عادل عامر

العنف ضد الأطفال في ظل القانون

كتب د/ عادل عامر

إن العنف ضد الأطفال هو مشكلة خطيرة تهدد الأطفال في جميع أنحاء العالم. يعتبر العنف ضد الأطفال انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية ويشمل أشكالًا متعددة من العنف، مثل العنف الجسدي والعقوبات القاسية والاستغلال الجنسي والزواج المبكر والعمل القسري. يجب أن يكون هناك عقوبات صارمة لمكافحة العنف ضد الأطفال وحماية حقوقهم. إن مكافحة العنف ضد الأطفال تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. يجب أن نعمل معًا على تعزيز حقوق الأطفال وضمان حمايتهم من العنف بجميع أشكاله.

 إن معاقبة المرتكبين وتوفير الدعم للضحايا هي أحد الخطوات الرئيسية نحو إنهاء هذه الظاهرة الضارة وبناء مستقبل آمن للأطفال. الإطار القانوني المناسب لحماية الأطفال من العنف هو مزيج من القوانين والسياسات التي تعالج إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم واستغلالهم. ويشمل ذلك تشريعات مثل قانون منع إساءة معاملة الأطفال وعلاجهم (CAPTA) في الولايات المتحدة، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (CRC)، واتفاقية مجلس أوروبا بشأن حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي والانتهاكات الجنسية. إساءة. وتهدف هذه القوانين والسياسات إلى وضع معايير واضحة لتحديد حالات إساءة معاملة الأطفال والإبلاغ عنها، وتقديم الدعم للضحايا، ومحاسبة الجناة.

 بالإضافة إلى ذلك، توفر المعاهدات والصكوك الدولية لحقوق الإنسان، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، المزيد من الإرشادات بشأن حماية حقوق الأطفال ورفاههم. في حالات العنف المنزلي التي تشمل الأطفال، هناك العديد من وسائل الحماية القانونية المعمول بها لضمان سلامتهم ورفاههم. وتختلف وسائل الحماية هذه حسب الولاية القضائية، ولكنها قد تشمل:

1. أوامر الحماية: يمكن للمحكمة إصدار أوامر الحماية لمنع المزيد من العنف وتقييد اتصال المعتدي بالطفل.

2. حضانة الطفل وزيارته: تعطي المحاكم عادةً الأولوية لسلامة ورفاهية الطفل عند اتخاذ قرارات بشأن الحضانة والزيارة. وقد يشمل ذلك تحديد الوقت الذي يقضيه المعتدي مع الطفل أو الإشراف عليه، أو حتى منح الحضانة الوحيدة للوالد غير المسيء.

3. حماية شهود الأطفال: في بعض الحالات، يمكن استدعاء الأطفال كشهود في الإجراءات الجنائية أو المدنية ضد المعتدي. توجد قوانين لحماية شهود الأطفال لحماية الطفل من المزيد من الأذى أو التخويف أثناء الإجراءات القانونية.

4. الإبلاغ الإلزامي: لدى العديد من الولايات قوانين تلزم بعض المهنيين، مثل المعلمين أو الأطباء، بالإبلاغ عن الشكوك المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم. وهذا يمكن أن يساعد في ضمان حماية الأطفال من المزيد من الأذى.

5. خدمات الضحايا: تقدم العديد من المجتمعات خدمات للضحايا، مثل الملاجئ، والاستشارة، ومجموعات الدعم، لمساعدة الأطفال وأسرهم على الشفاء والتعافي من العنف المنزلي.

من المهم أن يفهم الأطفال وأسرهم حقوقهم وخياراتهم القانونية عندما يتعلق الأمر بالعنف المنزلي، وأن يطلبوا المساعدة من المهنيين والموارد المناسبة.

