نطالب بإنشاء مؤسسة أهلية لتأهيل الشباب للزواج

 كتب /الدكتور عادل عامر                                                                                                                               

تتأثر العلاقة الزوجية بشخصية كل من الزوج و الزوجة سواء في تدعيم التوافق الزواجي ،أو في خلق نوع من الصراع و التوتر الذي يهدد العالقة ، كما تتأثر بدرجة اختلافهما الانفعالي أمام المواقف و الأحداث التي تمر عليهما لم يكن الأمر مقتصرًا على العنف فحسب، بل لوحظ أن هناك ارتفاع ملحوظ في معدلات الطلاق التي شهدتها مصر خلال الآونة الأخيرة، حيث وصلت نسبته بحسب إحصاء أممي إلى 20 حالة في الساعة الواحدة، ما يعادل 170 ألف حالة سنويًا، الأمر الذي استرعى اهتمام عدد كبير من علماء النفس والاجتماع لبحث الأزمة والعمل على إيجاد حلول لها.

ومما لا شك فيه ان تتعرض هذه العملية المهمة في حياة أي شخص إلى مجموعة من المشاكل التي قد تكون راجعة إلى الجهل بالقواعد والأحكام الشرعية لعقد الزواج، وأنه بمجرد العلم بهذه القواعد والأحكام  وتطبيقها يستقيم نظام الأسرة ويتماسك بناؤه لذلك يجب تأهيل الشباب المصري المقبل على الزواج، من الجنسين، وإعدادهم لبدء حياة زوجية ناجح. من خلال التأهيل النفسي والاجتماعي والشرعي لطرفي العلاقة، لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسئولية والتوعية بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية، ويعمل على تثقيف الشباب المقبل على الزواج من خلال عرض نماذج ناجحة في الحياة العملية والأسرية.

التأهيل النفسي والاجتماعي والشرعي لطرفي العلاقة، لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسؤولية.

يُعد الاستعداد للزواج قاعدة أساسية لبناء الحياة الزوجية الناجحة، وتأتي أهميته من كونه عملية تهيئة نفسية واجتماعية للإقبال على مرحلة حياتية جديدة، تتضمن التأهيل ووضع مقاييس لاختيار شريك الحياة.

ومن هنا تظهر حاجة فئة المقبلين على الزواج إلى الإلمام بتفاصيل مهمة تتعلق بالاستعداد للحياة الزوجية، تمكنهم من اتخاذ قرار مهم تتوقف عليه حياتهم المستقبلية، ألا وهو اختيار شريك الحياة. ولتتم عملية الاستعداد للزواج على أكمل وجه، ينبغي المرور بالمراحل التالية:

المرحلة الأولى : التهيئة

إن بناء الأسرة على أسس صحيحة، يبدأ من الاستعداد النفسي لدخول عالم جديد مختلف، فهناك مجموعة من الآليات تساعد المقبلين على الزواج من تهيئة أنفسهم تتمثل في:

أ‌- تبديد المخاوف :

ينتاب أغلب المقبلون على الزواج مشاعر القلق والرهبة والخوف من أمور متعددة حول الزواج نفسه أو حول طبيعة العلاقة الزوجية أو مدى القدرة على التوافق مع شريك الحياة أو حتى القدرة على تحمل المسئولية الجديدة.

والخطوات التالية تعمل على تبديد المخاوف المرتبطة بالزواج:

• التخلص من التوقعات السلبية عن الزواج الناتجة عن الاستماع لتجارب الآخرين الشخصية.

• الحرص على الحصول على معلومات صحيحة ومن مصادر موثوقة حول الحياة الزوجية.

• إدراك الحاجة للوقت الكافي في بناء علاقة زوجية عميقة.

• التخطيط للزواج وتحديد الأولويات.

ب – النظرة الواقعية للزواج :

من المهم للمقبل على الزواج رسم صورة واقعية عن الحياة الزوجية بما تحمله من مسئوليات والتزامات متعددة. ومما يساعد في ذلك :

• التعرف على الحقوق والواجبات الزوجية.

• إدراك حجم المسئوليات الزوجية والأسرية والاجتماعية الجديدة.

• إدراك أهمية المشاركة والتعاون بين الزوجين

• الاستعداد للمتغيرات المختلفة التي قد تطرأ في الحياة الزوجية.

• تقبل وجود بعض الاختلافات في شخصية الزوجين.

• تقبل فكرة قابلية عدم الاتفاق على بعض الأمور.

ج – المشاركة :

الحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة، أي تقبل وجود طرف مشارك في الحياة الزوجية بكل ما فيها، من اتخاذ القرارات الأسرية ، ومن تحمل المسئولية بالإضافة إلى المشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات والطموحات. ولتحقيق المشاركة في الحياة الزوجية لابد من:

• مناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بالحياة الأسرية.

• احترام وجهات النظر المختلفة بين الزوجين وتقبلها.

• تجنب محاولة التحكم في شخصية الطرف الآخر وفرض السيطرة عليه.

• المرونة في التعامل وتقديم بعض التنازلات للطرف الآخر.

