كتب محمد خالد
شهدت اسعار الذهب اليوم في مصر استقرار ملحوظ عند مستويات 2600 جنيها للجرام من عيار 21 وهو الأكثر مبيعا في مصر مستهل تعاملات الأسبوع، رغم تحرك السعر العالمي للأونصة لمستوي 2017 دولار فى التداولات الفورية، فى حين يسجل الطلب على الذهب في مصر هبوط ملحوظ هذا الأسبوع.
أسعار الذهب اليوم:
عيار 24 يسجل 2971 جنيها.
عيار 21 يسجل 2600 جنيه.
عيار 18 يسجل 2229 جنيها.
الجنيه الذهب 20800 جنيه.
سعر الذهب عالمياً
ارتفعت اسعار الذهب العالمية مع بداية تداولات الأسبوع في ظل تراجع الدولار وذلك بعد الانخفاض الكبير الذهب تعرض له الذهب يوم الجمعة الماضية، بينما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر هذا الأسبوع والتي تساهم في قرار البنك الفيدرالي القادم، وفق تقرير جولد بيليون.
وارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2022.58 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن فقد الذهب يوم الجمعة 33 دولار منخفضاً بنسبة 1.6% بعد بيانات تقرير الوظائف الأمريكي الأفضل من المتوقع.
انخفاض الذهب نهاية الأسبوع الماضي جاء بسبب بيانات تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر ابريل والذي أظهر تسجيل وظائف جديدة بقيمة 253 ألف وظيفة أعلى من التوقعات 181 ألف وقراءة مارس عند 165 ألف، بينما انخفض معدل البطالة إلى 3.4% وهو أدنى مستوى منذ 53 عام وكانت القراءة السابقة عند 3.5%، بحسب التحليل الفني لجولد بيليون.
البيانات الإيجابية القوية من قطاع العمالة في الولايات المتحدة زادت من حقيقة مرونة قطاع العمالة وبالتالي استمراره في تقديم الدعم لمعدلات التضخم في الاقتصاد، وينتظر هذا الأسبوع صدور بيانات أسعار المستهلكين الذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي مع توقعات بتراجع في التضخم في أبريل 2023 ولكن مع استمرار التضخم أعلى من مستهدف البنك الفيدرالي عند 2%.
الأسواق تضع في اعتبارها إلى حد كبير احتمالية أن يكون الفيدرالي قد انتهى من دورة رفع أسعار الفائدة ووصل للذروة مع رفع 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، حيث تُظهر أسعار العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي تسعير احتمال 90٪ بأن يحافظ البنك على أسعار الفائدة ثابتة في يونيو، وهناك احتمال أيضاً يصل إلى أكثر من 30% لخفض سعر الفائدة في أقرب وقت في يوليو بالرغم من أن البنك الفيدرالي يميل إلى الابتعاد عن احتمال خفض أسعار الفائدة هذا العام، وهو أمر يتعارض إلى حد ما مع الأسواق التي تسعر التخفيضات.
الدولار الأمريكي من ناحية أخرى يشهد تراجع خلال تداولات اليوم، حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية أمام سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.2% بعد أن شهد انخفاض خلال تداولات الأسبوع الماضي، وفقد الدولار الأمريكي الدعم بسبب إشارة الفيدرالي في اجتماعه الأخير إلى إمكانية الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، وبالتالي أي علامات على تراجع التضخم ستعيق العملة الأمريكية بسبب توقعات أسعار الفائدة وبالتالي ستدفع الذهب نحو الأعلى.
ومن جهة أخرى حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين من أن التأخر أو الإخفاق في اتخاذ قرار رفع سقف الدين الأمريكي سيعمل على انكماش الاقتصاد بشكل حاد، مع إشارتها أنه بداية من شهر يونيو ستكون الحكومة غير قادرة على سداد فواتيرها والتزاماتها ما لم يوافق الكونجرس على رفع سقف الدين.
ويعد هذا التحذير الثاني من يلين في أقل من أسبوع بشأن التأثير الكارثي على الاقتصاد الأمريكي بسبب أزمة سقف الدين، يأتي هذا بعد وصول سقف الدين الأمريكي في يناير الماضي إلى 31.4 تريليون دولار لتبدأ وزارة الخزانة في اتخاذ تدابير استثنائية.
الفترة الحالية تشهد تداولات الذهب تذبذب على نطاق متوسط في ظل اختلاف العوامل التي تؤثر على تحركات المعدن النفيس، فالتأثير الأول على الذهب سلبي وهو ناتج عن التوقعات باستمرار تأصل التضخم في الأسواق المالية وما يترتب على هذا من تمسك البنك الفيدرالي بأسعار الفائدة مرتفعة وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على الذهب، ولكون الذهب سلعة ومخزن للقيمة فهو لا يقدم عائد لحائزيه على عكس السندات الحكومية التي تجتذب المستثمرين مع ارتفاع الفائدة كونها تقدم عائد مرتفع.
التأثير الثاني على الذهب هو تأثير إيجابي ينتج عن التخوفات بشأن أزمة الدين الأمريكي وأزمة المصارف التي عادت إلى الظهور من جديد خلال الأسبوع الماضي الذي شهد تعثر وبيع بنك فيرست ريبابليك وأزمة جديدة تحوم حول بنك باكويست بانكورب، وهذه التخوفات تدعم الذهب بشكل مباشر كونه الملاذ الآمن في الأسواق، هذا بالإضافة إلى التراجع المستمر في مستويات الدولار الأمريكي وهو ما يدعم الذهب أيضاً، كون المعدن النفيس سلعة تسعر بالدولار.
ونتيجة لهذه التأثيرات المختلفة نجد الذهب قد استقر فوق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، خاصة بعد تسجيله أعلى مستوى تاريخي خلال الأسبوع الماضي عند 2080 دولار للأونصة.