المسجد العتيق في اصفون بين إعادة الإعمار وهواجس الكنوز و الآثار
نشرت بواسطة:
كتب / عبدالناصر محمد
لا أنسى في مستهل مقالي أن أشيد بنجاح إدارة أثار اسنا في إعادة ترميم مئذنة اصفون التاريخية حيث نجح فريق العمل بعمل دراسة جيدة للنجاح مشروع الترميم حيث تم دراسة أحد الكوابيل الخشبية المتهالكة بشرفة مئذنة أصفون الفاطمية وتم التعرف على أسرار صناعة الأخشاب والمواد المستخدمة وتم عمل أخشاب ومسامير وطوب مشابهة و بدقة متناهية إضافة إلى علاج ميل المئذنة ليتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي
بداية أرى أن هناك تقاعس في إعادة إعمار المسجد العتيق البداية كانت في الاختلافات بين الجهات الحكومية حول إحلال وتجديد المسجد العتيق في اصفون وما إن تم التوافق بين هذه الجهات إلا وجدنا تباطؤ في عمليات الهدم والبناء للمسجد ورغم اتخاذ القرار منذ سنوات إلا أنه إلى الآن لم يتم إكتمال هدم حوائط المسجد
أرى أن هواجس وجود آثار وكنوز تحت المسجد هي إحدى الأسباب في صعوبة بناء مسجد اصفون العمري فيتردد بين عامة الشعب الاصفوني بأن المسجد تم بناؤه على معبد أثري وهو ما تنفيه ” الآثار ” بأنه لا صحة لما يتردد حول بناء المسجد العتيق على معابد أثرية
هذه الهواجس تدفع الكثير من الأهالي عند بدء هدم أو الحفر في أركان المسجد العتيق نجد المئات حول الآلات المستخدمة و أكوام الهدم للبحث عن الآثار أو أي قطعة أثرية
خاصة وأن من الحكايات المشهورة أن اصفون تحوي معبدا من العصر الروماني مبني على أطلال معبد قديم من العصر الفرعوني عليه نقوش تحمل اسم الفرعون بسماتيك ورغم أنه اختفى وعثر على بقاياه في عام 1905وهذا ما يدفع إلى وجود آثار تحت أركان المسجد العتيق فمازال العامة يأملون في وجود أي آثار
لا أحد ينكر أن قرية اصفون في محافظة الأقصر هي إحدى القرى الفرعونية المليئة بالكنوز والآثار وكانت تعرف باسم “صفيانست” وهي كلمة هيروغليفية تعني أرض الكنوز واشتهرت أيام الفراعنة بالسحر والكهانة
كما نشرت الجريدة الرسمية قرار وزارة السياحة والآثار برقم 206 لسنة 2021 الصادر بتاريخ 18 اغسطس 2021 بشأن إخضاع منطقة أصفون المطاعنة -اسنا بمحافظة الأقصر لأحكام المادة 20 من قانون حماية الاثار رقم 117 لسنة 1983.
وجاء ذلك بعد الاطلاع على قانون حماية الاثار الصادر بالقانون رقم 17 لسنة 1983 وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم 82 لسنة 1994 بشأن إنشاء المجلس الأعلى للآثار
ورغم أن تم رصد ميزانية لإعادة إحلال وتجديد المسجد العتيق في اصفون نهاية عام 2020 إلا أنه حتى تاريخه لم يتم العمل الجاد في بناء أحد أهم مساجد مصر والذي تم بناؤه في عهد الصحابي الجليل عمرو بن العاص وتم بناء مئذنته الأثرية في عهد العصر الفاطمي