المرحلة الثانية: تحديد مقاييس اختيار شريك الحياة

تعتمد نقطة الانطلاق إلى الحياة الزوجية المستقرة بالدرجة الأولى على حسن الاختيار. وليتم الاختيار بشكل سليم، يحتاج المقبل على الزواج أن يضع مقاييس معينة ومعايير مناسبة لتطلعاته لتكون الفاصل الأساسي في تقييم مدى ملائمة الطرف الآخر ليكون شريك حياته، وتتمثل هذه المقاييس في جزئيين :

مقاييس داخلية تركز على وجود التعاطف والتجاذب النفسي المتبادلِ، والتناسب في الأفكار ووجهات النظر، والاتفاق على قيم أخلاقية أساسية والاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة>

مقاييس خارجية تدور حول التناسب في العمر، والخصائص الجسمية، والمستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي.

المرحلة الثالثة: التعرف على شريك الحياة

هناك مجموعة من القنوات التي يستطيع من خلالها المقبل على الزواج التعرف على الطرف الآخر، كمثال الاتصالات والمقابلات التي تسمح بتبادل الأحاديث والمناقشة في الموضوعات المتصلة بالزواج بهدف الاطلاع على الآراء والأفكار والتصورات، والذي من شأنه المساعدة في الكشف عن مدى تقبل كل من الطرفين للآخر.

ويمكن للمقبل على الزواج مناقشة الموضوعات التالية :

• ملامح الشخصية: للتعرف على شخصية كل طرف للآخر واكتشاف مدى القدرة على التلاؤم والتكيف مع صفات الشخص، والتأكد من أن الاختلافات الموجودة بينهما لن تكون مصدر خلافات في المستقبل وأنه يمكن قبولها والتعامل معها وتفهمها.

• الحياة الزوجية والأسرية: لمعرفة وجهات النظر من حيث التباين والالتقاء، ومحاولة التوافق حول الأمور الجوهرية في حياتهما المستقبلية ( دور الأب ودور الأم، الحقوق والواجبات الزوجية).

• الجانب الديني: لاكتشاف مدى التقارب في التوجهات الدينية بين الطرفين ودرجة تقبل موارد الاختلاف. إن المطالبة بدورات تدريبية للمرأة عن الصحة الإنجابية هي خطوة جيدة تساهم في الحد من ارتفاع نسبة الطلاق، لكن الأمر يتطلب فريق كامل من الأزهر والأطباء النفسيين ويجب العمل كفريق لتغيير عدد من المفاهيم والأخطاء الشائعة في العلاقات الزوجية التي فرضتها العادات والتقاليد والمجتمع ومن هنا نؤكد على أهمية مرحلة الاستعداد للزواج فهي البوابة للدخول إلى عالم الحياة الزوجية وتكوين الأسرة والاستقرار وتحقيق السعادة التي ستكون مرهونة على ما تم تحقيقه في هذه المرحلة.

 ● التوعية بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية

. ● تثقيف الشباب المقبل على الزواج، من خلال عرض نماذج ناجحة في الحياة العملية والأسرية.

أن الشباب في حاجة لمثل تلك المبادرات التي تساهم في توعية المجتمع المصري بأهمية الحفاظ على الأسرة المصرية فى صنع مستقبل أفضل لمصر في جميع نواحي الحياة، وتنفيذ رؤية الدولة فى التصدي لظاهرة التفكك الأسري ومواجهة التحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمع المصري. لأن الشباب اليوم يعاني فجوة حقيقية في الزواج تفصل بين التوقعات والوقائع، وذلك بسبب التصور المنقوص أو المغلوط عن الزواج.. – لأن التخطيط اليوم صار ثقافَة ضرورية تلازم المشاريع، والزواج من أهم مشاريع الحياة التي يجب التخطيط لها ودراسة تفاصيلها؛ فهو علاقة حياتية مستمرة وليست مؤقتة، وهو مشروع عام وأبدي وهام وشامل لكل فئات المجتمع وليس خاصاً بالمتعلمين كالدورات التخصصية ببعض العلوم والمهارات.

– لأن المرأة والرجل مختلفان، والزواج يصهر سلوكياتهما في بوتقة واحدة هي البيت، وفي معظم المفردات.. – لأن الإحصاءات اليوم تشير إلى ارتفاع نسَب الطلاق، خاصة بين المتزوجين حديثاً، وتشير في الوقت نفسه إلى أن البناء الصحيح للأسرة كفيل برفع الاستقرار في الحياة الزوجية بنسَب عالية جداً. – لأن الأسرة المسلمة اليوم مستهدفة، وهي الورقة الأخيرة التي نراهن عليها لإعادة بث الحياة في المجتمع، وقد بدأت أسرنا تتهاوى فعلاً!

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

Recent Posts

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس الوزراء: نسعى بالشراكة مع إحدى المؤسسات العالمية أن يكون مستشفى أورام دار السلام مركزًا على أعلى مستوى

كتبت مني جودت أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية، اليوم السبت حيث أشار ...