كتبت / مريم عامر
تشارك الكاتبة الأردنية نور البسطامي العضو الشرفي لنادي القصة بأسيوط في الدورة الـ 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م، وذلك بكتابها الصادر حديثًا بعنوان “التنشئة الجندرية السليمة” عن دار إبهار للنشر والتوزيع، والمتوافر بإصداري أحدهما بالعربية والآخر مترجم للإنجليزية، حيث سوف تتواجد الكاتبة خلال يومي 27 و28 يناير الجاري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يشهد هذا العام اختيار المملكة الأردنية الهاشمية كضيف شرف للمعرض.
ويعد الكتاب محاولة جادة وهادفة لدعم المراهقين والبالغين، وكيفية بناء جندرية صحية لأطفالنا ومراهقينا للوقاية من تيار المثلية، وتتناول في ذلك تطور الاعتراف الذاتي بالجندرية بمرور الوقت، بنفس الطريقة التي يتطور بها جسم الطفل، إذ تتوافق الجندرية لمعظم الأطفال مع الجنس المحدد لهم عند الولادة، إلا أنه ومع انتشار وسائل التأثير ومصادرها، وانشغال الأهل بمسؤوليات الحياة وضغوطها، أصبحت جندرية الاطفال والمراهقين تحديا يواجه الأهل خصوصا والبالغين من التربويين وخبراء علم الاجتماع بالإضافة إلى التشويش الذي أثر على الأطفال أنفسهم مما أضاف مصدرًا آخر للتوتر في حياتهم وحياة ذويهم.
يقول الكاتب والشاعر سيد عبد الرازق عضو نادي القصة بأسيوط إن الجنس غير الجندر، إذ الجندر هي خصائص يتم إنشاؤها اجتماعيا وليس بيولوجيا، وهو نتائج لعدة عوامل متقاطعة تتبنى على التمييز وعدم المساواة، مما يعني بإتاحة الفرصة للتفاعل مع هذا الإنشاء الاجتماعي في أية سن، ومن هنا طرقت الأسئلة أبواب العقل البشري حول كيفية الحفاظ على ما يمكن وصفه بالثبات الجندري إن جاز التعبير في مواجهة الاختلالات التي ينشئها المجتمع وقد تؤدي إلى فرض هويات جنسية جديدة.
ويشير الدكتور سيد عبدالرازق إلى أن الكاتبة نور البسطامي رسمت خارطة طريق لتعزيز مناعة الأسر ضد ما يمكن استغلاله من ظروف المجتمع العربي خاصة والتي اتخذتها منظمة الصحة العالمية ذريعة لتغيرات الهوية الجنسية وفق هرمها المزعوم، ومن ثم تتناول الكاتبة سبل التنشئة الجندرية السليمة في محاولة للتبسيط للنأي عن تعقيدات الكتابات الأكاديمية، صانعة ما يشبه دليلا أسريا يساعد أولياء الأمور وفق معطيات المجتمع في الحفاظ على الهوية الجندرية لأبنائهم سليمة وواضحة المعالم في أذهانهم.
تقول الكاتبة نور البسطامي إن كتابها هو بمثابة دليل تربوي اجتماعي مختصر لوقاية الأطفال من تيار الجندرية والمثلية، وفي الوقت ذاته محاولة لدعم المراهقين والبالغين لفهم الجندرية، وفي ذلك قمت بوضع بوضع بعض التدريبات التي بتوجيهها للأطفال يمكن تبين مقدرتهم على التمييز بين الجنسين، ثم التطرق لمفاهيم الجندرية ببساطة، إضافة لتطورها التاريخي، والعوامل المؤثرة في تحديد الجندرية ليتفهمها البالغون عند تعاملهم مع أطفالهم، خصوصًا مع تأثير العائلة، والألعاب، والإعلام، والمشاهير، واللغة في تكوين الجندر.
وتحذر الكاتبة في كتابها من التراخي في بناء الجندرية السليمة للطفل والآثار السلبية التي يمكن أن تطال الطفل وأسرته ومجتمعه، متعرضة لمشكلة الأمومة، والأسرة، ومجتمع الميم، وما تطرحه توجهات تلك القضايا وانعكاساتها وسبل مواجهتها، ثم تجيب على السؤال الأكثر تأريقا للأسر الخوف أم المواجهة، مؤكدة على أن مسئوليتنا تحتم علينا التعامل مع الواقع بموضوعية ووعي لنجتاز بأطفالنا تلك التحديات.
يذكر أن نور البسطامي، حاصلة على ماجيستير الإدارة التربوية من الجامعة الأردنية بالعام 2001م، ولها مسيرة وظيفية حافلة في العمل بالأنظمة التربوية، ومجال التدريب والتطوير المهني، إلى جانب ميدان الاستشارات التربوية وتقييم جودة المؤسسات التعليمية، وتعمل في هذه المجالات بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد صدر لها قبل ذلك رواية توابل عام 2015م، وتم تكريمها في مؤتمر نادي القصة بأسيوط، ومنحها عضوية شرفية لجهودها واهتمامها ومشاركتها بفعاليات نادي القصة وأنشطته لعدة سنوات.