الملاءة الماليةII Solvency ركائزها و تأثير تطبيقها على شركات التأمين

كتبت/ لوجين مصطفى

تناولت النشرة الأسبوعية للاتحاد المصري للتأمين هذا الأسبوع موضوع الملاءة المالية II. وهي إطار تنظيمي تحوطي قدمه الاتحاد الأوروبي  لضمان الاستقرار المالي لشركات التأمين العاملة داخل الاتحاد الأوروبي، و تهدف إلى ضمان احتفاظ شركات التأمين برأس مال كافٍ لتغطية الخسائر والمخاطر المحتملة لتوفير الحماية الكافية لحاملي وثائق التأمين والمستفيدين .

وتعد ركائز الملاءة المالية II أمر بالغ الأهمية لشركات التأمين للامتثال للوائح وإدارة المخاطر بشكل فعال

تشيرالركيزة الأولىإلى المتطلبات الكمية التي يجب على شركات التأمين تلبيتها للحفاظ على ملاءتها المالية وبالأخص متطلبات كفاية رأسالمال  (SCR)والحد الأدنىمن رأس المالMCR)(الذي تحتاجه الشركة لاستيعاب خسائر كبيرة دون تعريض مصالح حاملي وثائق التأمين للخطر.

بينما تركز الركيزة الثانية على المتطلبات النوعية، بما في ذلك ممارسات الحوكمة وإدارة المخاطر في شركات التأمينكما يتعين على شركات التأمين إجراء تقييمات المخاطر والملاءة المالية ((ORSAبانتظام لتقييم المخاطر الإجمالية.

و تركزالركيزة الثالثة: على متطلبات الإفصاح و الشفافية

يفرض توجيه الملاءة المالية الثانية مجموعة من المتطلبات على شركات التأمين وإعادة التأمين للتأكد من أن لديها رأس مال كاف للوفاء بالتزاماتهم تجاه حملة وثائق التأمين وإدارة مخاطرهم بفعالية و تتمثل هذه المتطلبات الأساسية للملاءة الماليةII  في :

تصميم متطلبات رأس المال في ظل سيناريوهات مختلفة وينقسم هذا المطلب إلى قسمين: متطلبات ملاءة رأس المال (SCR)  ،والحد الأدنى من متطلبات رأس المال (MCR) و يمثل SCR الحد الأدنى من رأس المال الذي تحتاج شركة التأمين إلى الاحتفاظ به لضمان قدرتها على الوفاء بالتزاماتها خلال العام المقبل باحتمال 99.5% بينما يمثل  MCR الحد الأدنى من رأس المال الذي تحتاج شركة التأمين إلى الاحتفاظ به لتجنب الإفلاس.

تتطلب الملاءة المالية II من شركات التأمين وشركات إعادة التأمين أن يكون لديها أنظمة فعالة لإدارة المخاطر. ويشمل تحديد المخاطر وتقييمها، وتنفيذ استراتيجيات تخفيف المخاطر، ومراقبة التعرض للمخاطربما في ذلك مخاطر الاكتتاب والاستثمار والمخاطر التشغيلية.

تتطلب أيضا أن يكون لديها ترتيبات حوكمة سليمة ويشمل ذلك وجود أنظمة وضوابط فعالة، وإجراءات واضحة لاتخاذ القرار، وآليات مناسبة للرقابة والإبلاغ،وتقديم تقارير عن وضع ملاءتها المالية وبيان المخاطر إلى المنظمين وحاملي وثائق التأمين.

تسمح الملاءة المالية II لشركات التأمين وإعادة التأمين باستخدام النماذج الداخلية لحساب متطلبات رأس المال الخاصة بهم،ويجب أن تستوفي هذه النماذج معايير معينة وأن تتم الموافقة عليها من قبل الجهات التنظيمية وتوفر تقييماً أكثر دقة لمخاطر شركة التأمين ومتطلبات رأس المال.

يوجد أوجه تشابه بين الملاءة المالية الثانية والمعيار الدولي لإعداد التقارير المالية رقم 17 (IFRS 17)حيث يركز الاطارين على تقييم شركة التأمين وإدارة المخاطر التي تواجه نشاطها. وفي كلا التوجيهين، هناك خروج عن القواعد الضيقة والإرشادية واعتماد نهج تنظيمي أوسع وأكثر اعتمادًا على المخاطر مما يوجب على شركات التأمين مراعاتها بعناية عند تطوير نهج لتنفيذ كلا التوجيهين.

يؤثر تطبيق الملاءة المالية II على شركات التأمين فى عدة جوانب :-

  1. التأثير على متطلبات رأس المال حيث يتعين على شركات التأمين الاحتفاظ بمستوى معين من رأس المال لضمان ملاءتها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتوفير موارد مالية كافية لشركات التأمين لمواجهة الأحداث المحتملة وحماية حاملي الوثائق.

  2. التحول نحو تعزيز ممارسات إدارة المخاطر داخل شركات التأمين

  3. زيادة التركيز على الشفافية وإعداد التقارير

  4. التأثير على التسعير و تطوير المنتجات

وتستهدف الهيئة العامة للرقابة المالية تطبيق معايير solvency IIعلى شركات التأمين لتعزيز قدرات الشركات وملاءتها، بما يسهم في تعزيز الكفاءة المالية والتشغيلية للشركات لتوحيد أسس التصنيف والقياس، تدعيم الاستقرار المالي من خلال ضمان جودة الأصول، تدعيم البنية التحتية واستخدام تكنولوجيا المعلومات في المحاسبة وتنمية الموارد البشرية، وكذا تدعيم القدرة التنافسية لشركات التأمين المصرية في الأسواق الدولية. الأمر الذي سيتطلب قيام شركات التأمين برفع رؤوس أموالها، بما يتناسب مع المتغيرات والمتطلبات الجدية، مما يعزز من نظم إدارة المخاطر، والشفافية والقدرة على قياس هامش الملاءة المالية ومدى قدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها.

رأي الاتحاد

أدى تطبيق الملاءة المالية الثانية إلى تغييرات كبيرة في صناعة التأمين. وقد أجبر هذا المعيار  شركات التأمين على التركيز على إدارة المخاطر وكفاية رأس المال، مما أدى إلى تحسين الاستقرار المالي وتحقيق ممارسات أفضل لإدارة المخاطر. كما وضع توجهات جديدة لإدارة المخاطر من أجل تحسين إستراتيجية الأعمال، موثوقية إدارة رأس المال و فرض إلزامية الاعتماد على أدوات قياس المخاطر، حيث يتم استخدام هذه الأدوات لرصد وتقييم مجمل المخاطر التى تتعرض لها الشركة، و هذا بهدف الحد من خسائرها و الحفاظ على استقرارها وصلابتها الماليةلذا كان من الضروري إلقاء الضوء على هذا المعيار و آثار تطبيقه على شركات التأمين لتقييم تلك التجربة و الاستفادة منها .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس الوزراء: نسعى بالشراكة مع إحدى المؤسسات العالمية أن يكون مستشفى أورام دار السلام مركزًا على أعلى مستوى

كتبت مني جودت أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية، اليوم السبت حيث أشار ...