بقلم :احمد المالكي
يواجه العرب تهديدات مختلفة واطماع من دول تسعى إلى الهيمنة على المنطقة العربية والسيطرة عليها وسرقة ثرواتها ونشر الفوضى والإرهاب ومنذ ثورات الربيع العربي والمنطقة العربية تعاني من التدخلات التركية والإيرانية والإرهاب بالإضافة إلى الامن المائي والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم العربي وجاءت ازمة كورونا والتي عطلت عقد القمة العربية في ٢٠٢٠ و٢٠٢١ م بمزيد من المشكلات التي ادت الى تحديات صحية واجهتها الدول العربية واليوم تؤثر الحرب الروسية الاوكرانية على الاوضاع الاقتصادية في العالم العربي .
الجزائر عليها مسؤولية كبيرة في ظل العديد من التحديات التي تواجه الحكومات والشعوب العربية بالإضافة إلى ان الجزائر تعول في هذه القمة على لم الشمل العربي رغم صعوبة هذا الامر في هذا التوقيت الصعب والذي تعاني فيه كل دولة من الدول العربية من ازمات سياسية واقتصادية بالإضافة هيمنة إيران على عواصم عربية واصبح قرارها في يد الملالي بالإضافة إلى التدخلات التركية في دول عربية واحتلال اراضي داخل سوريا والعراق وممارسة اعمال عسكرية عدوانية ضد هذه الدول .
القضية الفلسطينية سوف تكون حاضرة لكن ما الجديد الذي يمكن ان تقدمه الدول العربية للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ؟.
قبل ايام نجحت الجزائر في لم شمل الفصائل الفلسطينية وعمل مصالحة برعاية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عبر ورقة جزائرية توافقت عليها الفصائل الفلسطينية لكن موقف الدول العربية من هذه الورقة لم يتضح حتى الآن ولا نعرف ايضا هذه الورقة الجزائرية هل ستتم مناقشتها داخل اروقة اجتماع القادة العرب في القمة العربية في الجزائر بداية الشهر المقبل؟ .
اليمن يعاني من جرائم الحوثيين والهدنة موقفها غامض والحوثي يواصل الجرائم ضد الشعب اليمني وهناك مساعي اممية ودولية لتمديد الهدنة لكن الحوثيين لايريدون الهدنة لان إيران لم تصدر لهم اوامر تمديد الهدنة .
القمة العربية في الجزائر سوف تواجه ملفات عديدة معقدة لكن الجامعة العربية غير موجودة عربيا في حل ازمات الدول العربية وكل ما تفعله هو التواصل مع الدول العربية المختلفة دون دور حقيقي لها والشعوب العربية لم تعد تثق في الجامعة العربية ويرون ان الجامعة العربية بحاجة إلى إصلاح هيكلي وهناك اراء مختلفة في الشارع العربي تطالب بإلغاء الجامعة العربية في ظل تحالفات عربية جديدة وتعاون حقيقي بين الدول المتحالفة بالإضافة إلى تبادل الرؤى والافكار والحلول وتعاون اقتصادي وامني بعيدا عن اروقة الجامعة العربية وتعاون عربي مشترك حقيقي ومن هذه الدول مصر والسعودية والإمارات وايضا هناك مجلس تعاون خليجي يناقش مشكلات دول الخليج ومشاكل المنطقة العربية بالإضافة إلى التعاون العسكري والامني بين دول الخليج .
هناك دول عربية تلعب ادوار مختلفة تعود بالنفع على المنطقة والعالم بعيدا عن الجامعة العربية مثل المملكة العربية السعودية التي تتمتع بثقل سياسي حقيقي ونجحت في ان يكون لها دور حقيقي في المنطقة العربية ومواجهة كافة التحديات السياسية والامنية والاقتصادية ولديها رؤية ٢٠٣٠ وقامت بعمل إصلاحات في المجتمع السعودي ونجحت في توطيد علاقتها بدول كبرى ودول عربية واصبح بينها وبين الدول العربية تعاون كبير واستثمارات سعودية ومن هذه الدول مصر والتي اهتمت المملكة العربية بدعمها ومساندة الشعب المصري وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لمصر بالإضافة إلى الاعمال الإنسانية في اليمن وتقديم مليارات الدولارات إلى الشعب اليمني في محاولة لإعادة الامل ورفع المعاناة عن الشعب اليمني .
