كتبت / ندى خالد
القرارات الإستراتيجية الخاطئة التي ارتكبت في الشهور الماضية
على سبيل المثال: يوم الأربعاء الواقع في 8 مارس/أذار طرح البنك اسهم إضافية في السوق ليجني 5.2 مليار دولار
لكي يعزز القاعدة المالية ويحسن البيانات المالية للبنك. لكن هذا الطرح صدم الشارع المالي في وول ستريت في
نيويورك لأن هذا الطرح يدل ان هناك مشكلة سيولة. لذلك تهاتفت البنوك والمستثمرين والعملاء على بيع أسهمهم في
بعض البنوك الأمريكية.
لهذا تم إغلاق هذا البنك وتم ايقاف التداول في مؤشر ناسدك في وول ستريد وخسرت بعض البنوك حوالي 52 مليار
دولار.
ومن القرارات الخاطئة التي هزت السوق هي ان هذا البنك حاول بيع 21 مليار دولار قيمة سندات طويلة الأمد بخصم
كبير ليجني بعض المال لكنه خسر في هذه العملية 8.1 مليار دولار
ً، قام البنك بربط 91 مليار دولار من أموال المودعين في أدوات مالية غير مضمونة وغير آمنة مثل رهانات
أيضا
قروض الإسكان والعقار وكذلك السندات الطويلة المد وفي هذه العملية خسر 15 مليار دولار.
ً، أسعار الفائدة المرتفعة، وقلق في الأسواق من الأسباب الجيوسياسية. وهناك الكثير شبهها بأزمة
ومن الأسباب أيضا
2008 لكن بحسب خبراء سيتم احتوائها وربما خلال اسابيع قليلة لأن في عام 2008 وخلال الأزمة كانت الخسارة
المصارف الأمريكية حوالي 2 تريليون دولار والخسارة العالمية من تبعيات الأزمة المالية وول ستريت 10 تريلونات
دولار. والبنوك الأمريكية احتاجت تمويلات بقيمة 700 مليون دولار.
ً بشكل فريد،
ارتفاع أسعار الفائدة مع ترسخ التضخم وانخفضت أسعار السندات، مما ترك بنك “إس في بي” مكشوفا
وخفض العملاء ودائعهم من 189 مليار دولار في نهاية عام 2021 إلى 173 مليارا في نهاية عام 2022.
ومن الأسباب التي سرعت انهيار البنك، يعود إلى أن ودائعه تضاعفت أكثر من 4 مرات خلال 4 سنوات (من 44 مليار
دولار في 2017 إلى 189 مليارا في نهاية 2021 ،(فيما نمت قروضه التي يقدمها للشركات الناشئة من 23 مليار
دولار إلى 66 مليارا. نظرا لأن البنوك تجني الأرباح من الفارق بين سعر الفائدة الذي تدفعه على الودائع والسعر الذي
يدفعه المقترضون فإن وجود قاعدة ودائع أكبر بكثير من دفتر القروض يمثل مشكلة يقتضي حلها وهي حصول بنك
SVP على أصول أخرى تحمل فائدة، لذلك نجد البنك قد استثمر بنهاية 2021 مبلغ 128 مليار دولار، معظمها في
سندات الرهن العقاري وسندات الخزانة بأسعار مرتفعة.
بحسب الخبراء انهيار بنك SVB لن يكون له تأثير كبير مثل أزمة 2008 لكن سيكون له تاثير كبير على الشركات
ً وبحسبب تقارير امركية ان سيتم فتح البنك بإسم آخر وسيتم دفع
الصغيرة والمودعين والسبب ان اعتبارا 250 ً من غدا
ألف دولار كأقصى حد للمودعين مغطاة من قبل المؤسسة الفدرالية للتأمين (FDIC .(
الأمانة العامة – إدارة الأبحاث والدراسات
مارس/آذار 2023
وبحسب إيكونوميست، إن سعر سهم بنك Bank Valley Silicon انخفض بنسبة 60 %يوم الأربعاء الواقع في 8
أذار ثم 70 %يوم الجمعة الواقع في 10 أذار، وفشلت كل مناشدات إدارته للعملاء بدعمه، وأخيرا تم الإعلان عن وقف
التداول في أسهمه وحجز ودائع عملائه، مما يعني الإعلان عن انهياره.
1 .تأثير الأزمة على البورصات العالمية :
في بورصة باريس خسر سهم بنك “سوسيتيه جنرال” 96.4 % ليصل إلى 40.25 يورو و”بي إن بي باريبا” 38.3 5
ليصل الى 52.60 يورو و”كريدي أغريكول” 94.2 % إلى 97.10 يورو.
في أماكن أخرى في أوروبا، خسر سهم مصرف دويتشه بنك الألماني 85.9 % من قيمته فيما تراجعت أسهم
كومرتسبنك، ثاني أكبر مصارف ألمانيا، بنسبة 12.6 .% كما تراجع سهم باركليز البريطاني بنسبة 83.3 ،% والإيطالي
انتيسا سان باولو بنسبة 06.3 ،% والسويسري “يو بي اس” بنسبة 45.4.%
في هونغ كونغ خسر مصرفا “اتش اس بي سي” و”ستاندرد تشارترد” الجمعة أكثر من 3 ،% وهانغ سينغ بانك أكثر
من 4 .% نفس الاتجاه سجل في اليابان حيث تراجعت أسهم أبرز المصارف اليابانية.
2 .التداعيات على فروع المصرف في العالم
بدأت تداعيات انهيار بنك سيليكون بالانتشار في جميع أنحاء العالم
ومن المقرر أن تعلن ذراع «SVB «في المملكة المتحدة تعسرها، وقد توقفت بالفعل عن التعامل ولم تعد تستقبل عملاء
ً يطالبون فيه المستشار البريطاني جيريمي هانت
جددا. وفي 11أذار أرسل قادة نحو 180 شركة تكنولوجية خطابا
بالتدخل.
