كتبت/ رزان التركى
لا يزال أحمد المرسي يثبت إنه واحد من أهم مديري التصوير في مصر والعالم العربي، فبعد كل فيلم يتولى مهمة تصويره، يرتفع سقف الإبهار البصري أكثر من السابق، مؤخراً تم إطلاق فيلم كيرة والجن للمخرج مروان حامد في دور العرض في مصر والعالم العربي، وكانت صورة الفيلم واحدة من أهم العناصر التي أشاد بها الجمهور والنقاد، فما هي أسرار صورة أحمد المرسي المبهرة؟
فترة تاريخية لم نشاهدها من قبل
أحداث فيلم كيرة والجن تدور ابتداءً من حادث دنشواي، ثم تمر بثورة 1919 وسنوات قليلة بعدها، ومن الواضح أن المرسي أراد أن يخلق لهذه الفترة هوية بصرية لا تشبه أي هوية أخرى لفترة زمنية مختلفة اعتادها الجمهور، أو الأعمال القليلة التي تناولت هذه الفترة من تاريخ مصر، ولذلك فإن درجات الألوان في الفيلم غير معتادة بالنسبة للمشاهدين.
أماكن ضيقة للغاية
من التحديات الحاضرة في فيلم كيرة والجن، هو التصوير في أماكن ضيقة، وهو مطلوب بالضرورة بسبب طبيعة أحداث الفيلم، على سبيل المثال، بالرغم من الضيق الشديد للقبو الذي يجمع أفراد المقاومة، لكن المرسي استطاع الحركة بالكاميرا بسلاسة، وكان كل الممثلين ظاهرين بوضوح.
تحدي الإضاءة
من بين تحديات هذه الفترة التاريخية أن تكون الإضاءة واقعية، ففي هذه الفترة كانت الإضاءة ضعيفة ومصادر الكهرباء قليلة في البيوت والشوارع، لكن مع ذلك يبدو أن أحمد المرسي استطاع التحايل على الأمر بطريقة ما، فنشاهد في الفيلم مصادر الإضاءة البدائية حاضرة، وفي الوقت نفسه الإضاءة في هذه المشاهد واقعية جداً، وهذه على المستوى التقني التنفيذي في غاية الصعوبة.
ليل خارجي وداخلي
فكرة الإضاءة تصبح أكثر صعوبة خاصةً حين تكون معظم مشاهد الفيلم في الليل، ومع ذلك لم يستشعر أحد أي غرابة في طبيعة إضاءة هذه المشاهد في الفيلم، سواء بالإضاءة البراقة أو الخافتة.
الكثير من الأكشن والمطاردات
بالرغم من التحديات السابقة، فالفيلم مليء بالمطاردات وحوادث الاغتيال والمظاهرات، وهذا يجعل مهمة مدير التصوير أصعب، كيف يمكنه التنسيق بين الإضاءة وحركة الممثلين وحركة الكاميرا خاصةً في وجود أكشن عنيف؟ ومع ذلك كانت نتيجة مشاهد الأكشن في الفيلم في غاية الإبهار والتجديد، بعضها كان من لقطة واحدة، وأخرى في شوارع ضيقة، وأخرى مليئة بالممثلين وغير ذلك.
ماذا عن الجرافيك؟
واحدة من أصعب مهام مدير التصوير في فيلم مثل كيرة والجن، هو تخيل جزء كبير من موقع التصوير، كثير من مواقع تصوير الفيلم تم بناؤها عبر المؤثرات البصرية، وكان على أحمد المرسي أن يقوم بتصوير الكثير من المشاهد اعتماداً على الخيال فقط، نعتقد أنه لم يشعر أحد بما هو غير حقيقي في هذا الفيلم.
عبر أكثر من 20 سنة في صناعة السينما، شارك مدير التصوير والمخرج أحمد المرسي في أكثر من 50 فيلم، وقدم ما يتجاوز 2000 إعلان فيديو تجاري كمدير تصوير ومؤخراً كمخرج أيضاً، ونال 23 جائزة محلية ودولية عن مجمل أعماله، وهو حالياً عضو معتمد في الجمعية الكندية للمصورين (CSC) إضافة لانتسابه إلى الجمعية الأسترالية للمصورين (ACS) التي منحته منها 9 جوائز منذ انضمامه لها في 2018.
أحدث أعمال المرسي هو فيلم كيرة والجن مع المخرج مروان حامد الذي بدأ عرضه بنجاح في مصر وعدة دول، وهو أحد أضخم إنتاجات السينما المصرية. قبله كان فيلم الأكشن العارف: عودة يونس الذي تصدر شباك الإيرادات المصري في 2021، ونال عنه المرسي إشادات عديدة لتقديمه الأكشن بأساليب غير مسبوقة بصناعة السينما العربية، وقد فاز عنه بجائزة أفضل تصوير سينمائي من مهرجان جمعية الفيلم في دورته الاستثنائية في 2022.