المملكة العربية السعودية تقدم الدعم المادي والسياسي وترفض التطبيع مع إسرائيل وتطالب بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية .
السعودية اليوم تواجه تحديات منها التهديدات الإيرانية على حدودها مع اليمن وعانت كثيرا من صواريخ وطائرات الحوثي المسيرة وايضا تواجه الإرهاب الإيراني في البحر الاحمر وهي نفس التحديات التي تواجه مصر في قناة السويس والبحر الاحمر وايضا تتعرض السعودية إلى انتقادات من الولايات المتحدة على خلفية قرار اوبك بلس بتخفيض النفط إلى مليوني برميل يوميا رغم إن القرار اقتصادي بحت وليس سياسيا من اجل دعم روسيا كما تدعي كذبا الولايات المتحدة لكن لانعرف هل سوف تناقش القمة العربية علاقة السعودية والولايات المتحدة وتصريحات بايدن حول تقييم العلاقة مع المملكة العربية السعودية .
هناك دولة عربية اخرى تسلك مسلك اخر وهي لها دبلوماسية ناجحة وتنتهج السلام في كل تعاملاتها مع الدول ولها استثمارات في دول كثيرة وتحاول ان تلعب دورا جيدا فقدته مؤسسات كبرى مثل الامم المتحدة والجامعة العربية بعد ان فقدت الشعوب في هذين المؤسستين الثقة ويرى البعض إن هذين المؤسستين العالم ليس بحاجة لهما لانهما سبب كبير في إشعال الصراعات واصبح دورهما ضعيف .
القمة العربية القادمة في الجزائر لانريد الحكم عليها مبكرا وهناك الكثير من الملفات التي تحتاج إلى المزيد من الجهود الدبلوماسية وايضا هناك تحديات اقتصادية ينتظر الشعوب العربية قرارت اقتصادية تساهم في تجاوز الازمات الاقتصادية والتي من سببها الحرب الروسية الاوكرانية وتحتاج الدول العربية تعاون اقتصادي حقيقي والحديث عن السوق العربية المشتركة وكثيرا من الاقتراحات والافكار والرؤى التي تسهم في اقتصاد يتجاوز الازمات الاقتصادية .
دول عربية كثيرة لديها ازمات معقدة بحاجة إلى حلول حقيقية لحلحة ازماتها وإيجاد تسويات سياسية جادة بعيدا عن المصالح الشخصية وصراع السلطة .
الحديث عن القمة العربية مستمر إلى ان تعقد القمة وهناك اهتمام بعقدها في موعدها في ظل اهتمام جزائري بحضور كل القادة والزعماء العرب وسوف تغيب سوريا مرة اخرى وهناك تأكيدات بحضور ملك المغرب القمة رغم الازمة بين الجزائر والمغرب لكن لانعرف من سيحضر ومن سيعتذر عن الحضور .
القمة العربية لم يعد الشارع العربي ينتظر منها الكثير ولانريد الحكم عليها مبكرا لكن من المؤكد ان الازمات العربية بحاجة إلى الواقعية والاقتراب من الشعوب والتحدث بلسانهم وان يكون التعاون العربي حقيقيا ليس حبرا على ورق كما حدث في قمم عربية سابقة دخلت في ادراج الجامعة العربية ولم تفتح مجددا وذهبت مع الريح .
الحديث سوف يظل متواصل إلى ان يخرج بيان القمة التي سوف تعقد بداية الشهر المقبل في نوفمبر .
وللحديث بقية ان شاء الله