بقلم:أحمد المالكي
كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية
يظل الطموح الإيراني كبيرا في سوريا وزاد مع انشغال روسيا في حربها مع اوكرانيا وهذا الطموح خططت له إيران على يد قاسم سليماني الذي بقتله تراجع هذا الطموح لكنه عاد اليوم مرة اخرى وتحاول إيران الضغط على سوريا من بوابة الازمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا اليوم وتلعب إيران على انشغال روسيا في حربها ضد اوكرانيا بالإضافة إلى انها تقدم مئات الطائرات المسيرة التي تساعد الروس في حربهم .
اسرائيل تقف ضد طموح إيران في المنطقة وتستهدف قدرات الإيرانيين في سوريا وترى اسرائيل انها حققت الكثير من محاولات إيران لتوسيع قدراتها في سوريا وترى ان إيران تراجعت قدراتها كثيرا في سوريا بعد التصدي الاسرائيلي لها وهذا ما اكد عليه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي في ندوة بمعهد دراسات الامن القومي بجامعة تل ابيب والذي تحدث حول قيام إيران في السنوات السابقة بمحاولات لتوسيع قدراتها العسكرية في سوريا ومحاولات إبقاء الآلاف من مليشياتها في سوريا بالإضافة إلى محاولاتها في تكوين تنظيم في الجولان على غرار حزب الله ولذلك تعمل اسرائيل على مواجهة الطموح الإيراني في سوريا والذي وصل اليوم إلى السعي للحصول على مكاسب اكبر منها معاملة الإيرانيين في سوريا مثل السوريين في كافة المؤسسات الصحية والتعليمية بالإضافة إلى المطالبة بمحاكمة الإيرانيين الذين يرتكبون جرائم داخل الاراضي السورية امام القضاء الإيراني وليس القضاء السوري .
إيران تستخدم مساعداتها في الضغط على سوريا من اجل ان تسيطر إيران على كافة مؤسساتها وهي ترى ذلك حق لها بعد ان ساندت النظام السوري منذ عام ٢٠١١م وحتى اليوم وهي ترى ان روسيا حصلت على مكاسب اكبر في سوريا وهي رغم مساندتها للنظام السوري لم تحقق هذه المكاسب التي حصلت عليها روسيا بشكل اكبر بالإضافة إلى حصول الامريكان وسيطرتهم على حقول النفط السوري .
سوريا وقعت في براثن الملالي ويدفع الشعب السوري فاتورة انتهاك سيادة سوريا ومستقبل سوريا اصبح غامضا بعد سيطرة دول على اراضيها وتقسيمها .
اسرائيل تعمل جيدا على استهداف صواريخ إيران واستهداف مليشياتها واستخباراتها والحد من خطورة إيران في المنطقة وترى انه مازالت إيران قدراتها في سوريا قائمة لكن اسرائيل عازمة على إنهاء التواجد الإيراني في سوريا .
إيران تعاني داخليا بسبب المظاهرات بعد مقتل الشابة الإيرانية مهسا اميني وتمارس عليها ضغوطا دوليا من اجل وقف القمع والاعتقالات ضد الشعب الإيراني ورغم الاضطرابات الداخلية وعلاقتها المتوترة مع الغرب وجيرانها في المنطقة تواصل إيران تنفيذ اجنداتها الخارجية ومنها الضغوط على سوريا .
المنطقة اليوم تشهد صراعا غير مسبوقا من قوى كبرى تتصارع على دول وقعت في الفوضى والجميع يسعى إلى السيطرة على مقدراتها الاقتصادية ويبقى الخطر الاكبر اليوم على المنطقة العربية اسرائيل وايران .
سوريا وضعها اصبح معقدا وهذا الوضع له تأثير خطير على الإقليم العربي وانهاء الوجود الاجنبي في سوريا لن يكون بسهولة ومحاولات تقسيم سوريا قائمة فعليا وهذا التقسيم ضمن محاولات كبرى لتقسيم الدول العربية .
التكاتف العربي مهم في هذه المرحلة من عمر الامة العربية وسوريا ليست بحاجة إلى بيانات عربية تخرج عن اجتماعات في جامعة الدول العربية او لقاءات ثنائية بين قادة عرب بل حاجة إلى مساندة ودعم عربي حقيقي وإعادتها مرة اخرى إلى الحضن العربي لكن لن يحدث ذلك إلا بمواجهة النفوذ الإيراني ومواجهة الاستهداف التركي والاسرائيلي للاراضي العربية وهذه المواجهة بحاجة إلى إرادة عربية قوية وموقف عربي قوي وموحد