اعلان الجزائر والمصالحة الفلسطينية

بقلم :احمد المالكي 

كاتب متخصص بالعلاقات الدولية والقضايا السياسية 

في اجواء من المحبة والتوافق برعاية الجزائر اجتمعت الفصائل الفلسطينية من اجل لم الشمل وتحقيق المصالحة بين كافة الفصائل والجميع تحدث عن اجواء إيجابية ورغبة حقيقية في المصالحة واهتمام جزائري على اعلى مستوى ومتابعة من الرئيس عبدالمجيد تبون والذي قام بزيارة الفصائل الفلسطينية في مقر اجتماعهم بالجزائر لتشجيعهم على تحقيق نتائج إيجابية واعطاءهم دفعة قوية من اجل الاتفاق والتوافق على نقاط مشتركة وبالفعل نجحت الجزائر في إيصال الفصائل الفلسطينية إلى الطريق الصحيح وحتى كتابة سطور هذا المقال النتائج إيجابية وهناك رغبة في التوقيع على ورقه المصالحة او اعلان الجزائر برعاية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

المفاوضات مجمدة بين كافة الفصائل الفلسطينية اكثر من عامين رغم ان مصر قطعت شوطا كبيرا في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية واكملت الجزائر المهمة اليوم بناء على الجهود المصرية السابقة .

الجزائر سوف تستضيف القمة العربية في نوفمبر القادم ونجاحها في تحقيق المصالحة الفلسطينية والتوقيع على اعلان الجزائر من اجل لم الشمل الفلسطيني يؤكد ان القمة العربية في الجزائر سوف تكون ناجحة وهناك رضا كامل بين كافة الفصائل الفلسطينية من الفريق الجزائري الذي ادار الحوار بين الفصائل الفلسطينية ووصفوه بانه فريق يمتلك الصبر ولا ينحاز لطرف على حساب طرف آخر .

الجزائر ترى ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لكنها تعمل من اجل الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والمصالحة الذي ادت الى ضياع القضية الفلسطينية وإهدار دم الشعب الفلسطيني بين كافة الفصائل .

المصالحة هي السبيل الوحيد لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الاحتلال وهي الطريق الصحيح من اجل مواجهة الاحتلال بشكل موحد وقوي لان الانقسام يضعف من القضية الفلسطينية ويجعل اسرائيل تتمادى في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني .

المجتمع الدولي قصر كثيرا في حق الشعب الفلسطيني ووقف موقف المتفرج وخاصة الولايات المتحدة التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم الاحتلال وتكتفي فقط بالتصريحات والتنديدات لكنها لم تتحرك جديا لوقف جرائم الاحتلال واحتلال مزيد من الاراضي بشكل غير قانوني وشرعي .

اسرائيل تزيد من جرائمها هذه الايام بطريقة وحشية وتقوم بجرائم ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني ضاربة بكل القوانين الدولية عرض الحائط .

مايحدث في الجزائر يعكس اهمية المصالحة وتحقيق التوافق بين كافة الفصائل وان الحل في حكومة وحدة وطنية وانتخابات حقيقية بعيدة عن الصراعات وتعطي الامل الشعب الفلسطيني إنه ليس لوحده وان هناك من يسعى من اجل القضية الفلسطينية بالإضافة إلى رفع الظلم والمعاناة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتي يمر بها المواطن الفلسطيني .

العالم سوف يهتم بالقضية الفلسطينية إذا شعر ان الفصائل الفلسطينية موحدة وتقف قوية في مواجهة الاحتلال الذي يستخدم الفلسطينيين وقودا في الانتخابات الإسرائيلية .

الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون انجز عملا هاما سوف يساعد في استقرار الاوضاع بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق مصالحة ما احوج الشعب الفلسطيني اليوم إليها .

مصر لم تقصر في تقريب وجهات النظر بين كافة الفصائل ومازالت تقدم كافة انواع الدعم للاشقاء سواء سياسيا او ماديا والقضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وهي في قلب كل مصري ومصر قدمت شهداء من اجل القضية الفلسطينية ولايستطيع احد في المزايدة على دور مصر الوطني والقومي في القضية الفلسطينية وإعلان الجزائر سوف يكون بمثابة وثيقة تاريخية وتتويجا لدور مصر والجزائر في توحيد الفصائل الفلسطينية واعلان الجزائر سوف يتم مناقشة الورقة الجزائرية من خلال الدول العربية وسوف يكون هناك آليات لمتابعة تنفيذ بنود المصالحة بحيث تكون مصالحة حقيقية نابعة من رغبة قوية في لم الشمل وجدية فلسطينية في النظر إلى المستقبل والتنازل عن المصالح الشخصية من اجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

الاحتلال الإسرائيلي يكثف من هجماته هذه الايام على الشعب الفلسطيني ويقتل الشباب ويحاصر مخيم شعفاط بالقدس بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى ومحاولة شن حرب واسعة على الشعب الفلسطيني لكن الفلسطينيون صامدون وقادرون على مواجهة رصاص الاحتلال بشجاعة ويدافعون عن ممتلكاتهم ومقدساتهم .

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن يعمل من اجل القضية الفلسطينية ويحاول من خلال دول لها دور فاعل في القضية الفلسطينية إيجاد سبل لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل والاستقرار،ويشارك ابو مازن هذه الايام في مؤتمر منظمة سيكا في استانا ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن مع نظيره الروسي بوتين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا الشرق الاوسط وعلى راسها القضية الفلسطينية .

الجهود الفلسطينية في مواجهة الاحتلال المتغطرس والغاشم جبارة والتحرك إقليميا ودوليا يؤكد ان القيادات الفلسطينية في الفصائل المختلفة تبحث عن صفحة جديدة في العلاقات بينهم وايضا صفحة جديدة تفتحها الفصائل مع الشعب الفلسطيني رغم عدم رضا في الشارع الفلسطيني عن مواقف الفصائل وهناك إجماع في الشارع الفلسطيني ان المصالحة يجب ان تكون بنية حقيقية لكي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كل شبر على ارض فلسطين .

اعلان الجزائر لعلها بادرة خير في تحقيق مزيد من التقدم نحو السلام الحقيقي والجاد لإقامة دولة فلسطينية على اراضي ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية .

اتمنى التوفيق لكل الفصائل الفلسطينية واتقدم لهم بالتهنئة على هذا الالتزام بالمصالحة وشكرا للجزائر والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على الجهود التي بذلوها في تقريب وجهات النظر بين كافة الفصائل الفلسطينية وكما نجحت الجزائر في إيجاد ورقة مصالحة فلسطينية يتوافق عليها كافة الاطراف الفلسطينية نتمنى ان يتم حل كافة الازمات العربية وتوحيد المواقف العربية تجاه قضاياهم في القمة العربية بالجزائر نوفمبر القادم .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس السيسي يؤكد دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة

كتبت مني جودت أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في ...