قمة امريكية إفريقية في واشنطن وحرص من الولايات المتحدة على بداية عهدا جديدا مع شعوب القارة الإفريقية التي تعاني من مشكلات كبرى بحاجة إلى دعم دولي لتنمية القارة و مواجهة التحديات الصعبة في عالم تتنافس فيه القوى الكبرى على حساب الشعوب الفقيرة في دول العالم الثالث.
مصر الدولة الإفريقية الاولى التي ادركت اهمية افريقيا والتعاون مع اشقائها وهي بوابة العبور إلى إفريقيا بالإضافة إلى انها حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة وهي التي نبهت الولايات المتحدة إلى ضرورة التعاون مع الشعوب الإفريقية وتقديم الدعم الجيد لهم بالإضافة إلى الاستثمار في القارة ومصر بدات هذه الخطوة مبكرا في تدشين منتدى افريقيا في ٢٠١٨ م وفتحت طريقا جديدا من التعاون مع الاشقاء في القارة السمراء .
الولايات المتحدة اليوم تتحرك نحو افريقيا وهي تريد ان تلحق بركب الاستثمارات الصينية في افريقيا والتي تتمحور حول البنى التحتية وسوف تقدم الولايات المتحدة ١٠٠ مليون دولارا من اجل مبادرات الطاقة النظيفة والمتجددة في القارة السمراء بالإضافة إلى ٨٠ مليون دولارا من اجل الرعاية الصحية وهناك حديث امريكي حول استثمارات نقدر بمبلغ ٥٥ مليار دولار في افريقيا لكن رغم ذلك امريكا مازالت بحاجة إلى تعزيز تواجدها في افريقيا في ظل تواجد فرنسي وصيني وروسي وهي بحاجة إلى وضع رؤية حقيقية لمواجهة الإرهاب الذي استفحل وتفشى في القارة السمراء واصبحت مرتعا للتنظيمات الإرهابية الاشد خطورة من داعش وايضا تعزيز الاستقرار السياسي ودعم الحريات والديمقراطية في ظل تواجد انظمة يصعب التعامل معها وبعضها لايؤمن بالديمقراطية .
الامن هو اكبر التحديات الهامة اليوم في افريقيا وإذا نجحت الولايات المتحدة في معالجة مشاكل الامن ومواجهة الإرهاب في القارة السمراء سوف يكون بداية جديدة لافريقيا والولايات المتحدة تدرك اهمية ذلك وايضا تدرك اهمية الاستثمار في العنصر البشري ولذلك القمة الامريكية الإفريقية هي للتأكيد على ضرورة الاستماع الى شركاء الولايات المتحدة في افريقيا وايضا سوف يقوم المسؤولين الامريكيين بزيارات إلى الدول الإفريقية وإيجاد وسيلة من اجل ان يكون لافريقيا مقعد دائم في مجلس الامن وايضا تواجد الاتحاد الافريقي في مجموعة قمة العشرين .
افريقيا اليوم اصبحت لديها فرصا افضل والاستثمار في القارة السمراء سوف يكون فرصة حقيقية لشعوب القارة من اجل بداية حياة جديدة تنهي معاناة الماضي لكن سوف يظل التنافس الصيني الامريكي قائما وسوف يزداد التنافس في افريقيا والولايات المتحدة لديها استراتيجية جديدة من اجل افريقيا وشعوبها وإذا كانت الصين بدات مبكرا الاستثمار في افريقيا ولديها علاقات تجارية مع دول القارة بمليارات الدولارات فإن الولايات المتحدة سوف تعمل جاهدة بالتعاون مع كل الشركاء في افريقيا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات حتى لا تترك القارة السمراء فريسة للمنافس العملاق التنين الصيني .
شراكة امريكية إفريقية دفاعية وتجارية واستثمارية جديدة بمليارات الدولارات واتفاق تاريخي في التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وافريقيا يؤكد اننا امام عصر جديد للقارة السمراء وتوجه امريكي واضح نحو افريقيا لكن إلى اي مدى سوف يؤثر ذلك إيجابا او سلبا على افريقيا بسبب التنافس الامريكي والروسي والصيني على القارة .
الدول الإفريقية مطالبة اليوم بالاستغلال الجيد لهذا التنافس والاتحاد الافريقي عليه مسؤولية كبيرة في عمل توازن حقيقي بين الولايات المتحدة والصين في الدخول الى القارة حتى لاينعكس هذا التنافس وهذا الصراع سلبا على افريقيا ويتحول التاثير الايجابي إلى حربا امريكية صينية داخل القارة وربما يؤدي ذلك إلى انقسام الدول الإفريقية وتفككها والخاسر في النهاية الشعوب الإفريقية .
افريقيا اليوم بحاجة الى شريك حقيقي وليس من يتعامل معها على طريقة استعمارية قديمة لن تجدي نفعا اليوم والولايات المتحدة تدرك معاناة القارة مع الاستعمار والثمن الذي دفعه شعوب افريقيا في الماضي ومازالت المعاناة قائمة ولكي تنتهي لابد ان تكون الشراكة الامريكية مع افريقيا قائمة على اسس قوية ومتينة حتى تصبح بعد ذلك هذه العلاقة نموذجا في العلاقات الدولية وايضا تستمر هذه العلاقة لسنوات قادمة والضمان الحقيقي لهذا الاستمرار في النهاية انعقاد القمة بشكل سنوي لوضع رؤية وخطط باستمرار تواكب تطورات الواقع وتبني على ما سبق من إنجازات وتقدم ونتمنى ان نرى القارة السمراء في افضل حال امنيا وسياسيا واقتصاديا ونتمنى ان تقدم الولايات المتحدة دعما حقيقيا لافريقيا وشعوبها .