ً عن رسالتهم لـ«هانت» قولهم: «فقدان الودائع يمكن أن يتسبب في إحداث شلل للقطاع،
وأفادت وكالة «بلومبيرغ» نقلا
ً للوراء، وسيؤدي إلى التصفية القسرية لعشرات الشركات بين عشية وضحاها.
وإعادة النظام البيئي 20 عاما
قال مؤسسو الشركات الناشئة والمسؤولون التنفيذيون في المملكة المتحدة في الرسالة الموجهة إلى هانت: «ستبدأ هذه
الأزمة اعتبارا من غد (الاثنين)؛ لذا ندعوكم لمنعها الآن.«
من جانبها، صرحت وزارة الخزانة البريطانية بأن «هانت» تحدث مع محافظ بنك إنجلترا بشأن الوضع، وأن وزير
الخزانة الاقتصادي سيعقد مائدة مستديرة مع الشركات المتضررة في وقت لاحق.
وبتسليط الضوء على التحدي الذي تواجهه الحكومات في التعامل مع المدى الكامل للتداعيات بدأت وزارة الخزانة في
المملكة المتحدة في جمع الأصوات حول الشركات الناشئة، وسؤالها عن مقدار الودائع لديها، وحرقها النقدي التقريبي،
ً لما نقلته «بلومبيرغ».
وإمكانية وصولها إلى التسهيلات المصرفية في «SVB «وما بعده، وفقا
وكما هو الحال في الولايات المتحدة، يتم التأمين على بعض ودائع «SVB «في المملكة المتحدة، ولكن لم يكن من
الواضح متى ستكون هذه الأموال متاحة، كما أن هناك قلقا أعمق بين قادة الشركات الناشئة وهو أن انهيار «SVB «
من شأنه أن يخنق التمويل المستقبلي من رأس المال الاستثماري القادم إلى المملكة المتحدة، حيث تتعثر الشركات بالفعل
بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي كندا، أفادت وحدة «Group Financial SVB «في البلاد بتخصيص 435 مليون دولار كندي (314 مليون
دولار) في شكل قروض مضمونة العام الماضي. ومن بين عملائها موفر برامج التجارة الإلكترونية « Shopify
ً لبيان سابق صادر عن البنك.
وفقا»، HLS Therapeutics Inc» الأدوية وشركة»، Inc
3 .إجراءات الحكومة الأمريكية الحالية
أكد بايدن :أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك
الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى
كما أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وكبير مستشاريه الاقتصاديين لايل برينارد، يعملان بتوجيه من بايدن
مع المنظمين الماليين لضمان وصول الأسر والشركات المتضررة من فشل مصرفي “سيليكون فالي”، و”سيغنتشر”
إلى ودائعهم، ووعد بخضوع المسؤولين في المصرفين للمساءلة.
وأطلع مسؤولو وزارة الخزانة مجموعة مشتركة من أعضاء مجلسي الكونغرس، مساء الأحد، على الوضع، ويعتزم
بايدن الإدلاء بتصريحات في وقت لاحق، الاثنين، حول الحفاظ على “نظام مصرفي مرن.”
ّ وقررت الإدارة المضي في إجراءات طارئة، لتمديد الدعم الفيدرالي لجميع ودائع بنك “سيليكون فالي”، من أجل
ضمان الوصول إلى جميع هذه الأموال، الاثنين، بحسب ما ذكره مسؤول كبير في وزارة الخزانة.
وحذرت أوساط مصرفية إلى مخاوف أوسع من أن عدم القدرة في وصول جميع المودعين لأموالهم، الاثنين، سيؤدي
إلى عدوى أوسع تنتشر في جميع أنحاء القطاع المصرفي.
وعندما سيطرت المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع(FDIC ، (على بنك “سيليكون فالي”، الجمعة، قالت إنها
ستدفع للعملاء ودائعهم المؤمنة، الاثنين، والتي تغطي فقط ما يصل إلى 250 ألف دولار.
التركيز الأساسي هو محاولة معالجة مصير أولئك الذين لديهم ودائع غير مؤمنة، وكثير منها عبارة عن شركات
أصغر من المحتمل أن تضطر إلى التفكير في عمليات تسريح جماعي للعمال في حالة عدم تمكنهم من الوصول إلى
أموالهم لتقديم كشوف المرتبات.
وبحسب CNN في وقت سابق، أن المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع طلبت عطاءات خلال عطلة نهاية
الأسبوع من البنوك الأخرى لشراء محتمل لبنك “سيليكون فالي”.
ملاحظة: يتركز نشاط البنك على القطاع التكنولوجي ما قد يقضي على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم دون
تدخل حكومي. وأدى أنهيار البنك إلى موجة انخفاضات ضربت أسهم قطاع البنوك في الولايات المتحدة وامتدت إلى
أسواق آسيا وأوروبا. ووقع أكثر من 3500 من الرؤساء التنفيذيين والمؤسسين الذين يمثلون نحو 220 ألف موظف
على عريضة، دشنتها شركة واي كومبينيتور، تناشد المسؤولين دعم المودعين، محذرين من تعرض أكثر من 100
ألف وظيفة للخطر. ويحتل بنك سيليكون فالي، ومقره سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، المركز السادس عشر بين أكبر
البنوك الأمريكية بأصول قيمتها 209 مليارات دولار وهو ما يجعل قائمة المشترين المحتملين الذين يمكنهم تنفيذ
صفقة لشرائه قصيرة نسبيا.