ﯾﻌد اﻟﻌﻧف ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﺷﻛﻼت إزﻋﺎﺟﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺣﯾث اﺑﺗﻠﯾت ﺑﮫ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺷرﻗﺎ ً وﻏرﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ، واﻟﻌﻧف ﻣن أوﻟﻰ ﻣظﺎھر اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ، ﻟﻛن ﻣﻌدﻻﺗﮫ ارﺗﻔﻌت ﻛﺛﯾرا ﺧﻼل اﻟﻌﻘود اﻷﺧﯾرة ، ﻛﻣﺎ أن أﻧواﻋﺎ ﺟدﯾدة ﻣﻧﮫ ظﮭرت ﻷول ﻣرة ، وﻻ ﯾﻛﺎد ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﺣﺿرﯾﺎ ً أو رﯾﻔﯾﺎ ﯾﺧﻠو ﻣن ﺑﻌض أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻧف ، وﻓﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺻري أﺻﺑﺣت اﻟﺷﻛوى داﺋﻣﺔ واﻟﺻﯾﺣﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻧف ﻓﻲ ﻛل اﻟﺑﯾﺋﺎت ﻣﺗﺧذا ً أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻋﻧف أﺧﻼﻗﻲ ﯾﺄﺧذ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺻورا ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻣن ﻋﻧف ﺳﯾﺎﺳﻲ أو إرھﺎﺑﻲ وﻏﯾرھﺎ

وﻗد أﻓرزت ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﺣﻠل ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ھذه ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻣﺿﺎﻓﺎ ً إﻟﯾﮭﺎ ﻋواﻣل اﻹﺣﺑﺎط واﻟﻘﮭر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻰ واﻹﻗﺗﺻﺎدى واﻷﺣﺎﺳﯾس اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔوق اﻟطﺑﻘﻲ ﻟدى ﻓﺋﺔ ﺿﯾﻘﺔ واﻻﻧﺳﺣﺎق اﻟطﺑﻘﻲ ﻟدى ﻓﺋﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣظﺎھر ﻟﻠﻌﻧف ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﯾوم ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ ﺑﮭذا اﻟﺣﺟم ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ

وﯾﻣﺛل ﺳﻠوك اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺟﺳﯾدا ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ، وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺳﻠوك اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﯾﺳت داﺋﻣﺎ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن ﻟﻠطﺑﻘﺎت واﻟﻔﺋﺎت واﻟﺷراﺋﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﮭﺎ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻋن اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ، واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرب وﺗﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ، وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن اﻟﻧﻣط اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺎم واﻷﻧﻣﺎط اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻛﺑﯾر ﻛﺎن اﻷﻓراد أﻛﺛر ﻣﯾﻼ ً إﻟﻰ اﻋﺗﻧﺎق اﻷﻧﻣﺎط اﻹﻧﺣراﻓﯾﺔ، ﻣن ھﻧﺎ ﯾﺗﻛون اﻟﻌﻧف ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺟود اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗؤﻣن ﺑﻘﯾم وﻣﺑﺎدئ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗؤﯾد اﻟﻌﻧف ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﺳﺗﺧدام اﻟﻔرد ﻟﻠﻌﻧف اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻧﻘﮭﺎ داﺧل ﻧﺳق ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻌﯾن ﯾؤﯾد اﻟﻌﻧف وﯾؤﻣن ﺑﮫ.

وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﯾﺗﺑﻌﮫ أﯾﺿﺎ ً ﺷﯾوع ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻧف واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻸﻓراد ﻟﺗﻌﻠم اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻧف ﺑﺻورة ﻓﻌﺎﻟﺔ وﺗزوﯾد اﻷﻓراد ﺑﺑﻌض اﻟﺗﺻورات ﺣول دواﻓﻊ وأﺳﺑﺎب اﻧدﻻع اﻟﻌﻧف وﻋواﻗﺑﮫ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ.

 ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻌﻛس اﺳﺗﺧدام اﻟﻔرد ﻟﻠﻌﻧف اﻟﻘﯾم واﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻧﻘﮭﺎ داﺧل ﻧﺳق ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻌﯾن ﯾؤﯾد اﻟﻌﻧف وﯾؤﻣن ﺑﮫ، وﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻟوﺳط اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻰ اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟﻔرد ﻛﺎﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﻟﻧﺳق اﻟﻘﯾﻣﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟذيﯾﻌﺗﺑر ﺑدوره اﻟﻌﻧف ﺟزءا ﻣﻧﮭﺎ

وﯾﺑدو ﻷﺳﺑﺎب ﻛﺛﯾرة أن ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﯾﻌﺗرﯾﮫ اﻵن وﻣﻧذ ﻣدة ﻣزاج ﻋدواﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﺗواﻓرت ﻟدى أﻓراده طﺎﻗﺎت ﻋدواﻧﯾﺔ ﻣﻛﺑوﺗﺔ ﯾﻔرﻏوﻧﮭﺎ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻵﺧرﯾن ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﺑدون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻷﺳﺑﺎب أﻏﻠﺑﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺑرر أو ﻣﻔﮭوم، ﻓﻌﻧد ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص وھم ﯾﺗﺣدﺛون ﻓﻲ أﻣر ﻣن اﻷﻣور اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﺎت أﺳرﯾﺔ أو رﺳﻣﯾﺔ أو ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷﺻدﻗﺎء ﻓﻣﺎ إن ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر ﺣﺗﻰ ﯾﺑدأ ﻛل ﻣﻧﮭم ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﺑﺻوت ﻋﺎل ظﻧﺎ ً أن ﻋﻠو اﻟﺻوت ﻛﻔﯾل ﺑﺈﻗﻧﺎع اﻵﺧرﯾن وھدم ﺣﺟﺞ اﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن ، ﺛم ﯾﺑدأ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺻوت واﺣد دون اﻧﺗظﺎر ﻟﻼﺳﺗﻣﺎع ﻟﻣﺎ ﯾﻘوﻟﮫ اﻵﺧرون.ﻓﻼ أﺣد ﯾرﯾد أن ﯾﺳﻣﻊ أﺣد ،ﺑل اﻟﻛل ﻣﻘﺗﻧﻊ إﻟﻰ ﺣد اﻟﯾﻘﯾن ﺑﺻﺣﺔ وﺟﮭﺔ ﻧظره ھو، ورﺣم ﷲ زﻣﺎﻧﺎ ﻛﺎن اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﯾﻘول ﻓﯾﮫ “:ﻣﺎ أﺣﺑﺑت أن أﻧﺎظر أﺣدا ﻓﺄﺧطﺋﮫ ﻓرأﯾﻲ ﺻواب ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺧطﺄ ورأى ﻏﯾري ﺧطﺄ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺻواب.”

 اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﻌﻧف :

ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻌﻧف ﻓﻲ ﻧﺷﺄﺗﮫ وﺿﻌﻔﮫ وﻗوﺗﮫ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل أو اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدى إﻟﯾﮫ وﺗﺧﺗﻠف وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أھﻣﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ. وﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺗﻌﻘد ھذه اﻟظﺎھرة ﺻﻌوﺑﺔ ﺣﺻر اﻟدواﻓﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ وراء ھذه اﻟظﺎھرة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟم ﻗرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﯾﻛﺗﺳب اﻷﻓراد ﻣﻧﮫ ﻗﯾم وﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﺗﻌددة ﺗزﯾد ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻌﻘد ظﺎھرة اﻟﻌﻧف وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﻌﻧف ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘوى أو اﻟﻌواﻣل أو اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﺷﺑﺎب ﻧﺣو إﯾﻘﺎع اﻷذى اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﮭﺟوم اﻟﻠﻔظﻲ أو اﻟﻌﻧف واﻟﻌدوان أو ﺗﺣطﯾم اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ أو رﻣوزھﺎ ، ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺷﯾر ﻓﯾﮫ اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ أﺷﺎر اﻟﺑﻌض اﻵﺧر إﻟﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ؛وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻋرض ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل :

اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف :

 أ- اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ: Norms Social

ﺗﻘوم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑدور ﻣﮭم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻓراد ﯾﺳﺗﺟﯾﺑون ﻟﺑﻌض اﻷﻓﻌﺎل ﺑﻌﻧف أم ﻻ ؟ ﻓﺎﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗوﺻف أﻧواع اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف اﻟﻣﺿﺎدة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻧواع اﻟﺳﻠوك اﻷﺧرى اﻟﻣﺟﺎزة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ً ، وﺗﻠك اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﺗوﺑﯾﺦ وﺻﻔﻊ اﻷب ﻟطﻔل ﻣﺗﻣرد )ﻋﺎق( ﻋﻣره 12 ﻋﺎﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر أﺣد أﺷﻛﺎل اﻟﺳﻠوك اﻟﻣواﻟﻰ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ، ﻓﻔﻲ أﺣد اﻟﻣﺳوح اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﻗر 70 % ﻣن اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن إن ذﻟك ﺿروري ﻟﺗﺄدﯾب اﻟطﻔل وﻛذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺷﺗرك ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌدوان اﻟذي ﯾﻘره اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﺧص ﻟدﯾﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻗﺗل ﺷﺧص آﺧر ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس وھﻧﺎك ﻛذﻟك اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻌدوان اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل اﻟﻘﺗل واﻻﻏﺗﺻﺎب واﻟﺳرﻗﺔ ﺑﺎﻹﻛراه وﻏﯾرھﺎ.

وﯾﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﻓﮭم اﻟﻔروق ﺑﯾن أﺷﻛﺎل اﻟﻌدوان اﻟﺛﻼﺛﺔ )اﻟﻣﺿﺎد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ – واﻟﻣﺟﺎز ﻗﺎﻧوﻧﺎ ً – واﻟﻣواﻟﻰ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ( ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﺣﺗﻣﺎل ﺗﻐﯾرھﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻻﺣﻘﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد أن ﯾﺗﻌﻠﻣوا اﻟﺗﻣﯾز ﺑدﻗﺔ ﺑﯾن أﺷﻛﺎل اﻟﻌدوان اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺣﺗﻰ ﯾؤدوا وظﺎﺋﻔﮭم ﺑﺻورة ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .

 ب- اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ: Socialization

ﺗﻌد اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن أﺑرز اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻓﮭﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟذي ﯾﻌﺎﯾﺷﮫ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣﺣﯾط أﺳرﺗﮫ واﺣﺗﻣﺎﻻت أن ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف.وﻗد أوﺿﺢ “ﻣﺣﯾﻰ اﻟدﯾن ﺣﺳﯾن” ﻣن اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺳوك اﻟﻌدواﻧﻲﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﺳﻣﺎﺣﺔ اﻟﻣرﺷدة وارﺗﺑﺎطﺎ ً إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺑﺄﺳﻠوﺑﻲ اﻟﺗﺷدد وﻋدم اﻻﺗﺳﺎق . وﯾﻘول ” ﻣوﻻﻧﻲ ” إن اﻟطﻔل اﻟذي ﯾﻌﺎﻣل ﺑوﺣﺷﯾﺔ ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﮫ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﺷﺑﺎﺑﮫ ﺑﺎرﺗﻛﺎب ﺟراﺋم اﻟﻌﻧف، وﺗدل ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌدوان واﻟﻌﻧف ﻣﻛﺗﺳﺑﺎن ﺑﺎﻟﺗﻌﻠم.

أﻣﺎ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﯾؤدى إﻟﻰ إﺛﺎرة ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻐﯾرة واﻟﺣﻘد ﺑﯾن اﻷﺧوة وأﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻐﺿب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟواﻟدﯾن ﻟﺑﻌض اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻰ .

ﺟـ- وﺟود اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ:

 ﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﻔرد ﻣن ﺳﻠوك ﻣرﻓوض أو ﻣﺳﺗﮭﺟن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻣﻔرده ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﺑﮫ ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺿﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد إذا وﺟد اﻟﻣﺛﯾر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻰ ﻟﻠﻌدوان

ﻛﺎﻟﺗﮭﻛم ﻣن ﺷﺧص آﺧر ﻣﺛﻼ . ﻓﺎﻟﻌﻧف اﻟذي ﯾﺻدر ﻣن اﻷﻓراد وھم ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت

أﻗوى وأﻛﺛر ﺗدﻣﯾرا ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﮫ ﺑﻣﻔردھم وأﺷﻛﺎل اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓردﯾﺔ ﻋدواﻧﯾﺔ أو إﺟراﻣﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ھؤﻻء اﻷﻓراد ﻟﯾﺗﻔرﻏوا ﻟﮭذه اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣﻧطق ﻋﺎم أو واﺿﺢ ﺑل إن ﻣﺛل ھؤﻻء اﻷﻓراد ﯾﺳﺗﻧﻛرون ﻣﺎ ﯾﻘوﻣون ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﻣواﻗف

د- وﻗت اﻟﻔراغ

ﯾﻠﻌب اﻟﻔراغ دورا ً ﺑﺎرزا ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻧدﻣﺎج اﻟﺷﺧص ﻧﺣو اﻟﺟرﯾﻣﺔ . وﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻔراغ ، وﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ وﻣﻧﮭم اﻟﺷﺑﺎب ﯾواﺟﮭون ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺳﺗﻐﻼل ھذا اﻟوﻗت.ﻓﺎﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل وردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺗﮫ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداﻓﮫ وإﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﮫ اﻟﻣﺗطورة واﻟﻣﺗﻐﯾرة ، وﻛذﻟك ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑر ﺑﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﻗﺑوﻟﮫ أو رﻓﺿﮫ ﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﯾﮫ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﺣﯾط ﺑﮫ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻧﺎﺻر ﺑﺷرﯾﺔ أو ﻣﺎدﯾﺔ

اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف :

 ﯾﻘدم ﻛل ﻣن ” ﺑرﻧو ﺑﺗﻠﮭﺎﯾم Bettelheim Bruno ” و ” ﻟوﯾس ﻓﯾور Fuer Lews ” أﻗوى اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ طرﺣت ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ظﺎھرة اﻟﻌﻧف ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض أن اﻟﺷﺑﺎب ﻗد ﻻ ﯾﺷﻌرون ﺑﻘﯾﻣﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟوﺟودھم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻐﯾﺎب اﻟﻘدوة ، ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﻠﻘد أﺧﻔﻘت ﺗرﺑﯾﺗﮭم ﻓﻲ إﻋطﺎﺋﮭم ھدﻓﺎ ً رﻓﯾﻌﺎ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون رﻣزا ﯾﻧظﻣون ﺣوﻟﮫ ﺧﺑراﺗﮭم وﺗﺗﺄﺳس وﻓﻘﺎ ﻟﮫ طﻣوﺣﺎﺗﮭم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .

وﺗﻌد ﺟراﺋم اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﻧﯾف ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن طﺎﻗﺔ ﻟم ﺗﺟد ﻟﮭﺎ ﻣﺧرﺟﺎ ً اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻓﺄدت إﻟﻰ ﺳﻠوك ﻻ ﯾﺗﻔق واﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺧﺗﻠف درﺟﺔ اﻟﻌﻧف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻛم اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن ﻣﺗﻧﻔس 

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نجل محمد رمضان يظهر بعد غد فى جلسة معارضته على حكم إيداعه دار رعاية

كتبت هناء مصطفي تنظر محكمة الطفل بمدينة 6 أكتوبر، بعد غد الخميس، أولى جلسات المعارضة ...