عدت وسائل تساهم في تحقيقها نحو التعليم الذي من خلاله يتم بث الروح الوطنية ووسائل الإعلام التي يمكن إن تساهم في تثقيف المجتمعات بماهية السلام المجتمعي وضرورته أيضا قيام الورش والندوات.
كيف تساهم المرأة في حفظ السلام النساء كصناع قرار:
تستطيع المرأة أن تلعب دور مهم في تحديد صلاحيات واختصاصات دعم السلام، كما يمكننا الاستعانة بتجربة جنوب إفريقيا اشتركت نساء برلمانيات في النقاش الذي عقب مرحلة التمييز العنصري حول دور البلاد في حفظ السلام وقد ساعد تأثرهن ونفوذهن في توسيع التعريف الخاص بعمليات حفظ السلام بشكل يتعدى ويتجاوز الانتشار التقليدي للجيوش، بشكل يتضمن أسلوب أكثر إنسانية للأمن الإنساني. كما إن هنالك نموذج رواندي مشرف لمشاركة المرأة في تحقيق السلام حيث قامت نساء أرامل من قبيلتي (الهوتي والتوتسي ) للاهتمام بأيتام الحرب كذلك التقت النساء المحاربات السابقات من النساء اللواتي لهن تجربة مباشرة باعتبارهن مرتكبات جريمة في نفس الوقت ضحايا العنف من اجل تبادل التجارب وطرائق إدارة الصدمة النفسية , وبعضهن أصبحنا مدربات في هيئة التسريح وإعادة الدمج وعملن علي لفت الانتباه إلي حاجات النساء في نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج , والأكثر من ذلك هو بتامين إدراج للنساء الروانديات بنسبة 49% في البرلمان الدستوري الجديد و كانت هي النسبة الأعلى في العالم .